لحظات عصيبة عاشها (16) شخصاً وهم يصارعون الموت غرقاً داخل فيضان مياه النيل الأزرق بعد أن انكفأ لنش أبحروا به من ضفة جزيرة توتي تجاه المرسى قبالة برج الفاتح وعلى بعد أمتار منه حدث ما لم يكن في الحسبان حيث تعطلت ماكينة اللنش وعجز السائق عن التحكم فيه فاصطدم بعبارات كانت ترسو على الشاطئ وانكفأ ليتساقط ركابه من الجنسين إلى أعماق النيل وكتب الله النجاة ل(12) منهم وانتشلت جثة واحدة وثلاثة ظلوا مفقودين لساعات متأخرة. وكشف شرطي المرور بهاء الدين محمد آدم، الذي يعمل قرب المرسى وينظم حركة المرور هناك، بداية اللحظات التي عاشها الضحايا عندما اخترق أذنه صوت صراخ يأتيه من قبالة النيل فالتفت خلفه ليشاهد اللنش ينقلب رأساً على عقب فسارع للاتصال بشرطة النجدة التي هرعت دوريتان منها وأسرع معهم لينقذ «طبيباً وفتاتين» كأول ناجين من الحادثة وأجروا الإسعافات الأولية بينما جرف التيار معه آخرين لتضاعف الشرطة قواتها. وكشف مدير الإدارة العامة للدفاع المدني، الفريق حمدنا الله آدم، أن إدارته تلقت بلاغاً في الثالثة والثلث ظهراً بغرق لنش بركابه، موضحاً بأنهم على الفور أرسلوا (5) لنشات تابعة للإنقاذ النهري ليقوموا بواجبهم في إنقاذ الضحايا، كما أوفد جهاز الأمن والمخابرات الوطني لنشات أخرى وكذا المواطنون مما سهل إنقاذ (10) من الركاب لحظة الحادثة وواصلت قوات الإنقاذ بحثها عن البقية ليتم انتشال جثة أحد الغرقى وأنهم يواصلون بحثهم لانتشال بقية المنكوبين. وروى الناطق الرسمي لقوات الشرطة تفاصيل الحادثة بأن لنشاً قد تحرك من جزيرة توتي وكان يحمل حوالي (16) شخصاً متجهاً قبالة برج الفاتح بالضفة الأخرى وبالقرب من المرسى تعطل اللنش مما أدى لغرق كل الركاب وقد تم إنقاذ (12) منهم فيما ظل (4) في عداد المفقودين، وناشد العاملين في المواعين النهرية بالتعامل مع إدارة الدفاع المدني وولاية الخرطوم ليتم التأكد من سلامة المواعين وتسجيل أسماء السائقين حفاظاً على أرواح الناس، موضحاً أن معظم هذه المواعين النهرية يمتلكها أشخاص ويفترض أن تكون تابعة لوزارة السياحة. { وناجٍ يحكي الرواية روى يعقوب شمس العباسي، أحد الناجين من الحادثة، تلك اللحظات العصيبة موضحاً ل(الأهرام اليوم) بأنه استقل اللنش برفقة صديقه وابن عمه من جزيرة توتي وفي أثناء إبحار اللنش وقبل وصوله المرسى قال لهم السائق إن وقود اللنش قد نفد وحاول الوصول للمرسى وربط القارب فانقطع الحبل الذي كان يريد استخدامه مما أدى لتراجع اللنش واصطدامه وانقلابه، موضحاً بأنه وزميليه قفزا مع غرق اللنش وواصلوا السباحة للشاطئ لينقذوا في مسيرتهم فتاة كان مغمًى عليها ونقلوها للحوادث. إلى ذلك تفاجأت فرق الإنقاذ أثناء محاولتها سحب اللنش ورفعه للخارج بصوت طرقات واستغاثة بداخله ليكتشفوا بأن أحد الركاب موجوداً بداخله بعد أن تشبث بأحد الأعمدة داخل اللنش وقد عجز الرجل عن الإدلاء بأية إفادات وظل يبكي بشدة، موضحاً أنه كان برفقة زوجته ولا يعرف إذا كانت قد غرقت أم تم إنقاذها. وفور الحادث هرع معتمد محلية الخرطوم الدكتور عبد الملك البرير لمكان الحادث حيث أشرف على عملية إنقاذ الضحايا وقال في تصريحات صحفية إن اللنش الغريق حمولته (30) فرداً وقد استقله شباب من جزيرة توتي وأنهم لا يعرفون بعضهم، موضحاً أن كمساري اللنش أفاد بأن السائق قفز منه محاولاً ربطه. وأصدر البرير قراراً فورياً بإيقاف كل المواعين النهرية العاملة على النيل لحين تقنين عملها لحماية وسلامة المواطنين.