أولت الصحافة الفرنسية أهمية كبيرة للحراك السياسي في العالم العربي، فقد خصصت صحيفة لوفيغارو حيزا للحديث عن لجوء نظام القذافي للتنكيل بعوائل المنشقين عنه. كما تناولت صحيفة لكسبرس موضوع البدائل التي يعتمدها الشباب السوري لكسر التعتيم الإعلامي الرسمي عن حقيقة الأحداث الجارية هناك. وقالت صحيفة لوفيغارو إن العقيد الليبي معمر القذافي يعتقل أربعة عشر شخصا من أفراد عائلة رئيس تشريفاته السابق نوري المسماري، ونقلت الصحيفة عن المسماري أنه قد تم اقتياد أربعة من بناته وابنه، وثمانية من أبناء إخوته، بالإضافة إلى زوجته السابقة إلى سجن أبو سليم فجر الثلاثاء الماضي. وأضاف المسماري للصحيفة أن القذافي يريد الانتقام منه عبر الضغط على أسرته، قائلا "لقد كنت على اتصال بزوجتي السابقة قبل أن تنقل إلى السجن، وقالت لي إن الرجال الذين اعتقلوها قالوا بأنني المسؤول عن قصف مكتب القذافي". وقالت الصحيفة إن الرجل الذي عاش لمدة ثلاثين سنة مع القذافي، متهم بتقديم معلومات عن تحديد مكان مكتب القذافي، الذي يوجد في قلب ثكنة باب العزيزية، والذي تعرض لقصف قوات التحالف الدولي يوم الاثنين الماضي. وأكدت أنه في حال ما تأكد اعتقال أفراد من عائلة المسماري، فإن الأمر سيكون شبيها بحالة انتقام. وأضافت أنه سبق توقيف اثنتين من بنات المسماري بطرابلس، وإجبارهن على انتقاد موقفه من القذافي في قنوات التلفزيون الليبي. وذكرت الصحيفة أن المسماري كان على خلاف مع القذافي قبل اندلاع الثورة الليبية، وقد ذهب إلى باريس للعلاج. وكان نظام القذافي قد أصدر مذكرة تطالب السلطات الفرنسية بتسليمه لليبيا. سياسة مترنحة وفي موضوع آخر, تناولت صحيفة لوبوان مستقبل العلاقات العربية الفرنسية على ضوء الثورات الحالية التي زعزعت ليس فقط الأنظمة الاستبدادية، وإنما عصفت أيضا بسياسة فرنسا المترنحة تجاه الدول العربية حسب الصحيفة، وأضاف ابيير بيلو رئيس تحرير الصحيفة أن أركان هذه السياسة قد انهارت بالكامل، كما تنهار صروح الرمال المتهالكة. وتحدث الكاتب عن انهيار الحلفاء التقليدين لفرنسا كالنظام التونسي الذي ظل يُرمز إليه ب"النموذج"، والنظام المصري "الشريك التقليدي" وأنظمة ليبيا وسوريا واليمن، مضيفا أنه يصعب التنبؤ بحال دول الخليج والدول المغاربية رغم ما تُبديه المملكة المغربية من قدرة على التجاوب مع "الإصلاحات غير المرغوب فيها". وقال إن هذا "الانفجار الشرقي الهائل" يتطلب من الدبلوماسية الفرنسية التكيف مع "العالم الجديد"، واعتبر أن الإشارات التي أطلقتها فرنسا, لحد الساعة, والتي منها تصريحات وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه بالاستعداد للحوار مع الإسلاميين ليست كافية، لأن المطلوب من فرنسا ليس توجيه الرسائل الارتجالية، وإنما تبني سياسة جديدة متكاملة تراعي المتغيرات، وذلك قبل أن "تجد نفسها على الهامش" حسب قوله. إعلام بديل بدورها, تناولت لكسبرس موضوع التعتيم الإعلامي الرسمي السوري على جرائم القتل التي ترتكبها قوات الأمن، وقالت إنه وبالرغم من منع الصحفيين من تغطية الأحداث فان صور الفيديو التي يبثها الهواة على شبكة الإنترنت أصبحت بديلا عن الإعلام. ونقلت الصحيفة عن مسؤولة الطبعة الفرنسية لموقع كلوبال فويس أون لاين -كلير إيرليش- أن الشباب أصبح مصدرا هاما للمعلومات، مضيفة أنه أصبح يلعب دورا بديلا عن الإعلام التقليدي. وأشارت الصحيفة إلى أن الشباب السوري تمكن من نشر العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر كيف تعاطى الأمن السوري مع المحتجين، وقالت إنه إذا صحت الصور التي تتناقلها المواقع الإلكترونية فإن "الأمن السوري يمارس قمعا وحشيا مع الشعب".