اشتكى المزارعون المنتجون للقمح بالجزيرة من عدم وجود جهود حقيقية لمواجهة مشكلة مدخلات إنتاج القمح، وأضافوا: كل ما يتم فعله هو الاكتفاء بتسكين آلام هذه الكارثة دون معالجة جوهرها. وشن المزارع بقسم الشمالي تفتيش «ام دقرسي بابكر نصر» هجوماً عنيفاً علي إدارات فروع البنك الزراعي، وقال إن الاجراءات التي تتبعها مع المزارعين للحصول علي التمويل عقيمة ومعقدة. وقال المزارع بالقسم الأوسط بمنطقة «ري البساتنا» الرشيد مصطفي إن معاناتهم ازدادت مع إعلان تحرير مدخلات الإنتاج وزادت عليهم أعباء جديدة، منها ارتفاع أسعار جميع المستلزمات الزراعية اللازمة. وأضاف إنهم يتعرضون لخسائر تمثل نكبة حقيقة تؤدي للتوقف عن زراعة الأراضي. وقال المزارع صديق محمد نور إن زراعة القمح لم تعد مجدية في ظل الارتفاع الكبير في الأسمدة والمخصبات وأسعار التقاوي، وأضاف: إن زراعة القمح لم تعد خياراً لصغار المزارعين. وفي السياق حذَرت سكارتارية تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل من اتباع سياسيات متضاربة في التعامل مع القمح، وطالبت - في بيان حصلت (الاهرام اليوم) على نسخة منه - المسؤولين بوضع سياسة ثابتة للقمح يلتزم بها أي وزير، في وقت وضعت فيه إدارة مشروع الجزيرة خطة الموسم الحالي لزراعة مليون و350 ألف فدان بالعروة الشتوية. وقال مدير مشروع الجزيرة صديق عيسى إن الخطة تضمنت تنفيذ برامج ومشروعات منها تحديث النظم الزراعية وتحسين إدارة مياه الري وتقديم الخدمات الفنية، وأضاف أن الخطة استهدفت القيام بأعمال التنمية وإيجاد الحلول للقضايا الفنية المتعلقة بعملية الإنتاج وتطوير وتحسين إدارة المياه بالمشروع. وكشف صديق عن المشروعات التي يجري تنفيذها، منها تجربة تقاوي القمح الصينية في مساحة 30 فدان وتجربة للخضروات المختلفة وتقاوي صينية لمحاصيل الذرة والذرة الشامي والقمح والقطن. ووصف عضو اتحاد القسم الشمالي، مصطفي الشامي، الإجراءات البنكية للقمح بالبطيئة، وقال الشامي: في الوقت الذي تضاعفت فيه أسعار المنتجات الزراعية كنا نتوقع اجراءات مشجعة تدعم الإنتاج. وقال الشامي إنه لا بد في ظل ارتفاع التكلفة بمقدار 80 في المائة من تحريك السعر ومنح المزارعين أسعاراً مجدية.