صديق عربي .. مرعوب لدرجة الجنون .. من زوجته ! الرجل صارحني في لحظة بوح، بأنه يقضي معظم يومه في قراءة أخبار الجريمة، ويهتم على وجه الخصوص .. بجرائم قتل الزوجات لأزواجهن ! قال الرجل : تصور .. والله لا تغمض عيني ليلا، إلا بعد (تأمين) كل الأشياء الخطرة، فلا مفك ولا ماسورة ولا شاكوش .. إلا ويكون قد استقر في (المخزن)، وطبعا لا تفريط أبدا في مفتاح المخزن، فمكانه دائما في جيب ملابسي التي أنام بها ! ويواصل الرجل : أما معدات المطبخ ، فجميعها يتم (تحييدها) بشكل يومي ومنتظم، فلن أستطيع طبعا حمل كل السكاكين، والكزالك، والسواطير، والشوك، وغيرها، ولذلك، فأنا أقوم باختصار الخطوات، وإغلاق المطبخ بالضبة والمفتاح ليلا، ليستقر المفتاح أخيرا في جيبي، بجوار مفتاح المخزن ! سألت الرجل : ما الأمر يا صديقي ؟ ولماذا كل صافرات الإنذار هذه ؟! أجاب: أخاف كيد زوجتي، فهي تتابع باهتمام مريب جرائم القتل، وخصوصا قتل الأزواج، كما لاحظت شغفها الشديد بأفلام الجرائم النسائية، وبصراحة .. شاهدتها ذات مرة تبتسم ابتسامة غريبة، وهي تقرأ لي بصوت عال .. كيف أن امرأة صبت الماء الساخن الذي يغلي .. على وجه وصدر زوجها النائم .. لتكون تلك نومته الأخيرة !! قلت له : ولماذا تقتلك زوجتك ؟ قال : عيني طايرة ابتسمت وقلت للرجل ممازحا : لا عليك أيها الضرغام، فلو كان كل رجل صاحب (عين طائرة) يلقى حتفه على يد زوجته، لما بقي إلا القليلون على قيد الحياة !! بصراحة .. أتفهم الآن ذعر الرجل .. فجرائم القتل النسائية أصبحت تتكرر، وليست كلها طبعا بسبب العين الطائرة، فالأسباب تتعدد، لكن ما يقشعر له القلب .. إقدام المرأة في الأساس على ارتكاب هذه الجرائم ، ضد الزوج، أو ضد آخرين وأخريات، وهو سلوك لم يألفه الناس .. ولم يكن ملحوظا من قبل. المرأة كائن استثنائي، ففي داخلها، منذ يفاعتها، روح الأم، وهي تقتني العرائس والدمى في صغرها لتمارس الأمومة، وتنشأ وهي حاملة هذا القلب، فكيف يتحول وجدانها .. ويحيل كل الحنان والدفء والرقة والرحمة .. لسلوك عنيف .. قاتل .. ومدمر ؟! الحياة تتغير بسرعة، والضغوط هي التبرير الوحيد لما نسمعه، فقلب المرأة لم يتبدل، لكن الهجمة الضاغطة ماديا ومعنويا هي التي تضخمت، فلم يعد لكثير من القلوب الحوائية .. طاقة على احتمالها. سحقا للضغوط .. التي تشوه أدفأ القلوب، وأرقها، وأجملها، في حياة لم يعد فيها شيء لم يصبه القبح .. والتشوه !