أعلن الرئيس المصري حسني مبارك في بيان اذاعه التلفزيون المصري في ساعة متأخرة من مساء أمس عدم رغبته في الترشح لولاية جديدة في الانتخابات الرئاسة المصرية المزمع اجراؤها في شهر سبتمبر القادم. وعلى غير ما توقع المراقبون تمسك مبارك باستمراره على سدة الرئاسة إلى حين انتهاء أجل ولايته، وقال إن أولويتي تتمثل في الحفاظ على أمن واستقرار مصر وإنتقال السلطة سلمياً، ودعا البرلمان إلى مناقشة تعديل المادتين (76، 77) من الدستور الخاصتين بتقييد الترشح لرئاسة الجمهورية، وناشد الشباب النأي عن مخطط تخريب البلاد والتجاوب مع دعوات الحوار مشيراً إلى أنه كلف نائبه اللواء عمر سليمان بإدارة حوار موسع مع القوى السياسية. وأكد مبارك أنه لن يغادر أرض مصر التي حارب من أجلها، وأضاف «سأموت على أرض مصر». لكن أصواتاً عالية بين المتظاهرين في ميدان التحرير رفضت خطاب مبارك وجددت مطالبتها برحيله. وكانت المظاهرات قد تواصلت في القاهرة ومختلف المدن المصرية أمس (الثلاثاء) لليوم الثامن، حيث احتشد نحو مليوني متظاهر أمس بميدان التحرير يرددون هتافات تطالب برحيل الرئيس المصري حسني مبارك، رافضة الخطوات التي خطاها النظام المصري بتعيين نائب للرئيس وحكومة جديدة، وبادر الجيش المصري إلى تسييج مقر الرئاسة في حي مصر الجديدةبالقاهرة، بينما تشهد مدن أخرى مظاهرات يشارك فيها مئات الآلاف في ثامن أيام الغضب للمطالبة برحيل مبارك، إذ نصبت الشرطة العسكرية أسلاكاً شائكة حول مقر الرئيس مبارك بمصر الجديدة، في وقت تتصاعد في مختلف أنحاء البلاد المطالبات برحيله عن سدة الحكم. وفي أول دعوة صريحة لمبارك بالتنحي كتب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور جون كيري في مقال بصحيفة (نيويورك تايمز) أمس: «أدعو الرئيس مبارك إلى الاستعداد للتنحي جانباً وإفساح المجال أمام نظام سياسي جديد من أجل الحفاظ على استقرار البلاد». في الأثناء وصل وفد امريكي برئاسة سفير الولاياتالمتحدةالامريكية الاسبق لدى القاهرة فرانك ويسنر امس (الثلاثاء) والتقى الرئيس مبارك وأجرى عددا من اللقاءات مع عدد من القيادات المصرية السياسية والحزبية حيال الاوضاع التى تشهدها مصر حاليا. وكان مسؤول مصري بارز لم يكشف عن اسمه قال إن الرئيس حسني مبارك لن يتخلى عن السلطة. ولاحقا ذكرت شبكة CNN أن الجيش الأمريكي أرسل وحدة من قوات مشاة البحرية مارينز وصفت بأنها مدججة بالسلاح إلى القاهرة. وفي الأثناء قال مساعد بارز للمعارض المصري محمد البرادعي إن الأخير قدم تعهدات بعدم ملاحقة الرئيس حسني مبارك قانونيا، في حال تنحيه عن السلطة ومغادرة البلاد تلبية لمطالب المسيرات الشعبية. من جهتهم استغرب مسؤولون سياسيون وأمنيون إسرائيليون دعوات الإدارة الأمريكية ودول أوروبية للنظام المصري إلى عدم قمع المظاهرات، وعبروا عن معارضتهم لها، وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق؛ أهارون زئيفي فركاش، للإذاعة العامة الإسرائيلية: «إنني لا أفهم تصرف الولاياتالمتحدة ودول أوروبا ومطالبتهم بالديمقراطية في مصر». وفي خطاب ألقاه أمام نواب حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه (المنبثق عن التيار الإسلامي) في البرلمان، خاطب أردوغان مبارك قائلاً: «أصغ إلى صرخات الشعب ومطالبه (...) يجب عليك تلبية إرادة التغيير الصادرة عن الشعب بدون تردد». من جهتها حثت الولاياتالمتحدة الرئيس مبارك على القيام بما هو أكثر من تعيين حكومة جديدة، ووصل السفير الأمريكي السابق لدى مصر فرانك ويزنر إلى القاهرة في الوقت الذي سعى فيه المسؤولون الأمريكيون إلى الضغط على مبارك دون الدعوة صراحة إلى تنحيه.