{ بذات اللهفة والترقب والشوق الذي ينظر به (المحبين اللاّ بنسوا لابتحولوا) على رأي الفنان صلاح بن البادية، بذات اللهفة التي ينتظرون بها رسائلهم ومهاتفاتهم أنتظر وأستقبل الرسائل التي تصلني من قراء أعزاء، ربما رأوا في «عز الكلام» لسان حالهم وصدق مشاعرهم، أو الوسيلة التي (تفش غبينتهم) كما يقول لي بعضهم، ولو كان عليَّ لجعلت من هذه الزاوية النافذة المشرعة لرسائلهم ليطلُّوا من خلالها متى أرادوا ذلك، لكن ضرورة مواكبة بعض المواضيع الهامة والكتابة عنها يجعلني أرجئ استعراض هذه الرسائل من حين إلى آخر، حتى أجد السانحة المناسبة، ودعوني أبدأ بمهاتفة من الأخت نجوى، وهي أم لطالبة جامعية، اتَّصلت لتشكرني على طرحي موضوع تأخر المحاضرات في الجامعة إلى السادسة مساء، مما يتسبب في عودة بناتنا متأخرات لأسر لازالت حريصة أن تكون بناتها تحت بصرها قبل غروب الشمس، وقالت لي الأخت نجوي إن الجامعة التي تدرس بها ابنتها قد استجابت مشكورة وجعلت آخر محاضرة في الجدول حتى الرابعة عصراً، وبدوري أشكر الجامعة، وأعتقد أنها جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا، على تفهمها لهذا الطلب واستجابتها الفورية له، وأجدد الطلب هذه المرة لجامعة السودان العالمية بأن تعدل أيضاً من مواقيت المحاضرات المتأخرة، وأنا أعلم أن على رأس مجلس إدارتها أساتذة أفاضل من خيرة أبناء هذا الوطن. { ورسالة جاءتني من العم عمر زيدان الفاضل، أبدى فيها تذمره من سلوك بعض سائقي عربات المرور الذين قال إنهم يتعمدون رفع «سارينة» الإنذار للمرور بسرعة، وقد لايكون هناك داعٍ لذلك، أو أن بعضهم يتعمد إيقاف العربة في منتصف الشارع مما يتسبب في تعطيل حركة المرور، وقال في رسالته: (أها زي ديل تقول فيهم شنو)؟ وأعتقد أن خير رد على رسالة العم عمر أن أهديه المثل الذي يقول: (شاة المك منو البقول ليها تَك)!! { ووصلتني أيضاً مهاتفة من الأخت سناء حسن، لم تخرج عن كونها مهاتفة طريفة، وهي تقول لي: (والله يا أم وضاح المرّة دي ناس النيل الأزرق ما إتستروا معاك في عيد الأضحية وهم يقدمون برامج أقل من المستوى، وقعت بالضربة القاضية أمام برامج الفضائية السودانية).. وكان ردي على الأخت سناء أن حرصي على ما تقدمه الفضائية السودانية، باعتبارها هي الفضائية الرسمية، هو ما يجعلني أقسو أحياناً بالنقد عليها. وقلت لها: قد لا تعلمين ولا يعلم الكثيرون أن برنامج «الصباح الجديد» الذي انتقدته أكثر من مرة.. شقيقتي الصغرى هي واحدة من «تيم» المعدّين فيه، ولعل هذا فيه دلالة على أنني لا أستهدف شخصاً بعينه، ذمّاً للفضائية السودانية، ولا مدحاً لشخص بعينه في النيل الأزرق، ويكفي أن قناة المفاجآت كما أسميها قد نالت مني ما نالت نقداً لبرامجها (الفطيرة) خلال عيد الأضحية!! { ومهاتفة أخرى وصلتني من الأستاذة نفيسة الشرقاوي (أم احمد) الأديبة والكاتبة المعروفة، لا أملك إلا أن أنحني شكراً لكل كلمة إشادة جاءت فيها، لأنها كلمات من النوع (البخوِّف)، أرجو أن أكون دائماً عند حسن ظنها، وظنَّ من يظن في هذا القلم الخير. { ورسالة أخيرة من هذه الزاوية، وليست من خزانتي التي تحوي العشرات من الرسائل، جاءتني من الأخ أبوبكر عابدون، قال فيها: (والله يا أم وضاح من يقرأ لهذا القلم بجديته وشجاعته، لا يصدق أنك تقفين وتشخّصين الغناء الهابط أو الهايف كما تطلقين عليه، فرجاءً خليك مع عثمان حسين لأنه فنان مثالي، وأنت صاحبة عمود مثالي). وأقول للأخ أبوبكر: (يا أخي أنا لست مع الأغنيات شاكلة وراء وراء أو سيبتك بمزاجي، لكني دائماً ما أقول إننا نقسو على الشباب في بعض المفردات الوصفية التي يستعلمونها في أغنياتهم في حيث أن الكثير من الفنانين الكبار تغنوا بأغنيات فيها ما هو صريح أكثر من ذلك، ولك أن تعلم أن أحد الفنانين العظام له وصف في أغنيته يقول «الصدير الطامح زي خليج الروم»، إذن ليس من العدل أن نصف هؤلاء بالهبوط ونحكم على تجربتهم بالغناء، ولم نحاكم غيرهم، بل نستمع إليهم وكأننا ماخدين بنج)!! { كلمة عزيزة سأظل خلف موضوع مكتبة التلفزيون حتى نسمع صوت الإدارة التي سيحاسبها التاريخ على هذه المذبحة!! { كلمة أعز في فترة وجيزة أثبتت الشابة نادين مقدرتها وفاتت بعض من يكبرنها عمراً ويسبقنها تجربة.