قال لي صاحبي:«لا أعتقد أن سوء أحوال وظروف المرء في بلده مبرران لأن يسعى لنيل جنسية أخرى ويصبح بالتالي من حملة الجنسية المزدوجة». وهو موضوع قديم أثار من قبل اهتمام الكاتب الصحفي المصري العربي الراحل أحمد بهاء الدين وكتب عنه - أي موضوع الجنسية المزدوجة - وكان في باله، اكثر من اي شيء آخر، اليهود المقيمون في الدول الغربية الكبرى خاصة بريطانيا والولاياتالمتحدة الأميريكية. فكثير من أولئك اليهود كانوا يحملون جنسية الدول التي يقيمون فيها وجنسية إسرائيل وقد وظفوا ذلك لخدمة المصالح الإسرائيلية على نحو ممتاز. وفي ذلك الوقت من ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كان العرب ومنهم المصريون يسافرون إلى الدول الغربية لأهداف محددة من أهمها التعليم والعلاج والسياحة ولم يكن في نية معظمهم الإقامة الدائمة هناك، وبالتالي فإن الجنسية المزدوجة لم تكن في بالهم ولا من مشاريعهم ولذلك كتب عنها الأستاذ أحمد بهاء الدين وفي باله، أكثر من أي شيء آخر، أولئك اليهود المقيمون في الدول الغربية خاصة بريطانيا والولاياتالمتحدةالأمريكية. ومرت الأيام بل السنوات والعقود وأصبح العرب والأفارقة، ومنهم المصريون والسودانيون، يهاجرون بالآلاف إلى الدول الغربية بتركيز على الولاياتالمتحدة الأميريكية بهدف الإقامة الدائمة هناك والحصول على الجنسية الأميريكية، وقد حصلوا عليها بالفعل وأصبحوا من أصحاب الجنسية المزدوجة. وكان واضحاً أن العرب والأفارقة الأميريكيين وجدوا في الولاياتالمتحدة الأميريكية وطناً عظيماً ولقد أحبوا هذا الوطن وأصبح في حالات كثيرة ولاؤهم له أقوى من ولائهم لأوطانهم الأصلية. وأصبحت نظرتهم للأمور مختلفة، في نواحٍ كثيرة، عن نظرة أهلهم في أوطانهم القديمة الأصلية. إن الولاياتالمتحدةالأمريكية، مثلاً، بالنسبة لنا نحن، العرب والمسلمين والأفارقة، بلد إمبريالي احتل العراق ولا يزال .. لكن العرب الأفارقة الأميريكيين ومنهم كثير من السودانيين الأميريكيين لا ينظرون للمسألة من الزاوية التي نراها بها وأكثر من ذلك وعادي جداً أن يذهبوا مع الجيش الأمريكي إلى العراق مترجمين وربما مقاتلين. إن الجنسية المزدوجة موضوع شائك ويحتاج إلى وقفات ووقفات خاصة وأن البعض يطرحونه حلاً لوضع الشماليين في الجنوب والجنوبيين في الشمال في حالة الانفصال .. وهو حل مرفوض من قبل كثيرين خاصة في الشمال.