أعلن الرئيس عمر البشير أمس عن تسيير حملة سياسية كبرى إلى جنوب السودان خلال الفترة القادمة لتنوير وتبصير المواطنين الجنوبيين بإيجابيات وحدة السودان، وطالب حكومة الجنوب بضرورة إتاحة الفرصة وفتح المنابر للمنادين بالوحدة وإجراء استفتاء حر ونزيه وشفاف. وجدد البشير، في كلمته خلال حفل الإفطار الذي أقامته الطائفة القبطية بالنادي القبطي بالخرطوم أمس «الاثنين»، جدد التزام الحكومة بتنفيذ اتفاقية السلام وقال: «نحن أصحاب عهود والراجل بمسكوا من لسانو»، مؤكداً أن اتفاقية السلام الشامل أعطت الجنوب كل حقوقه في السلطة والثروة، مشيراً إلى أن الإقليم يُحكم منذ خمس سنوات بواسطة أبنائه دون تدخل وقال: «نفذنا الاتفاقية إلى درجة أن البعض يعتقد أن الجنوب صار دولة قائمة بذاتها». وأكد الرئيس على أن تطبيق الشريعة الإسلامية في الشمال لا يعني أن الجنوبي في الشمال مواطن من الدرجة الثانية، موضحاً أن الدستور أكد على مبدأ المواطنة مفصِّلاً: «مازلنا نعمل على حفظ حقوق جميع المواطنين»، وأشار إلى أن مفوضية حقوق غير المسلمين على رأسها مواطن جنوبي «جشوا»، مطالباً بالرجوع إليه وسؤاله إذا ما كانت هناك تجاوزات في حقوق غير المسلمين. وبدا الرئيس واثقاً من تصويت غالب الجنوبيين لصالح الوحدة وقال: «أنا قمت بجولات في الجنوب وأؤكد أن غالبية الجنوبيين مع خيار الوحدة» وأضاف: «نحن الآن نريد استفتاءً حراً ونزيهاً وشفافاً وسوف نطلق حملاتنا من داخل الجنوب لدعم الوحدة وسنعمل على تبصير المواطن الجنوبي بإيجابيات الوحدة وميزاتها ومخاطر الانفصال وسلبياته وهذا حق كفلته لنا الاتفاقية فالسودان مازال بلداً واحداً»، مؤكداً: «بإذن الله سنورث أبناءنا سودانا واحداً وموحداً، فخريطة السودان أجمل الخرائط وهو أجمل البلدان في العالم». يذكر أن منصة الاحتفال الرئيسة ضمت إلى جانب الرئيس مساعده د. نافع علي نافع، ووزير الإرشاد والأوقاف د. أزهري التجاني عوض السيد، والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر، الأنبا إيليا أسقف الخرطوم وتوابعها، الأنبا صرابا مون أسقف أم درمان وتوابعها، والأنبا دانيال أسقف العاصمة الأسترالية «سيدني» الذي يزور البلاد هذه الأيام وكان الرئيس قد أشاد به خلال الكلمة قائلاً: «الأنبا دانيال مواطن سوداني وقد جاء من «سيدني» ليسلّم عليّ في زيارتي ل «جاكرتا» ويطمئن على أحوال السودان». وتشير «الأهرام اليوم» إلى أن طائفة الأقباط بالبلاد قد دأبت على إقامة إفطار سنوي للمسلمين يشرفه رئيس الجمهورية وقيادات الأحزاب ورموز المجتمع.