يعرفه جميع سكان حي بحري وتحديداً منطقة السوق، وكيف لا، وهو الذي يوثق للحظاتهم السعيدة عبر عدسته، وقبل ذلك روحه المرحة جعلت الجميع يحبونه.. إنه المصور اديس قدي الذي جلست إليه (منوعات الأحداث) وتجاذبت معه أطراف الحديث.. تفاصيل أوفى بنص الحوار.. *متى زرت السودان أول مرة؟ جئت إلى السودان بقصة طويلة فصولها كالآتي: كنت من المعارضين للنظام السابق في اثيوبيا, وهذا ما قادني إلى السودان باعتباره بلدي الاول ك(لاجئ سياسي)، ومنذ ذلك العام (1991 ) لم أفارقه, وتعتبر هذه أول زيارة لي ولم أذهب من وقتها إلى اثيوبيا. * هل واجهتك صعوبة في التأقلم مع المجتمع السوداني؟ يضحك.. لم تواجهن أي صعوبة تذكر سوي اللغة التي كانت تقف حائلا بيني والناس في التخاطب، فأنا كنت أجيد الانجليزية لكن مع مرور الوقت استطعت أن انتصر على حاجز اللغة.. وأيضا رغبتي في التعامل مع الشعب السوداني، وحسن معاملتهم لي اسهما بصورة فاعلة في بقائي في السودان. فالسودانيون اخوة حقيقيون.. وعلى الرغم من إنني مسيحي وجدت احتواء كاملا منهم، إلى جانب ذلك التشابه في شكل الحياة بين الدولتين اسهم بصورة مباشرة في بقائي كل هذه المدة، ومع ذلك أطلب من الحكومة الاثيوبية بضرورة توفيق أوضاع اللاجئين الاثيوبيين في السودان لضمان بقائهم بصورة آمنة.. *انت تتحدث اللغة العربية بطلاقة عكس الاثيوبيين الموجودين في السوان، نلاحظ لديهم (لكنة) واضحة؟ (يضحك اديس): علاقتي بالعربي بدأت في السودان وأتقنته بالقراءة المتكررة للكتب والصحف السودانية إلى جانب دخولي في (الزول) السوداني من أوسع الأبواب.. واحتكاكي بالمواطنين البسطاء الذين استمع لهم بإصغاء من أجل التقاط الكلمات.. *انت تعمل منذ العام 1991في مجال التصوير الفتوغرافي، ما الاختلاف بين التصوير سابقا والآن بعد إدخال التكنولوجيا؟ (يصمت) ثم يقول: هنالك فرق واضح بين تصوير زمان والآن، ففي السابق كانت الصورة تستخرج بعد 7 إلى 10 أيام إلا أن دخول التكنولوجيا الحديثة من حاسوب وكاميرات ديجتال ساعدنا في سرعة التقاط الصورة وتسليمها إلى صحابها في ثوانٍ معدودات، وذلك بدوره أسهم في زيادة الدخل إلى جانب اجتهادي في البحث عن المزيد من المعرفة في مجال التصوير الفتوغرافي.. *هل التصوير يحتاج دراسة أم موهبة؟ لا، التصوير موهبة في كثير من الأحيان، إلا أنه يتطلب ممن يزاوله كمهنة مزيداً من الدراسة حتى يكون هنالك إبداع، فأنا تلقيت العديد من الكورسات.. *ماهي الشخصيات المشهورة التي قمت بتصويرها؟ انا التقطت العديد من الصور لشخصيات اجتماعية سودانية وغيرها. وتشرفت بالتقاط صورة زفاف الفنان محمود عبدالعزيز وحنان بلوبلو إلى جانب الفنان جمال فرفو. وصورت الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والاثيوبي ملس عند توقيعهم اتفاقية الهدنة بين الدولتين.. *ما رأيك في العادات والتقاليد السودانية، وهل هنالك تشابه بينهاو عادات وتقاليد اثيوبيا؟ ياسلام، ليس هنالك فرق بين اديس والسودان. فالعادات والتقاليد لا تختلف كثيرا، خاصة في طقوس الزواج وغيرها من العادات الاجتماعية. فأنا متزوج من اثيوبية لكن بمراسم زواج قامت على العادات السودانية من ليلة الحناء وغيرها، وتم مزجها مع العادات الاثيوبية الأخرى في مراسم الأفراح، فمثلا في عادات الأكل نتفق على أكل (المرارة) والكسرة على الرغم من اختلاف الاثيوبية قليلا.. * إلى أي لون رياضي تنتمي إليه؟ أقولها دون تحفظ أنا (هلالابي على السكين).. *من هو الفنان الذي تطرب له كثيرا؟ استمع طرباً للراحلين محمد وردي وخوجلي عثمان، وأيضا محمود عبد العزيز(الحوت) واحفظ العديد من الأغاني.. *كيف هي علاقتك بالصحافة السودانية؟ أبدأ صباحي بالصحف السودانية وقرأت للعديد من الكتاب السودانيين، منهم منصور خالد، الطيب صالح، والكثير من قادة الفكر السياسي السوداني، وذلك جعلني متابعاً لما يدور وأعطي رأيي بصراحة وشفافية.. *الأكلات السودانية، ماذا عنها؟ أحب الشية على الطريقة السودانية إلى جانب العصيدة بملاح(الكول) خاصة في رمضان، على الرغم من أنني مسيحي، لكنني أكون حريصا على عدم الأكل، إلا مع أذان المغرب تماشيا مع الجو الروحاني السوداني.. *موقف طريف عالق بذاكرتك؟ يوميا تمر عليّ طرائف، فأتت لي يوما فتاة مع والدها لاستخراج صورة بحجم الباسبورت، وبعد الانتهاء من تصويرها امتنعت عن استلام الصورة، ووصفتها بالقبيحة، وأن من في الصورة ليست هي.. والطريف في الأمر أصر والدها أيضا، وقال هي ليست ابنته..