عاد إلى البلاد أمس (الثلاثاء) رئيس الجمهورية، المشير عمر البشير، بعد مشاركته في قمة (إيقاد)، وكان البشير أعلن في خطابه أمام زعماء وقادة القمة التي اختتمت أعمالها أمس بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أن السودان لن يعود للحرب بعد توقيع اتفاقية السلام 2005م، وقال سواء كانت نتيجة الاستفتاء الوحدة أو تكوين دولتين فإننا نعلن أن الحرب ليست خيارنا وأننا سنعمل مع الحركة الشعبية في حال خيار الانفصال على بناء علاقات متميزة ومتينة مع الجنوب تشمل المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وقال البشير إن السودان يثمّّن جهود الإيقاد والاتحاد الأفريقي عبر لجنته رفيعة المستوى التي تعمل الآن مع الطرفين حول موضوعات وقضايا ما بعد الاستفتاء للوصول إلى اتفاق يصب في مصلحة المواطن أينما كان. وأكد البشير التزام الحكومة بقرار لجنة التحكيم الدولية بشأن أبيي التي تلزم بأن يتمتع بالتصويت كل المقيمين بمنطقة أبيي دون أن يقتصر ذلك على مجموعة بعينها. وأشار إلى أن ممثلي الولايات الجنوبية وضعوا عراقيل امام لجنة ترسيم الحدود على الأرض، وأكد أن ترسيم الحدود على الأرض ذات أهمية قصوى فى استفتاء الجنوب لأنه سيكون ضمانة إضافية لتحقيق سلام مستدام. وفي السياق أشاد البيان الختامي لقمة (إيقاد) بالروح السائدة بين الشريكين الموقعين على اتفاقية السلام الشامل وحرصهما وتأكيدهما على العمل لأجل الوصول الى حل سلمي لكل المسائل المتبقية بينهما وعدم العودة للحرب مرة أخرى، فضلاً عن إشادته بتعاون الشريكين والاتفاق الإطاري الجامع الذي توصلا اليه، ودعاهما الى بذل مزيد من الجهد لإلحاق المسائل المتبقية في الإطار والتوقيع عليها ليكون هاديا لهما حتى تحل كل القضايا العالقة بينهما. وكشف وزير الدولة بالخارجية «كمال حسن علي» في تصريحات صحفية مساء أمس بمطار الخرطوم عقب عودة رئيس الجمهورية والوفد المرافق له، كشف عن تقديم عدد من المقترحات من قبل المؤتمر الوطني وأخرى من الحركة الشعبية لتجاوز أزمة أبيي. وتوقع الوزير دفع لجنة حكماء أفريقيا بمقترحات قال إنها قد تحمل بعض ملامح المقترحات الأمريكية، وأعلن عن اجتماع لرئاسة الجمهورية يلتئم خلال اليومين المقبلين يضم البشير ونائبيه بحضور أمبيكي يدفع فيه الأخير بمقترحات واضحة للاجتماع لتجاوز أزمة أبيي. وأكد الوزير توافق القمة في بيانها بعد مباحثات ثلاثية ضمت الرئيس الإثيوبي «ملس زيناوي» والبشير ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير على هامش قمة إيقاد، أكد توافق الأطراف على تقديم مقررات قمة إيقاد في تقرير لمجلس السلم والأمن الأفريقي على هامش القمة الأفريقية الأوروبية في الثلاثين من نوفمبر الحالي.