إننا كسودانيين نتميّز عن غيرنا بارتداء الزي ولكنه مع مرور الزمن صار ارتداء «الجلابية» أو الثوب السوداني يتراجع أمام موجة الموضة التي غزت مجتمعنا بشكل كبير، والذين يحرصون على الزي القومي «الجلابية والشال والعمة والثوب السوداني» تعبيراً عن انتمائهم الإرثي صاروا قلة. (الأهرام اليوم» وقفت في جوانب الموضوع مع بعض من التقتهم فماذا قالوا؟ { يشير إلى (سوداناويتنا) إسماعيل صديق يقول حينما كنت في أرض الغربة أحس عند ارتدائى للزي القومي «الجلابية» وتوابعها بقيمة كبيرة وكل من أراه من السودانيين في هذا الزي وكأنه يعلن عن هويته وثقافته فضلاً عن أن هذا الزي يُشير إلى (سودانويتنا). وأشار إسماعيل إلى أن أغنية الموسيقار محمد وردي (يا بلدي يا حبوب) التي صاغها شعراً سيد أحمد الحردلو تصوّر جذورنا ورائحة الوطن.إلا أن الملاحظ عند لبس أحدنا الجلابية والعمة يتهكّم منه البعض ويقول لك:«الليلة في عقد ولاّ شنو؟». من جانبها تقول سلمى محمد خميس: إن ارتداء الزي القومي يُعبّر تماماً عن هويتي وانتمائي ووجودي بشكل لا يشبه الأمم الأخرى. وأضافت كما أنه يعتبر اتصالنا المتميز بعاداتنا وطقوسنا التي نعتز بها عن سائر شعوب الأرض، وأشارت إلى أن الزي القومي سواء أكان للرجل أو المرأة يُشكِّل مدى عمق تأثُّرنا بمفردات حياتنا الاجتماعية السودانية. وقالت أكون في غاية الراحة وأنا أرتدي الثوب السوداني بألوانه المختلفة وهو يُعبِّر عن رضاء ومحبة لهذا الوطن الجميل، وتواصل لا أتخيل أبداً أن يكون الرجل السوداني بلا جلابية وعمة لأن هذا المظهر باختصار شديد هوية، إلا أنها أخيراً أصبحت شعاراً ومظهراً للرجل السوداني، لافتة إلى أن السوداني عندما يرتدي الزي القومي يكون مميزاً، مما جعل بعض الأجانب يبحثون عن الزي السوداني للبسه عند التمثل. جانبه قال الباحث الأكاديمي عطية الزين هارون أن الزي السوداني بدأ يختفي رويداً رويداً أمام الموضات الأجنبية خاصة بعد ظهور العولمة، وهذا ما يُحزن ويؤسف له. وأشار إلى أن الزي الذي يميزنا عن غيرنا وهو أصول وجذور ولا يمكن التخلي عنه مؤكداً على أننا أحوج ما نكون في هذا الزمن للتمسُّك بالعادات الأصلية، لافتاً إلى أننا إذا فقدنا زيّنا، فقدنا أهم مميزاتنا التي يمكن أن نواجه بها العولمة. والزي السوداني خير سفير لنا ليمثِّلنا في الخارج.