في كل عام في سبتمبر يثار جدل يبدأ ولا ينتهي، في مختلف أرجاء العالم، مع الإعلان عن جوائز (نوبل) بمختلف تخصصاتها، وفي هذا العام دخل الفاتيكان على خط الانقادات لأحد الذين منحوا الجائزة الأشهر في العالم، والتي تتكون من «ميدالية وشهادة وعشرة ملايين كورون سويدي - نحو مليون يورو» وهو الطبيب البريطاني الحائز على جائزة الطب «روبرت إدواردز»، مبتكر تقنية التلقيح الصناعي، وفور إعلان النبأ انتقد رئيس «أكاديمية الحياة الحبرية» في الفاتيكان إغناسيو كاراسكو دي باولا، قرار لجنة نوبل منح جائزة الطب ل»إدواردز»وقال «إن منحه الجائزة ليس ملائماً على الإطلاق». وأضاف: «إن هناك دوافع غير قليلة للتشكيك بشأن أخلاقيات الطب الحيوي التي برزت نتيجة لأبحاث العالم البريطاني في تقنية تخصيب البويضة البشرية خارج الرحم، من بينها «تجارة البويضات والأجنة المجمدة والقضايا المتعلقة بتأجير الرحم وظاهرة الأمهات المسنات». ويعتبر الطبيب إدواردز، «أبو طفل الأنابيب»، إذ أن التقنية التي ابتكرها أدت إلى ولادة ما يقرب من أربعة ملايين طفل في العالم، بحسب ما ذكرت اللجنة المانحة للجائزة. وفي حقل السياسة أثار منح المنشق الصيني المعتقل «ليو تشياوبو» جائزة نوبل للسلام جدلاً عالمياً وعلى الفور ادانت بكين القرار، في حين ذكرت عدد من منظمات حقوق الإنسان أن ذهاب الجائزة ل» ليو تشياوبو» يسهم في تسليط الأضواء على وضع حقوق الإنسان في الصين. من جهتها سارعت بكين إلى القول إن هذا الخيار مخالف لمبادئ جائزة نوبل التي «انتهكها وأهانها»، بينما دعت فرنسا وألمانيا و»ليو شيا» زوجة «ليو تشياوبو» إلى الإفراج عن المنشق الذي يمضي حكما بالسجن (11) سنة بتهمة «المس بسلطة الدولة» بينما وجهت الحكومة النروجية تهانيها للفائز، وفي الأثناء هنأ رئيس المفوضية الأوروبية «جوزيه مانويل باروزو» الحائز على نوبل، ورأى في ذلك «رسالة قوية لكل الذين يناضلون، عبر العالم، من أجل الحرية وحقوق الإنسان» لكنه لم يدع إلى الإفراج عن «ليو تشياوبو». وسبق أن أثار منح الدالاي لاما زعيم التيبتيين الروحي جائزة نوبل عام 1989، غضب بكين. وعلى الجبهة ذاتها انتقد عدد كبير من الكتاب والنقاد في مختلف عواصم العالم منح جائزة نوبل للآداب 2010 للروائي البيروفي الأصل الإسباني الجنسية ماريو فارغاس يوسا (74 سنة)، حيث أشار عدد منهم إلى أن منحه الجائزة خالف التوقعات التي كانت ترجح كفتي آداب أمريكا الشمالية وشمال إفريقيا. والروائي المتوج ب (نوبل) يعتبر من أكثر الأسماء الجدلية في أمريكا اللاتينية إجمالا وفي بلده الأم خصوصا، أثار ومازال يثير كثيرا من السجال ويحرك ركود الساحة السياسية في البيرو. اشتهر بالالتزام والدّفاع عن عدد من القضايا السياسية، والتشبث بالطموح والتجريب في عالم الكتابة الروائية، والشخصية القوية والتجربة الأدبية المميّزة والنضال السياسي المستميت، كما يعتبر تتويجه بالجائزة مفاجأة بحد ذاتها، بقدر ما تعتبر تكريسا طبيعيا لمسيرة الرجل الأدبية، التي تقارب الخمسين عاماً، ومن أشهر أعماله الروائية البيت الأخضر (1965)، الخالة جوليا والكاتب1977)، حفلة التيس (2000)، الفردوس، أبعد قليلا2003). وتمنح الجائزة في أوسلو في العاشر من ديسمبر ذكرى وفاة مؤسسها السويدي «الفريد نوبل».