{ الرجل، يا من يستيقظ من نومي قبلي، ويدخل بيني وبين رغوة الصابون على وجهي، أنا لا أقبل بالحلول الوسط، ولن أكون في سطور حياتك نقطة مثل باقي النقاط، أنا لا أميّز سوى لونين، الأحمر والأخضر، لون الدم الذي يضج في عروقي، ولون الاخضرار الذي يكسو عواطفي، أما اللون البرتقالي فقد أغلقت في وجهه الباب منذ زمن فلا أحب أن أمزج بين دمي وعاطفتي فأتحول إلى ضحية. ٭٭٭ أيها الرجل الخارق، أنا أنثى ضعيفة ولكني أفضل السير عكس اتجاه الريح، فامش أنت في اتجاهها كما تريد واستسلم لأقدارك دون صدام مع الحياة، فبرج الجوزاء الذي أنتمي إليه برج ناري لا يقبل الأمور كما هي ولا ينتظر المنتظر، ولكنه يتصادم مع الحياة ويسعى حثيثاً لانتزاع ما يريد، وأنت ما أريد. ٭٭٭ أيها الرجل الحكيم، اخرج من علبة سجائرك، واختر بيني وخيوط دخانك، فلن أبقى في وسط التناقضات طويلاً أتابعك وأنت تدخن في صمت دون أن تشعر بوجودي، لن أسمح لك بأن تلف حبل تجاهلك حول عنقي وتعاملني كجارية لا تجيد سوى الإصغاء لخطرفات ثقافتك المزعومة متى شئت، من قال لك إن علامات الثقافة صمت، وسجائر؟! ٭٭٭ أيها الرجل المسافر، كن حاضراً، وانحر الغياب، عش معي فوق الماء، واستشعر المعنى الحقيقي لكلمات الشوق والحنين واللقاء، فلم تعد عبارات الانتظار والصبر تلائمني، عُد، أو فإليك عني فلم أعد محطة. ٭٭٭ أيها الرجل الحائر، ماذا تريد مني على وجه التحديد؟! عليك الاختيار بين أن تمسك بيدي عبر الطريق أو أن تتركني أرحل عبر صحراء ألِفتُ مخاطرها، وحفظت مواقع نجومها وعرفت مواسم رياحها وحفظت أسماء طيورها المهاجرة، ولا يقلقني أن أمضي عبرها وحدي فذلك أفضل كثيراً من أن أبقى قابعة تحت قدميك، وأؤجل كل أحلامي على أمل أن يكون خيارك الأخير مرافقتي نحوها. ٭٭٭ أيها الرجل الجامد، خُذ كل شيء واترك مشاعري، خذ كل قواميس اللغة واترك لي أربعة حروف، «أ،ح،ب،ك» خذ الشمس والقمر، واترك لي ظلمة حالكة يضيئها وجهك، خذ صباحاتي الصبوحة، واترك لي كوب القهوة المعتاد وعليه بقاياك، خذ أمسي ويومي واترك لي غداً أحلم فيه بأن يتبدل جمودك هذا إلى جنون من العشق، ربما. ٭٭٭ أيها الرجل المترع بالوجد والعاطفة، من أين جئت مخالفاً لكل القوانين وعكس جميع قرارات الذكورة؟ لقد كنت فوق جميع توقعاتي وأحلامي، ضد اعتقاداتي واحتمالاتي، إنني اليوم مرهقة لفرط سعادتي بك، فهل يمكن أن تؤجل الحب ليوم لاحق؟ { تلويح: إلى رجل لا يزال عطره يطرق باب الذاكرة.