منذ مدة وأنا أحاول أن أخصص هذه الزاوية لرسائل الأصدقاء من القراء من الذين يرصدون ما نكتب بصورة ميكروسكوبية دقيقة، وبعضهم يتصل بالهاتف، إما مشيداً أو ناقداً، وفي كلتا الحالتين لا يضيق زمني ولا صدري بما أسمع، لكن تداعيات الأحداث وسخونتها هي من تؤجل رغبتي في استعراض هذه الآراء بين الحين والآخر، ودعوني أبدأ بأولى الرسائل على طريقة «خد وهات» والتي وصلتني عبر الإيميل من الأخ مدحت الشبراويشي، حيث تحدث باستفاضة عن دور الشباب الذي يجب أن يلعبوه، باعتبارهم جيل التغيير، ولفت نظري إلى نقطة مهمة هي أن آخر تعداد للسكان بلغ فيه الشباب 70% من العدد الكلي! إن هذه النسبة المرتفعة بها مؤشرات مهمة، حيث إن غالبية الشباب لا ينتمون للمؤتمر الوطني ولا لبقية الأحزاب. وقال الأخ مدحت إن أية حكومة: الموجودة أو القادمة، تستثني شريحة الشباب، على حد تعبيره، حكومة غير شرعية، ومن جانبي أقول للأخ مدحت إنني أتفق معه تماماً في أن الشباب لا بد أن يجد المساحة و(البراح) الكافي لطرح آرائه ومقترحاه ويسمع له، وهي ليست حكماً نستقيها من الشباب التونسي أو الشباب المصري، و«الحتة دي» أحب أن أركز عليها كثيراً، إذ إن الشباب السوداني هو دائماً من كان في قيادة الأحداث وتحريكها، ويكفي أن القرشي، شهيدنا الأول في أكتوبر، كان شاباً، ويكفي أن خيار الشباب هم من تصدوا دفاعاً عن السودان في حدوده الجنوبية، يوم أن كانت الحركة الشعبية (ياسر عرمان) هي من تحمل السلاح، وقاتل هؤلاء من أجل الوطن الواحد والعرض والشرف. ورسالة أخرى جاءتني وهي أيضاً عبر الإيميل من الأخ عصام حسن الذي تساءل محتجاً أن عز الكلام لماذا محله الصفحة الخامسة، حيث أخبار المجرمين و«الكع كرع والتلب»، وقال إن الصفحة شعارها مسدس معلقاً، اللهم إلا إن كان هذا الشعار ذا صلة بهجومي الدئم على التلفزيون، وأردف بأن عز الكلام يجب أن يكون مكانه الصفحة الأولى أو الأخيرة وإن لم تستجب إدارة التحرير فسيخرج محتجاً في ميدان أبو جنزير!! يا ريت .. أخي عصام لو أنك خرجت إلى أبو جنزير، ليس من أجل الاحتجاج لعز الكلام، ولكن لعلك تؤانس أستاذنا محمد إبراهيم نقد الذي لم يجد أحداً يقول له «وحدوه»!!. ورسالة ثالثة من الأخت القارئة هديل سيد كامل أستاذة لغة إنجليزية - أركويت - احتجت فيها على نقدي للأخت ميرفت حسين، وقالت إنه يجب علىَّ أن أركز في كتاباتي على إنصاف المرأة والحديث عنها بصورة أكثر إيجابية، وردي على الأخت هديل أنني من قبل كتبت بأنني معجبة باقتحام ميرفت لمجال هو ليس صعباً ولكننا تعودنا على أن يكون حكراً على الرجال، وهذا الاقتحام الذكي كان يجب أن تدعمه ميرفت بذكاء آخر، يجعلها لا تقع في فخ المذيعات عارضات الأزياء، ولو أني وجدت لها العذر بصورة أنثوية في أنها تريد أن تظهر بصورة لائقة، فكان يمكن لها ذلك لو أنها تقدم برنامجاً يميل إلى المنوعات أو الصبغة الفنية، لكن برنامج رياضي بهذا (اللوك) فيه قدر من الاستفزاز لنفسها قبل المشاهد، فإن كانت لا تستطيع أن تظهر (بالترينغ سوت)، فعلى الأقل لتظهر بمظهر أكثر جدية ورسمية من الذي ظهرت به، أما دفاعي عن المرأة فيكفي أن أقول لكي إن نقدي للمرأة هو جزء من غيرتي على بنات جنسي ورغبتي في أن يكن دائماً على أفضل حال.. ورسالة أخرى ترددت في أن أنشرها حتى لا يظن أحد أنني (أطنقع) أو هي من باب الخيلاء بالنفس، لكن من حق صاحبها أن أشكره عليها، وهي من الأخ سامر شمس الدين الذي وصفني بمحبوبة الشعب الشريفة أم وضاح، وعلق على الزاوية بتاريخ الأول من سبتمبر، وطالبني بأن لا أخذل قرائي، ولا أملك إلا أن أقول لك ألف شكر!! وبعد فترة سأعود لرسائل القراء الأعزاء وأنا على الوعد. ٭ كلمة عزيزة بصفة خاصة جداً، شكراً للشاعر الكبير هاشم صديق على الثناء والإطراء الذي زين به عنقي وامتد أنيقاً لتتوشح به أسرتي الصغيرة والكبيرة، وشكراً الأستاذ الصحفي صلاح خوجلي على كلمات الثناء عبر صفحته المقروءة بصحيفة (حبيب البلد) (تاتشر الصحافة) «دي تقوم تخليها تطلع في رأسي وأترشح للانتخابات».. ٭ كلمة أعز هل يظن تجمع المعارضة أن سودان 2011 هو ذاته سودان 1965 معقولة لسه ما عرفتوا..