من غير «الأهرام» حصننا الإعلامي الأمين الحصين، من يحمل أشواقنا للتحرر والانعتاق، ومن غير «ملاذاتنا الآمنة» من يكون له شرف حمل لواء مبادرتنا هذه.. نحسب أن الأئمة والدعاة هم مشاعل هذه الأمة وحُدَاتُها وفصيلها المتقدم الأول، لهذا وذاك كانت هذه «الملحمة المباركة» التي شهدتها قاعة محلية شرق النيل أمس الأول، ورعتها «إدارة العقيدة والدعوة» وشرفها الدكتور ياسر الفادني، وزينها أهل القرآن وفرسان المنابر.. لم تنكفِ هذه الثلة المباركة على ترتيب بيتها من الداخل وهي تتبنى، بمباركة المحلية، إقامة جمعية تكافلية لرعاية شؤونها، ولكن هم البلاد والعباد كان همها الأكبر والأعظم، وها هي عبر مسيرتكم الصحفية العامرة، «الأهرام اليوم»، ترسل هذه الصيحة.. قال تعالى في كتابه العزيز «كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» سورة البقرة الآية (213). الأكرم/ رئيس الجمهورية/ عمر حسن أحمد البشير سلام من الله عليك وبركات.. أما بعد نحن الموقعين أدناه من أئمة وعلماء شرق النيل ندفع برسالتنا هذه لجنابكم نظن فيكم خيراً وإحسانا وإذ جئتم إلى الحكم بنية إنقاذ البلاد من الفساد. وبعد أن دار الزمان دورته وقدر الله انفصال الجنوب عن الشمال وفي هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتنا وشعبنا الذي وقف معكم بالصبر والمصابرة وجاهد بالمال والولد من أجل تمكين دينه وشريعته. نقول إننا الآن نضع فيكم الأمل كله في إنقاذ حقيقي لهذه البلد الذي أصبح مهدداً بالطامحين والطامعين ومرضى القلوب من أحزاب، تجتمع اليوم وتنادي لبذر بذور الفتنة والغواية ليكون حصادنا تمزقاً واحتراباً بدلاً من كونه توحداً واعتصاماً. يريدون أن ترتدوا إلى الوراء بدعوتكم لحكومة المتناقضات الديمقراطية التي نحسبها جميعاً وهي في حقيقة أمرها شتى، لن تأتي بخير، وأنهم ليعلمون، وأنهم لكاذبون، فذرهم وما يفترون. إننا أخي الرئيس إذ ندعوكم لأخذ زمام المبادرة وقطع الطريق أمام مرتزقة الدين والوطن لأخذ زمام المبادرة نعتقد أن الموقف يحتاج إلى مبادرة غير مألوفة تنأى عن البيروقراطية السياسية وتقترب من الجماهير وتستفزها وتنعشها، إن الشعب الذي يحبك ويقدرك ينتظر منك الآتي: 1/ إعلان السودان الجديد دولة إسلامية تحكمها شريعة الله ولسانها عربي مبين وعلمها مكتوب عليه «لا إله إلا الله محمد رسول الله» وذلك بعد أن اختار أهل الجنوب الانفصال بدولة علمانية بسند من اليهود والكنائس وأحزاب الضلال، وليتزامن الإعلان مع إعلان النتائج لتكون فرحة للمؤمنين. 2/ إكمال هذه الحكومة دورتها كاملة على الذي أحسن لتجنيب البلاد الفوضى والفتن في هذه الفترة الحرجة بسبب تبعات الانفصال. 3/ البلاد كغيرها من دول العالم تمر بضائقات في معاش الناس، ولتكون «هداية للناس» نرجو من الحكومة أن لا تكتفي بهكذا إجراءات بيروقراطية لامتيازات الدستوريين وإنما يتبعها مزيد من التشبه بالمثال والرجال «رضي الله عنهم». 4/ إن الرؤيا الحق تبشرنا بأنكم في عهدكم الجديد سوف «... تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ». وعلى الله قصد السبيل أئمة المساجد بشرق النيل