{ ما أن أعلن بلاتر أن قطر الشقيقة هي التي نالت شرف تنظيم كأس العالم 2022 إلا وشعرت أن (برقع) السترة الذي يغطي وجه الرياضة السودانية قد انكشف، لتبدو لي عوراتها وسوءاتها غاية في الوضوح، لأن قطر بترتيبها المقنع لملفها الرياضي استطاعت أن تصرع أمريكا وتخلِّي خشمها ملح ملح، أقلُّه يكون العرب قد تفوقوا على أمريكا وانتصروا عليها لأول مرة، لتكون بذلك الفيفا هي الجهة الدولية الوحيدة الخارجة عن هيمنة أمريكا والفيتو الذي يمنحها والكبار فقط حق (فركشة) أي قرارات أو مصالح تصب في اتجاه الدول الصغيرة. وقطر التي ربما أن البعض قد ظنها تمزح وهي تقدم ملفها منافسةً لملفات دول متطورة صناعياً ورياضياً، كانت بالفعل قد أعدت بنيتها التحتية الرياضية ودعمتها بموقف اقتصادي قوي جعلها تخطف البطاقة لتسعد وتسعدنا معها! لكن وآه من لكن.. حتى متى نظل نتلقى (فتات) خبز السعادة الذي يخبزه غيرنا؟ وحتى متى نظل متوقفين في رصيف الانتظار وغيرنا يبدل محطاته ونحن نغني: قطار الشوق متين ترحل تودّينا؟ ولعلي وأنا أستمع للتهنئة التي وجهها وزيرنا للرياضة حاج ماجد سوار للإخوة في قطر وإبدائه مشاعر السعادة والغبطة، وددت لو أن صوتي يصله لأسأله ماذا فعلت وزارته للرياضة التي تولت أمرها في حكومة منتخبة جئنا بها وانتخبناها لتكون مختلفة ونشعر معها بالجديد؟ ماذا فعلت سيدي الوزير تجاه منتخبنا الوطني الذي (يُلم) بالمناسبات (ويتفرتق) بالخسارات، وهو ليس لديه خارطة إعداد، وجهازه الفني الوطني، مع تقديري واحترامي له، لن يتقدم خطوة إلى الأمام في ظل الإعداد الضعيف والاهتمام الأضعف! ودعني أخي الوزير اسألك ماذا فعلت وزارتكم تجاه المدينة الرياضية التي يحسبها من يمر بجانبها واحدة من آثار مملكة سوبا!! ماذا فعلتم لاستجلاب الدعم لها حتى تكتمل وتكون واجهة مشرفة لبلادنا؟ { على فكرة واحدة من المحبطات التي تقيّد حركتنا وتجعلنا دائماً في حالة «محلك سر».. كان ما ماشين لي وراء.. أننا ما أن نجد شخصاً مليئاً بالحماس ومتدفقاً بالنشاط وله الرغبة في أن يقدم للجهة التي ينتمي إليها، إلا ونقتله من جذوره ونبعده، فتتعطل في دواخله جذوة الحماس وتتعطل ماكينة العمل التي كان يديرها، وإلا بالله عليكم قولوا لي هل سمع أحدكم عن كلمة (الناشئين) بعد استقالة أبو هريرة حسين، ذلك الشاب الذي نبَّهنا إلى أصل الحكاية، وهي أنه لو أُريد للرياضة أن تتطور فعلينا أن نبدأ من الجذور، وهي قوافل الناشئين التي من عندها تكون البداية الصاح.. أعتقد أن ذهاب أبو هريرة عن قطاع الناشئين هو السبب الأساسي في انطفاء جذوة ثورتهم التي أشعلها في الملاعب والميادين، هذه الملاعب التي أخشى أن يكون قد أصابها الإهمال وبؤس الحال، وبدلاً من أن تكون أرضاً مسوّرة تضج بالنشاط والحيويّة تصبح أرضاً مسوّرة كالمقابر، لا حس فيها ولا خبر!! وأنا شخصياً كنت من المراهنين أن يد هذا الشاب ومعه أيادي وطنية صادقة يمكن أن تغيّر من واقع الرياضة البائس، وهذا ما جعلني أبداً لا أسخر منه وهو يقول إننا يمكن أن نصل كأس العالم، وأضيف إليه أنه يمكن أن ننظم كمان كأس العالم، لأنه لا مستحيل أمام النوايا الصادقة والإيمان بضرورة أن نعمل لهذا البلد بشرف وتجرد ونكران ذات، طالما أننا نملك الإرادة لذلك، والأهم أن نملك الحب، كل الحب، لكل ذرة من ترابه. { في كل الأحوال مبروك لقطر الشقيقة التي منحتنا درساً في الإرادة والعزيمة، وهي البلد الصغير مساحة، الكبير بأهله وطموحه ووجوده، الذي منح العرب الأمل في أن تتوحّد الإرادة العربية حتى ولو بالمشاعر وليس المواقف!! { كلمة عزيزة سكان مدينة المنارة بأم درمان أبلغوني احتجاجهم على وجود محول كهربائي عالي للشبكة القومية في شارع لا يتعدى عرضه خمسة عشر متراً مما يعرض المواطنين وممتلكاتهم لأخطار الحريق. يا ناس الكهرباء حياة الإنسان أغلى مليون مرة من إنارة الكبري، فهل تستمعون وتستجيبون لشكواهم!! { كلمة أعز سؤال للفضائية السودانية: أخبرونا بموعد الحلقة الأخيرة من المسلسل الصيني حتى نحتفل بسلامة رويحتنا التي كادت أن تنسل!!