حققت شرطة الازهري بجنوبالخرطوم انجازاً جديداً بتوقيف المتهمين في جريمة قتل سائق عربة دفار ورمي جثته داخل مشروع زراعي بمنطقة سوبا بعد ساعتين فقط من ارتكاب الحادث. وبحسب مصادر عدلية فإن الشرطة قد فرغت تماما من إجراءات البلاغ بتوجيه الاتهام لشخصين اثنين وثالثهما سيدة متزوجة من أحد المتهمين وجهت لهم الاتهام بالقتل العمد. وكشفت تحريات الشرطة أن عمالاً قد حضروا للمشروع الزراعي لنظافة الارض فعثروا على الجثة هناك فقاموا بالاتصال بالشرطة التي اسرعت قوات النجدة وقامت بتطويق مكان الحادث وافساح المجال لفرق المعامل الجنائية للقيام بدورها وقد عثر فريق التحقيق على جهاز هاتف سيار خاص بالمجنى عليه ومعه بعض المستندات الخاصة به وأن المجنى عليه كان ممسكاً ب«لياقة قميص» شخص آخر وقد توصلت الشرطة من خلال الهاتف السيار لمعرفة اسرة المتوفى الذي كان سائق دفار بالسوق الشعبي وأنه كان قد اختفى قبل يومين من العثور عليه فقامت الشرطة بعدها بإكمال اجراءات التحقيق التي توصلت من خلالها الى ان المرحوم كان يقود عربة دفار وكشفت الطبيب الشرعي أن المتوفى قد تلقى (16) طعنة غائرة كانت سبباً في موته. وعلى ضوء البلاغ اصدر العقيد موسى محمد علي رئيس شرطة الازهري توجيهاته للمقدم عبدالله عيسى حماد لتولي التحقيق في الحادث وقام المقدم بدوره باختيار عناصر اكْفاء من رجال المباحث ليساعدوه في إجراءات التحري. وتوصل فريق الشرطة إلى أن العربة (الدفار) التي كان يقودها المرحوم قد شوهدت متجهة ناحية جنوب السودان وقد اجرت الشرطة إتصالاتها لتقوم بنصب كمين اسفر عن ضبط العربة وعلى متنها المتهمون وركاب وجدوهم بالطريق العام لتقوم الشرطة بإحضار المتهمين حيث اعترف شابان بانهما قد دبرا عملية استدراج المجنى عليه عندما عرضا عليه توصيلهما لمشوار وفي الطريق طلبا منه أن يتوقف قليلاً وعند تهدئة العربة سدد له احدهما طعنة بسونكي وسط مفاجأة المرحوم الذي اجبر على التوقف تماماً لينتهزها المتهم الثاني فرصة ليطوقه بحزام الأمان الذي كان يرتديه ليمكن الآخر من تسديد الطعنات له ثم حملوه على العربة لمنزل المتهم الأول حيث نقلوا الجثة لعربة اخرى والتحرك للتخلص منها وقد صادفتهم دورية للشرطة عدة مرات قبل ان يتخلصوا من الجثة بالمشروع الزراعي ذاكرين بأن دوافعهم في الحادثة سرقة الدفار وان المرحوم قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة سأل المتهم الأول (ليه يا فرا......). وفي السياق سجلت «الاهرام اليوم» زيارة لمكان عمل المرحوم عبدالمنعم حيث التقت بابن عمه ابوذر احمد الذي يعمل معه في ذات المهنة فقال انهما من ابناء المناقل وان المرحوم يعمل في دفار قريبه المقيم بالمملكة العربية السعودية ويقود العربة منذ 15 عاماً موضحاً بأن عبدالمنعم متزوج وله ثمانية ابناء، موضحاً أن المتهمين عندما حضروا للسوق كانوا جميعهم متواجدين واختاروا شاحنة ابن عمه لأنها شاحنة جامبو وجديدة واتفقوا معه على رحلة لمنطقة الدمازين مقابل مبلغ الفي جنيه واعطوه عربونا وقدره(50) جنيهاً وطلبوا منه عدم مرافقة كمساريه معه بحجة ان معهم عوائل واتفقوا معه على أن يحضروا في الساعة الثامنة صباحاً وقد قضى المرحوم ليلته بالسوق الشعبي ليتحرك صباحاً وانهم اتصلوا به ولكنه لا يجيب وأضاف فؤاد بشير صديقه وكان معه عندما تأخر اتصل به لتجيبه عليه الشرطة وتخبره بأن صاحب الموبايل قد توفى، وقد قام باخطار الشرطة بالمعلومات التي يملكها وقد ساهم في المعلومات التي حصل عليها من زملائه بانهم شاهدوا الدفار بمنطقة (ربك) بولاية النيل الأبيض رغم أنه كانت متجهاً للدمازين ، وقال زملاؤه ميسرة ميرغني ووليد قسم السيد والنذير أن المرحوم كان طيب المعشر واعتبروه رجل مواقف ومن اقوى الرجال بالسوق وانهم متأكدون بأن المتهمين قد غدروا به. وقدموا شكرهم لشرطة الأزهري والدلنج التي القت القبض على الجناة في ساعتين.