نفذت حكومة جنوب دارفور وعدها ودخلت معسكر كلمة وتولت مسؤولياتها تجاه النازحين في مجالات الأمن وتوفير المواد الغذائية لهم، وكشفت جولة والي الولاية عبد الحميد موسى كاشا أمس (الاربعاء) - التي تمثل الأولى لوالٍ يقوم بها للمعسكر منذ العام (2006) - عن اوضاع مأساوية يعيشها النازحون منذ اندلاع الأزمة فيه الشهر الماضي، واشتكى النازحون من النقص الحاد في مواد الغذاء والإيواء وعدم توفر الأمن بالمعسكر، مشيرين إلى أن هناك جهات مجهولة تقوم بتهديدهم بالقتل بصورة مستمرة بسبب إبلاغهم الشرطة السودانية واليوناميد بما يجري داخل المعسكر، إضافة إلى إطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائي والحرق المستمر لمنازلهم. وقال أحد مشائخ المعسكر - يدعى موسي جمعة - إن مجموعة مسلحة اعتدت على النازحين مساء أمس الأول (الثلاثاء) وحرقت ثلاثة منازل داخل المعسكر. بينما قال أحد النازحين - يدعى محمد تيراب - إن المنظمات الإنسانية لم تقدم لهم الغذاء منذ أكثر من شهرين، مما تسبب في وجود فجوة غذائية بالمعسكر، وأكد الوالي للنازحين أن حكومة الولاية ستتولى توفير الحماية لهم، لكنه حمل بعثة اليوناميد مسؤولية انعدام الأمن بالمعسكر، وأشار كاشا إلى أن سلطات الولاية ستضع خطة أمنية محكمة لحماية النازحين من خلال الوجود الدائم للأجهزة الحكومية بالمعسكر، منوها إلى أن هناك غرفة عمليات تعمل بشكل مكثف للترتيب لنقل النازحين إلى الموقعين البديلين (بنكو، كوكجا) بمحلية بليل المجاورة للمعسكر، وقال: إن النازحين الذين لا يرغبون في الرحيل إلى المواقع البديلة فليبقوا لكن بشرط أن لا تكون لهم أنشطة سياسية لسفك الدماء وافتعال المشاكل الأمنية، وأضاف: من ذهب منهم فإن حكومة الولاية ستقدم له العون والخدمات. ووصف الوالي النازحين بالمعسكر بالرهائن لحركة عبد الواحد محمد نور. وفي السياق تفقد الوالي سير العمل في إنشاء منطقة بنكو التي سيتم ترحيل نازحي معسكر كلمة إليها، ووجه مستشار حكومة الولاية للشؤون الإنسانية بالإسراع لتكملة العمل في توفير الخدمات الأساسية خاصة المياه والصحة والإيواء والغذاء.