وضع تحالف قوى الإجماع الوطني الملامح العامة لحكومة انتقالية بعد أن حسم أمره وعقد العزم على حتمية إبدال النظام عبر ثورة شعبية يؤذن بانطلاقتها رؤساء أحزاب الكيان في اجتماعهم خلال اليومين المقبلين بالترافق مع ندوة سياسية تقام الأربعاء المقبل يرسم عبرها قادة القوى السياسية المعارضة ملامح الخروج إلى الشارع. وفي السياق، قال رئيس هيئة قيادة التحالف؛ فاروق أبو عيسى، خلال مؤتمر صحفي عقده بدار الحزب الشيوعي أمس (الأحد)؛ قال إن قيادات الكيان أعلنوا أن الأزمة لن تُحل إلا بسقوط «الشمولية» وإنهاء حكم الحزب الواحد. وأعلن أبو عيسى تحوط الكيانات المنضوية تحت راية التحالف لحماية الثورة المزمع انطلاقها بتأسيس جمهورية برلمانية مدنية بسلطات لمجلس رئاسي يدير البلاد عبر تقسيمها إلى ستة أقاليم كبرى، إلى جانب معالجة الضائقة المعيشية وفق خطة وطنية ثلاثية المستويات. وحذر أبو عيسى من أن استمرار النظام الحالي سيؤدى إلى ذهاب أقاليم دارفور والشرق وغيرها. وأضاف أبوعيسى أن الحكومة الانتقالية من شأنها أن تؤسس لمؤتمر دستوري يخرج بدستور يتوافق عليه أهل البلاد ومن ثم تعمل على تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، وقلل من تأثير سيطرة الحكومة على النقابات وإضعافها للأحزاب وقال إنها استولت على النقابات ولكنها لم تستولَ على الشعب، مستشهداً بنجاح الشعب التونسي في قهر السلطة البوليسية على حد قوله، وزاد أن الشعب يستطيع أن ينظم نفسه. وقال أبو عيسى إن الفرصة مازالت مؤاتية للمؤتمر الوطني للاستجابة لمطالب المعارضة، واعتبر الدعوة للمشاركة في حكومة عريضة ليس فيها جديد وهي دعوة لملء المقاعد الفارغة ببرنامج وأجندة المؤتمر الوطني. من جانبها قالت عضو هيئة التحالف؛ الدكتورة مريم المهدي، إن حديث (الوطني) عن إبداء رغبة بعض الأحزاب بالتحالف المشاركة في الحكومة العريضة ينم عن مستوى الضعف الذي وصل إليه، وقطعت بأن أيّاً من أحزاب الكيان يشارك في هذه الحكومة يكون قد خرج من التحالف. وأعلن عضو الهيئة؛ كمال عمر عبد السلام، أن لجان الكيان ستضع أمام اجتماع رؤساء الأحزاب تقارير التنسيق بين الفعاليات المختلفة لغاية انتظام الثورة الشعبية أنحاء البلاد وبدء معركة التغيير. واستخف رئيس الهيئة بتهديدات مساعد رئيس الجمهورية؛ الدكتور نافع علي نافع، حول تضييق الحريات، وقال إننا لا نخشى السجون والموت. ودعا أبو عيسى دولة الجنوب المرتقبة إلى إحكام سيادتها على أرضها وعدم السماح باستغلالها من قبل أعداء الأمة العربية وأعداء الإنسانية وعدم تمكينها من إقامة القواعد العسكرية والسير على نهج الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، مبدياً أسفه على انفصال الجنوب الراجح، ومعلناً استعداد التحالف لتقديم التهنئة للجنوبيين بخيارهم. وأشاد أبو عيسى بانتصار الشعب في الاستفتاء الذي جاء بطريقة حضارية على ما ذهب إليه.