أظن أن العريس الهندي عز الدين .. سيفرح كثيرا حين يدخل العش، ويحس أن الحياة ليست كلها جرايد .. ومعارك .. وركض ! من حقه اليوم أن يفرح، ويلتقط الأنفاس، بعد لهاث طويل لم ينقطع، أثمر اسما متألقا في عالم الصحافة، وصحيفة تتربع بجدارة واستحقاق على قمة الهرم التوزيعي للصحافة السودانية. والزواج شيء جميل، والدليل أن كل الناس تحلم به، بدءا من الذين لم يجربوه، وحتى أولئك الذين غطسوا إلى جباههم في بحوره السعيدة ! وبصراحة .. لا أعرف شخصا يبتسم الناس في وجهه بصدق، سوى صراف الماهية .. والعريس ! فكلاهما مصدر فأل، وكلاهما يبثان الحيوية في النفوس، فالأول يعطي الكاش، والآخر يعطي الأمل .. وما أثمنهما من مغنمين !! أحد أصدقائي كان يتهيب الزواج، ويهرب من التفكير فيه، ورغم أنه من أصحاب اليسر المادي، كان يصر دائما على تأجيل الفكرة، لكنه على حين غرة أصابته سهام الحب، ولم تمر شهور قليلة .. حتى أصبح عريسا لا يشق له غبار ! سألت صديقي : لماذا كنت تتهيب الزواج، وما انطباعك عنه بعد أن أبحرت في محيطاته وخلجانه ؟! رد الرجل : كنت أحس بالحرية في معالجة شؤوني، وخشيت أن تطير هذه الحرية بعد الزواج، لكنني اكتشفت لاحقا، أنني كسبت حليفا في مواجهة الصعاب، فقد كنت أحارب وحدي في دروب الحياة، والآن بات عندي (مستشار وسند) .. ينير طريقي، ويفرح لانتصاراتي، ويربت على كتفي ورأسي حين ألعق هزائمي ! صديق آخر عرفته في ديار الاغتراب، كان مهووسا بحب أنيس منصور، ولا يحتفي بشيء أكثر من كتابات أنيس الساخرة والمتهكمة في المرأة .. وفي المتزوجين. قابلته بعد سنوات انقطاع، حيث كان قد تزوج، وسألته عن أخباره، فقال : أهم شيء أنني طلقت مقالات أنيس منصور، فسألته عن السبب، فقال : هذا (حاقد) .. يريد وحده أن يهنأ بالزواج ودفء الأسرة، ويترك بقية الناس ظامئين في صحراء القحط والضياع ! أظن أن أهم حدث في حياة الإنسان .. هو الزواج، وكبارنا يعرفون قيمة أن يكون الإنسان متزوجا، فلا أحد يقول لشاب أعزب في العيد (القابلة على أمانيك)، بل يقولون له مباشرة (القابلة عريس)، أما الفتاة، فهي منذ ولادتها، مهيأة نفسيا وأسريا، ليوم عرسها، ولا يخلو بيت في الأعياد من مقولة (السنة الجاية عروس) أطل العيد .. والجميع الآن يبتسمون بحب وصدق في وجه الهندي، حيث تطل من جبينه (نورة) العرس، ويتألق في إطلالته بريق الفأل .. والذي لا يستغني عنه أعزب .. أو متزوج ! مبروك يا عريس