ارتبطت أناقة الرجل السوداني بالزي القومي الذي قوامه الجلابية السودانية والعمامة والطاقية، وبالرغم من أن ارتباط جيل الشاب الحالي بالزي القومي لا يرقى للمستوى المطلوب، إلا أنه أي ذات الجيل تراه يحرص في الاعياد والمناسبات على ارتداء الجلابية والطاقية، غير أن ارتباط الرجال الذين تجاوزا منتصف العمر يبدو اكبر بالعمة والشال والمركوب والجلابية. وبالرغم من التباين القبلي والاثني لاهل السودان، الا انهم جميعا يلتقون في زيهم القومي، كما ارتبطت الجلابية بمنسوبي الخلاوى والمعاهد الدينية. ومن الطقوس التي تبرز فيها الجلابية ليلة الحنة للعريس، وكذلك ليلة الجرتق. ويفضل تزينها باللون الاحمر. والمتجول في شوارع المدن السودانية يلاحظ سيطرة الزي الأفرنجي لدرجة يخال فيها للمرء انه ليس في دولة لها زيها القومي الخاص، فقد بات الزي الافرنجي سيد الموقف. «الصحافة» ناقشت أمر الزي القومي مع عدد من الشباب والمهتمين بالامر، ويقول عزام خالد انهم بصفتهم شريحة شباب وبالرغم من اعتمادهم على الزي الافرنجي، الا ان الجلابية مازالت حاضرة لديهم ولم تغب لا في المجتمع ولا بين الشباب، ومازالت محافظة على وضعها. وأشار عزام الى ان الزي القومي مكان فخر بالنسبة للشباب، وان اعتماد الازياء الافرنجية من بناطلين ما هو الا لسهولتها في الحركة. وخلص عزام الى ان الجلابية هي عنوان الرجل السوداني، ولا زالت الجلابية تحافظ على جمهورها السوداني الغالب من مختلف الفئات العمرية، مشيرا الى انه بصفته شاباً فإن الجلابية حاضرة معه في كل مناسباته ماضيا للقول «حتى الاطفال بالاسرة يفضلون لبس الجلابية يوم الجمعة، لذلك فإن الجلابية تورث نفسها وتمسك بتلابيب كل الاجيال بدءاً بسن السابعة». عبد اللطيف دفع الله موظف باحدى مؤسسات القطاع الخاص، قال انه باعتباره شاباً يفضل ارتداء اللبس الافرنجي لتحمله جميع ظروف العمل، كما أنه يناسب جو السودان الذي قوامه الغبار و«الكتاحة»، خاصة أن الزي الافرنجي من الالوان الداكنة. واضاف عبد اللطيف إن الجلابية تحتاج الى غسيل بعد كل لبسة و«مكوتها» صعبة، لذلك يفضل ارتداؤها في الاعياد والمناسبات الخاصة الافراح، وخلال فترة الاجازة. الترزي محمد آدم قال إنه بدأ المهنة عام 1998م بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، ومنها انتقل الى سوق الضعين ثم سوق ليبيا بام درمان، وكشف محمد آدم ان الجلابية تختلف من حيث الشكل والنوع والخامة، ومن أنواعها المدور والكرشليت والمربع والمثلث البكارية «انصارية». وقال محمد آدم إنهم حاليا لا يعملون بالمثلث، وان خياطة الجلاليب تختلف من تصميم لآخر، وتستغرق خياطة الجلابية الواحدة الساعتين ونصف الساعة، غير ان بعضها خفيف وسهل في التفصيل مثل المدورة، اما الكرشليت فتفصيلها صعب مقارنة بالاخرى، وعن الاقمشة فإنها تختلف، منها الزبدة والخرباني والكيوبي والقطن والقماش الباكستاني، وعن اقبال الشباب قال محمد آدم ان المجتمع السوداني يفضل قماش القطن والكيوبي نسبة لبرودته، وعن الاسعار قال ان الاسعار غير محددة حاليا وتتراوح ما بين «60 -100» جنيه للقماش القطن والكيوبي، واما البقية فتتراوح ما بين « 25 30» جنيها، وبالنسبة للجلابية المخيطة يقول محمد آدم أن أسعارها تتراوح ما بين «30 50» جنيها حسب المحلات. وعن اقبال المواطنين قال إن اقبال المواطنين كثيف جدا، خاصة ان ثقافة الناس في اللبس اختلفت، اذ اصبح الشاب يرتدي في اليوم اكثر من لبسة واحدة، لذلك الاقبال على طلبها كثيف جدا. واضاف محمد آدم ان موسم الاعياد من اكثر المواسم طلبا للجلابية، فالشاب الواحد يأتي بعشرة قطع ويطلب خياطتها، وعن اثر اللبس الافرنجي يقول ان الملابس الافرنجية لم تؤثر على سوق الجلاليب، خاصة ان الشباب الذين يرتدون اللبس الافرنجي في الافراح يفضلون الجلابية، وحاليا ظهرت جلابية اسمها «على الله» الانصارية، واصبح الاقبال من الشباب والعرسان عليها هذه الايام كثيراً .