بحضور والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر، ووزير الثقافة الاتحادي السموأل خلف الله، ووزير الثقافة ولاية الخرطوم د. محمد عوض البارودي، ومعتمد أم درمان د. الشيخ أبو كساوي، دشن معتمد كرري كمال الدين محمد عبد الله هيئة كرري للثقافة والإبداع في مهرجان كبير شهده مسرح كرري الذي لم يشطَّب بعد. الاحتفالية الأولى بدأت عصراً بمشاركة الطرق الصوفية، وفي المساء تكاملت أسر المحلية وعائلاتها ونالوا من كل ضروب الفنون جرعة شافية للنفس. والي الخرطوم تحدث في ثلاث نقاط، حيث قال إنه سعيد بانطلاق الفكرة لتصبح واقعاً، وتبرع للهيئة بمبلغ (100) مليون جنيه وبتكملة بناء المسرح خلال شهر بمبلغ ستة مليارات جنيه وأعلن افتتاح عدد من المشروعات ذات الصلة بالولاية منها مجمع أم درمان الثقافي، القاليري العائم على ظهر الباخرة البوردين التي أتى بها الغازي كتشنر باشا، مسرح خضر بشير ببحري، مسرح شرق النيل، وقال «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان» وأن الثقافة غذاء الروح. وزير الثقافة السموأل خلف الله قال إن كرري كانت مصنعاً للرجال وستظل كذلك مصنعاً للرجال والنساء في كل الآداب والفنون، وأعلن دعمه اللامحدود للهيئة وأكد أن هذه الليلة هي بداية تطبيق شعار وزارته «الثقافة تقود الحياة». معتمد كرري قال إن أكثر من (4500) مبدع انضموا للهيئة الوليدة، وأعلن بداية المد الثقافي بجميع أحياء المحلية، فيما تحدث الدكتور عوض الفادني عن الهيئة الجديدة إنابة عن رئيسها اللواء الخير عبد الجليل المشرف. وكانت فرقة الأكروبات السودانية قد قدمت عروضاً باهرة بفرقة الأطفال نالت إعجاب كل الصغار الذين أتوا برفقة ذويهم، وقدم الفنان يحيى شريف وفرقته مسرحية للأطفال، فيما تغنى المطربون مجذوب أونسة، محجوب كبوشية والأمين عبد الغفار بأغنيات ألهبت الحماس وذكرت بماضي الأجداد الذين قضوا في معركة كرري. ثم قدمت فرقة الفنون الشعبية رقصتي كسلا والعرضة اللتين صفق لهما الجميع. فيما قدمت فرقة (نبض) المسرحية اسكتشاً عن الزوجات اللائي «يشكمن» أزواجهن أضحك الجميع، تلاها الكوميديان عادل تيراب الذي قدم (نشرة) للسودان عام 2030م كانت فاكهة الليلة مع عدد من النكات «السياسية جداً» صفق لها أهل الإنقاذ طويلاً. { مشاهد جانبية معتمد كرري نجح في طرد الشيطان الذي قيل إنه قد سكن المسرح منذ سنوات. عدد الأطفال والشباب فاق عدد الراشدين وظلوا هادئين حتى انتهاء الاحتفالية قبيل منتصف الليل. { الممثل الهادي الصديق عمل مذيعاً أول للربط برفقة زميلته الممثلة، فأضحكا الناس بطريقة تقديمهما ولعل الأمر مقصود. { بعض الأسر أتت من أطراف المحلية البعيدة حتى من مدينتي الفتح والشيخ الطيب ومن الجزيرة إسلانج وأقاصي الثورات. { الشاعرة سعادة عبد الرحمن ألقت على مسامع الحضور من بديع نظمها قصيدة وطنية بالدراجية السودانية تناولت مضامين السلام.