شهدت الخرطوم في اليوم الأول من عيد الأضحى أزمة حادة في المواصلات، فعانى المواطنون في إيجاد وسيلة تقلهم إلى ذويهم من أجل التبريكات والمعايدة، فالمواقف أصبحت خالية، وكذا الشوارع، إلا من مواصلات ولاية الخرطوم التي تملأ شوارع الولاية جيئة وذهاباً، ولكنها وحدها لم تف بسد الثغرة، مما جعل معظم مواطني الولاية ينتظرون الساعات الطوال في انتظار مركبة واحدة في مشوار الإياب والعودة. «الأهرام اليوم» شاهدت واستطلعت بعضاً من المواطنين، فجاءت إجاباتهم تعكس المشهد بكل تجلياته، فماذا قالوا؟ أبان حسبو عثمان بأنه ليس هناك ما يدعو لتوقف المركبات في العيد مما ترك فجوة استغلها أصحاب (الهايس) ليرفعوا (القزاز) أمام المواطن عالياً لتصير التعرفة في بعض المناطق جنيهين، وأشار إلى أن سبب الأزمة في كل عيد مرده أن غالبية أصحاب المركبات من الأقاليم، فيذهبون إلى ذويهم لقضاء أيام العيد بين الأهل وأخذ قسط من الراحة لمعاودة الرحلة من جديد. وفي السياق تحدث عثمان الضو قائلاً: «غياب المركبات العاملة في خطوط الولاية؛ جعل ضعاف النفوس يرفعون سعر التعرفة إلى الضعف مما سبب ربكة في حسابات المواطنين خاصة أن هناك أسراً لديها أطفال وهذا بالطبع يشكل عبئاً على مصروف الأسرة»، وأضاف أن هناك سماسرة ظلوا يتحكمون في سوق المواصلات خاصة لحظة الذروة وغياب المركبات في هذا الوقت أو عدمها مما يدفع بعض المواطنين إلى دفع سعر مضاعف للتعرفة. وفي ذات الجانب قال بلة حبيب إن معظم الحافلات العاملة في الخطوط اختفت تماماً وكان من الأجدر أن تكون هناك غرفة عمليات تحتاط بها الولاية لتفعيل انسياب حركة المواصلات الموجودة. واقترح تشغيل الملاكي، مثلاً، ليقل المواطنين حتى يستطيعوا أن يؤدوا طقوس العيد من تحايا وتهانئ، وأضاف «كما أن رفع سعر التعرفة رغم المبررات إلا أنه يرمي بظلاله السلبية على ميزانية الأسرة». وتداخل معنا في الحوار إسماعيل علي رحال قائلاً في غضب: «لهم ألف حق وحق ليس السبب هم وإنما حكومة الولاية، والمواطن صار كل يوم يتحمل تبعات سوء التخطيط وغياب الرقابة الشيء الذي جعل بعض ضعاف النفوس يستغلون الفرصة لمضاعفة التعرفة». كما أشار إلى الدور الكبير الذي لعبته مواصلات ولاية الخرطوم، مبيناً أنه لولاها لما واصلوا الأهل. أحد الظرفاء علق بأن المركبات جاملت ناخبي الاستفتاء من الجنوبيين الذين قاطعوا مراكز التسجيل في صمت مريب.