أكدت باريس امس الأول (الاربعاء) توقيف نوري المسماري الأحد الماضي بناء على طلب توقيف من السلطات الليبية، وقال مصدر في وزارة العدل الفرنسية لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء: (تم توقيف رئيس التشريفات السابق في ليبيا الأحد الماضي في فرنسا بناء على طلب اعتقال من السلطات الليبية). وأوضح المصدر أن القضاء الفرنسي ينتظر الآن طلب استرداد رسمي من ليبيا لدراسته، بعد أن اعتقلته السلطات بمقر إقامته، ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت فرنسا ستقوم لاحقا بتسليمه إلى السلطات الليبية أم لا. وكانت وكالة أنباء (ليبيا برس) نقلت عن مصادر فرنسية قبل يومين نبأ القاء القبض على (مسؤول ليبي بارز)، من دون الاشارة إليه بالاسم، وذلك (خلال اقامته في فرنسا)، إثر (مذكرة توقيف وقبض صادرة عن السلطات الليبية). وتقول مصادر إن المسماري الذي يعتبر من أبرز المقربين للقذافي، وكاتم أسراره انشق عن النظام الليبي وفر إلى تونس قبل أن ينتهي به المطاف في فرنسا. وتم توقيف مسؤول تشريفات العقيد القذافي السابق المسماري الأحد الماضي في فرنسا وبعد عرضه على النيابة العامة في فرساي (قرب باريس) الاثنين اودع نوري المسماري الحبس بانتظار بحث طلب التسليم المقدم من ليبيا كما اعلن مصدر في النيابة. واوضح المصدر ان المسماري اوقف الاحد (في منزل يقيم فيه موقتا) في ضاحية ليزو دي سين الباريسية. واستنادا الى مصدر قريب من الملف، فان المسماري الذي كان حاضرا في كل المناسبات التي ظهر فيها الزعيم الليبي سواء العامة او الخاصة، هرب الى فرنسا لطلب اللجوء السياسي، وقالت تقارير صحافية ان المسماري رفض العودة طواعية إلى ليبيا بعد سلسلة من الاتصالات المكثفة التي أجراها معه بعض المقربين من الزعيم الليبي، كما طلب من مسؤول قطري رفيع المستوى نقل رسالة شخصية إلى العقيد القذافي مفادها أنه لا يعتزم الرجوع بأي حال من الأحوال إلى ليبيا. وكانت عدة مواقع إلكترونية ليبية معارضة ومستقلة قد تناقلت على مدى الأسابيع القليلة الماضية شائعات عن هروب المسماري إلى الخارج، قبل أن يتأكد رسميا نبأ اعتقاله في فرنسا بناء على طلب رسمي من طرابلس. وفور هروبه فرضت السلطات الليبية الإقامة شبه الجبرية على عائلته، كما منعت ابنته وزوجته من اللحاق به والسفر إلى الخارج. وفي نهاية عام 2007 فقد المسماري نجله محفوظ في حادث مثير للجدل بعدما اقتحم مجهولون منزله بحي الأندلس في العاصمة الليبية طرابلس، كما ترددت في السابق شائعات عن هروبه لكنه نفاها جملة وتفصيلا. وغالبا ما كان المسماري هو المسؤول عن الترتيبات كافة الخاصة بزيارات القذافي الخارجية ولقاءاته مع المسؤولين في الداخل والخارج. من جهة أخرى أبدى عدد من المراقبين والناشطين الحقوقيين تخوفهم من امكانية أن تقايض فرنسا المسماري وتقوم بتسليمه للسلطات الليبية في إطار صفقة مع العقيد، خاصة وأن المصير المتوقع للرجل بين يدي أجهزة الأمن الليبية لا يمكن التكهن به وهي التي تنتظر قدومه بفارغ الصبر!