الشوق والريد والحب البان في خط الإيد ديل يا (قاسي) ليك في رسالة !! أصلح (اسماعيل) من وضع فرشة الصلاة البلاستيكيه تحت عربته ال (ديهاتسو)، قبل أن يتمدد على ظهره وينزلق تحتها، وبعد أن أستقر تحت الماكينة تناول مفتاح (١٧ بيده ثم انشغل بتغير الزيت، بينما جلس صغيره (مجدي) يلعب بعلبة الادوات التي تركها والده مفتوحة .. تعود (اسماعيل) على قضاء صباح يوميي الاجازة في العناية بسيارته التي اشتراها بعد مشوار طويل من اللملمة والتوفير، وبعد أن أعانته زوجته (فايزة) ب (دفرة) معتبرة عندما تبرعت له ب (الصرفة) خاصتها من صندوق الختة الذي تديره جاراتها من نسوان الحلة، ك نوع من تقديم (السبت) عشما في (أحد) الانجعاصة داخلها لقضاء مشاويرها الاجتماعية، وإراحة ظهرها من الدقداق والحفر التي يبرع سائقي الركشات في الزوغان منها للوقوع فيها ! ولأن (الجديد شديد) خاصة إذا ما كان الحصول عليه بعد (سللان روح)، تحولت فرحة (اسماعيل) بال (ديهاتسو) وحرصه على سلامتها لنوع من الهوس، وصار يقضي كل اوقات فراغه في غسلها وتلميع زجاجها ونفض الغبار عن مقاعدها، وتحولت فرحة (فايزة) بسبب هذا الهوس لنوع من الغيرة الخفية من السيارة، فصارت تتخيلها كضرة لا تشاركها في قلب (اسماعيل) وحسب، بل تستأثر دونها بإهتمامه وكل اوقات فراغه حتى أنها اطلقت عليها لقب (العروسة). تخلى (مجدي) عن تفحص أدوات والده وقام لينحني أسفل السيارة .. ظل يراقب معافرة والده تحتها وحبات العرق التي تجمعت على جبينه، وفجأة خطرت له فكرة ابتسم لها، ثم انحنى والتقط المفك النجمة من وسط الادوات، واتجه نحو باب السيارة الخلفي وبدأ في الكتابة عليه بحافة المفك الحادة .. انتبه (اسماعيل) لصوت الصرير الذي يصدره احتكاك المفك ب البوهية، فأخرج رأسه من تحت السيارة وانتهر (مجدي): بتعمل في شنو يا ولد؟ أجابه (مجدي) ببراءة: قاعد اكتب لي حاجة ! تدحرج (اسماعيل) سريعا وخرج من تحت السيارة، وما أن رأى آثار خربشة المفك في الباب حتى اندفع ثائرا نحو (مجدي) .. أمسك يده بقوة وانتزع منها المفك وقام بسحبه نحو (الضهرية)، وضع يد الصغير فوقها ثم هوى بالمفك على اصابعه بضربات موجعة بكل عزمه وهو يردد مع كل ضربة: ليه؟ .. ليه؟ .. ليه؟ .. خربشتا البوهية يا قليل الأدب؟ لم يأبه لصرخات الصغير وظل يضرب بقسوة على ظهر يده، ولم يوقظه من نوبة الحنق والغضب إلا انفجار الدم من يد الصغير وسيلانه على ضهرية العربية ملوثا نظافتها البراقة، فرمى المفك واطلق سراح يد (مجدي) الذي انطلق يبكي وينادي على أمه. شعر (اسماعيل) بنوع من القلق وتأنيب الضمير فدخل خلف الصغير للمنزل كي يطمئن على إصابة (مجدي)، ولكن ما أن عبر بقدمه الباب، حتى استقبلته (فايزة) بسيل من التساؤلات الاستنكارية الغاضبة: ذنبو شنو الولد .. عشان تضربو جنس الضرب ده ؟ سوى ليك شنو يعني؟ داير تكسر يدو بي ورا العربية؟ .. اريتا طايرة في السماء ! تهرب من مواجهتها وانحنى يفحص يد (مجدي) بعد أن غسلتها (فايزة) من الدم، فراعه الانتفاخ الذي ظهر عليها وصرخات الصغير المؤلمة، من أي محاولة منه لتحسس مكان الإصابة، فأسرع بتغير ملابسه واكتفت (فايزة) بلبس التوب فوق ملابسها البيتية وانطلقوا ب (مجدي) للمستشفى .. لم يجرؤ (اسماعيل) على ذكر سبب اصابة صغيره للطبيب، واكتفى بالقول أن الصغير أذى نفسه عندما كان يلعب بكومة أحجار أمام البيت .. أوضحت صورة الاشعة أن اثنين من أصابع الصغير قد اصيبت بالكسر، وبعد تلقيه العلاج وتضميد جراحه عادوا به للبيت. حمله (إسماعيل) على كتفه بعد أن نام من كثرة البكاء والألم ووضعه برفق على فراشه، ثم غادر الغرفة هربا من نظرات (فايزة) وصمتها الذي كان أقسى من أي كلمات لوم يمكن أن توجهها له .. توجه نحو الشارع ووقف أمام الباب يتأمل السيارة فإنتبه لمكان شخبطة الصغير على بابها .. اقترب ليقرأ ما كتبه صغيره بالمفك وحسبه مجرد شخبطة، فوجده قد كتب بخطه الطفولي المكعوج: أنا بحبك يا بابا !! لطائف - صحيفة حكايات [email protected]