{ لا أدري كيف يفكر لاعبو الهلال الذين أعلنوا تهربهم من أداء الضريبة الوطنية بحجة واهية تمثلت في تعاطفهم مع قائد الفريق بعد ما تعرض له من هتافات أثناء مباراة القمة الأخيرة في كأس السودان.. { ولعل ما حدث عقب نهاية مباراة ختام الدوري الممتاز بين القائد هيثم مصطفى واللاعب راجي عبد العاطي جعلني أتعجب من رد فعل القائد تحديداً خاصة وأنه، أي هيثم مصطفى، حرص على مؤاساة راجي بعدما هتفت جماهير الهلال ضده أثناء المباراة المذكورة.. فكيف لهيثم أن يحزن وهو الذي طالب راجي بعدم الالتفات لما ردده الجمهور..؟! { وما حمله البيان التوضيحي للاتحاد العام للكرة أمس جعل ملامح وجوهنا تتبدل مقتربة من شكل علامة الاستفهام تساؤلاً ودهشة من الطريقة التي اتبعها الحارس المعز في تسليم الخطاب للاتحاد العام الذي حوى اعتذار لاعبي الهلال عن المنتخب..!! { سأل المعز الدكتور أبوجبل: تمارين المنتخب ح تكون مغلقة أمام الجماهير أم مفتوحة..؟!! سؤال غريب وغريب جداً لا علاقة له بالخطوة التي اتخذها لاعبو الهلال الذين أتوا بما لم يأت به الأولون من النجوم الكبار.. { الوطنية بانت.. وتجلت بوضوح في الأقلام الكورالية التي لا ترى إلاّ الهلال مع العلم بأن السودان يعلو على الهلال وكل الأندية وليس منطقياً أن نجد أحد العاقلين يكتب أو يجاهر بمساندته لقرار لاعبي الهلال.. { إنه تجاوز خطير وخطير جداً لا بد لاتحاد الكرة من التعامل معه بكل الحزم والحسم حتى يفهم بعض فاقدي الوطنية المعنى الحقيقي لخط المنتخبات الوطنية الأحمر الذي هو خط فاصل يمنع الاقتراب منه مهما كانت الحجج.. { حتى تخلف بكري المدينة وعبد اللطيف بوي عن مرافقة بعثة المنتخب الأولمبي إلى تنزانيا يجب ألا يمر مرور الكرام ولا بد من قرار رادع وعقوبة مستعجلة حتى لا تتكرر مثل هذه التجاوزات في قادم الأيام.. { على مجلس الهلال الإسراع بتدارك الموقف الحرج، والاجتماع باللاعبين، والعمل من أجل تلافي الاشتباك المرتقب مع قادة الاتحاد العام، والتحرك لسحب القرار الذي سلمه المعز للاتحاد.. { وبجانب التحركات، التي ننتظرها من جانب المجلس الهلالي تجاه لمِّ الموضوع ومحاصرته حتى لا يتوسع، نتمنى أن يقوم قادة النادي الأزرق بتبصير اللاعبين الذين يفترض أنهم نجوم كبار بالمعاني الكبيرة للوطن، وشرف الدفاع عن شعاره في أشرف الميادين.. { نريدها جلسة لتفادي التطورات المنتظرة للأحداث، وفي ذات الوقت جلسة لتقديم دروس في وطنية تذكرهم بأنها، أي الوطنية، ليست السينما ولا الحركة.. وإنما الانتماء والشعور بالفخر والاعتزاز حال إعلان الاختيار للدفاع عن شعار الوطن.. { الاعتذار الأخير، وفي هذا التوقيت بالذات، حمل معه العديد من المؤشرات التي أكدت أن السواد الأعظم من نجومنا الذين نطلق عليهم الألقاب إنما هم أبطال من ورق يتوهم الناظر إليهم وإلى نجوميتهم أنه بتعامل مع نجوم حقيقيين ولكن الواقع غير ذلك تماماً.. { الإشكال الحالي علاقته مباشرة بذوبان دائرة الاختصاصات في السودان وللدرجة التي يمكن فيها أن يعتقد اللاعب أنه مدرب، وقائد سياسي، وأستاذ جامعي، وخطيب وإمام جامع وأبو الوطنية.. { إننا نرفض الإساءات ولعل هذه العادة الدخيلة على مجتمعنا الرياضي اقتحمت دوائر (المشجعين في المدرجات) بفعل ما يكتبه بعض (المشجعين) على صفحات الصحف.. { يا هيثم ورفاقه.. عودوا إلى الحق، ولبوا نداء الوطن، وأسهموا بنجوميتكم في إنجاح مسيرة صقور الجديان خلال المشاركة المرتقبة في بطولة الأمم للاعبين المحليين.