{ ها قد عدنا أكثر شوقاً للقاءات حلوة على هذه المساحة المحدودة ورقاً وًمداداً.. الأوسع انتشارا على حاملات الكلم من صحافة الخرطوم وعلى هذه الصحيفة المقروءة جدا جدا تحديدا، عدنا وقد أشرقت أيام مباركات سعدنا بتمام الصيام والقيام وفرحة العيد السعيد وسط الأهل والأحباب والأصدقاء وقد مرت مياه كثيرة تحت الجسر خلال هذه الأيام الأربعة على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والرياضية والاقتصادية. { كانت الرسائل القصيرة الأبرز حضورا في العيد ووسيلة الاتصال الأولى لتبادل التهاني، وقد حررت بكلمات ومعان متباينة تعبر عن ثقافة وإبداع محرريها، وقد تتكرر الرسالة من منصات مختلفة حين يجنح كثيرون لإعادة إرسال نصوص استقبلتها هواتفهم، وقد تعود رسالة ما لمحررها الأول بعد أن تجد حظها من الانتشار والتداول، والناس في هذا المقام فئتان، فئة تحرر وترسل وفئة تنقل وترسل، وما بين هذه وتلك تضيع المشاعر والأحاسيس التي تصنع الكلام الجميل وترسله دافئاً ورائعاً وحقيقياً يعبر عن رباط ينسج بين المرسل والمستقبل، وقد لا يكرر أمثال هؤلاء الرسالة الواحدة فينسجون لكل مستقبل رسالته التي تطرق على أوتار حية داخل فؤاد الرجل. { استقبلت رسالة من الأستاذ حسين خوجلي حشد فيها مفردات كثيفة لم أكن أتوقعها إستندت على حرف العين وما فيه من وسامة حسب ما جاء في الرسالة، وقد كنت قبل يومين أستمع لحديث لرجل عبر إحدى وسائل الإعلام ينعت حرف العين بالقبح، وقد استسلمت لهذا الافتراض دون أن أدافع عن حرف العين وإذا بي أستقبل افتراضا مغايرا في ذات الحرف يصفه بالوسامة فركنت لحوار متواصل وسجال عنيف بين وسامة الحرف وقبحه فانتهيت لخيار وسط أن كلا الرجلين (حسين خوجلي والآخر) قد عبر عن قدراته في اكتشاف الوسامة والقبح وكل منهما ينعت بما يستطيع كشفه، وتظل الحروف والأشياء تنتظر قدراتنا وخيالنا وفصاحتنا لنزينها بما نراه، فتستسلم في حياد تام. { الخبر الأبرز من أخبار العيد تراجع القس الأمريكي عن حرق نسخ من المصحف الشريف في الذكرى السنوية لهجمات الحادي عشر من سبتمبر بعد الهبة العالمية الواسعة من كافة ألوان الطيف العالمي، ولعل أبرز تعليق على هذه الحادثة التي تراجع عنها أصحابها هو ما قاله الرئيس الكوبي السابق فيدل كاستر ومعلقا علي الصلف الأمريكي (مثل هذه الأفكار لا تخرج إلا من حضارة زائلة ومنهارة) وعموما فإن ما يحدث من جدل هو ما يقود الشعب الأمريكي رويدا رويدا الى الإسلام وقد انطلقت حملة واسعة منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001م أطلق عليها الإسلام الأبيض وهذا ما تخشاه الدوائر الصهيونية والتبشيرية في أمريكا فتسعى لمحاربة الإسلام بوسائل تحفز عليه وتلفت له أفئدة كانت تجهله فتهتدي. { نقلت صحافة الخرطوم عن مراكز تفكير أمريكية (Think Tanks) تقارير صحفية تصف الأوضاع في السودان بالقنبلة الموقوتة وقد تعاطت السلطة السياسية في البلاد مع هذه التقارير التي وردت عليها وكان من الأفضل عدم الرد على مثل هذه الخزعبلات المقصودة وهي الطريقة التي تصنع بها اللوبيهات الغربية الأزمات التي لن تكتمل صناعتها إلا بمشاركة الطرف الآخر والتعاطي معها بأي شكل من الأشكال من قبل وسائل الإعلام والسلطة السياسية في البلد المعني بالأزمة الموقوتة ومن ثم ينتقلون الى الخطوة الثانية في طريق صناعة الأزمة وهكذا حتى تنشأ الأزمة. { هناك مبدأ إداري يقول (اذا كنت لا تجيد إدارة الأزمة تجنب صناعتها)، فعلى الحكومة في بلادنا تجنب مساعدة مراكز التفكير الغربية في صناعة أزماتنا حتى وإن كنا نجيد إدارتها، فهي مكلفة وتضيع وقتا عزيزاً نحن في أمس الحاجة إليه. { كل عام وأنتم بخير..