بالرغم من كل التنازلات التي قدمها الرئيس حسني مبارك بعد قيام ثورة 25 يناير 2011م من أجل إخماد هذه الثورة ولحقن الكثير من الدماء؛ إلا أنه مازات وتيرة الاحتجاجات تتصاعد من أجل تنحيه هو شخصياً عن الرئاسة، ويرى كثيرون أن ثلاثين عاماً في الحكم تكفيه ولا بُد من التغيير. تواصلت احتجاجات جمعة الغضب التي تلتها جمعة الرحيل وما زال المتظاهرون يؤكدون بأنه سيكون هناك أسبوع إضافي وصفوه بأسبوع الصمود حتى بزوغ عهد جديد على مصر. تونس كانت بداية الشرارة الأولى لما يحدث الآن في مصر وهذه الثورة أشبه بالنار التي تكون تحت الرماد. إن ما حدث في تونس وما يحدث الآن في مصر يعد بمثابة إنذار لكل الحكومات في العالم بأن تعيد تقييم سياستها والالتفات إلى الشعوب وعدم الاستهانة بها لأن الشعب هو الذي يحدث التغيير. «الأهرام اليوم» استطلعت عدداً من المصريين المقيمين في السودان حول رأيهم في ما يحدث الآن في مصر وهل هم من أنصار «مبارك» ومن هو البديل الأنسب بعده؟ { «الريِّس لو ساب البلد والله حتولِّع» محمد أحمد عبد المنعم، مصري يعيش في السودان منذ ثلاث سنوات يقول لا بُد من إعطاء الرئيس الفرصة التي طلبها لأن مبارك ليس وحشاً، فنحن فتحنا أعيننا عليه وصنع من أجلنا أشياء كثيرة وعشنا في حكمه سنوات جميلة، وهذا الذي يحدث في مصر بدأ مظاهرة سلمية عادية وأصبح بعد ذلك فوضى عارمة من نهب وتكسير أحدثته قلة لا ينتمون إلى المصريين بصلة «دول مش مصريين» وليس للإخوان المسلمين علاقة بالذي يحدث وهذا كله من تخطيط ما يُسمِّى بالبرادعي الذي لا نعرف من أين جاء، فبعد أن قام بتدمير العراق يريد أن يدمر مصر، فهو العميل الحقيقي لأمريكا وإسرائيل ولا نريده وإن كان لا بُد من بديل فالبديل هو جمال مبارك، على الأقل هو يعرف سياسة والده. وأنا نفسي أقول حاجة واحدة «نفسي يا ريس تعمل لنا قناة السويس بالجنيه المصري» ولو الريِّس ساب البلد والله حتولِّع. { «الريِّس بتاعنا ما يطلعش بالطريقة دي» «الريِّس بتاعنا ما يطلعش بالطريقة دي»، هكذا قال عادل محمود عندما سألته عن رأيه في ما يحدث داخل مصر مؤكداً أنه يجب إعطاء الريِّس الفرصة التي طلبها حتى يسلّم الحكم وإن كان لا بُد من البديل فلا يوجد من هو أفضل من «عمرو موسى» أو ابنه جمال مبارك، والمشكلة لا تكمن في الرئيس وإنما في بُطانته الفاسدة، فنحن كلنا شعب واحد وأكثر شعب لديه انتماء لوطنه وما يحدث هو فتنة وأيضاً من أجل الضغط علي الدول العربية عن طريق إضعاف مصر التي يجب أن تظل قوية وعلى الشباب أن ينتبهوا إلى ما يحدث، والاتهامات التي تقول إن المؤيدين لمبارك الذين خرجوا ما هم إلا رجال أمن في لباس مدني؛ هذه كذبة؛ فالذين خرجوا مؤيدين لمبارك بالجمال والخيل هم من أبناء منطقة «نزلة السمان» وهم شباب يريدون فض المظاهرات التي جاءت خصماً على السياحة التي يعيشون عليها، فنحن رابع دولة سياحية في العالم. إننا نبكي على ما يحدث في مصر ونريد أن نكون مع أهلنا وليس في أيدينا شيء غير الدعاء. { «ارحل يا ريِّس كفاية كدا» محمد حسن من أبناء الجيزة كان غاضباً جداً لما يحدث في مصر الذي هو في رأيه نتيجة لكبت سنوات طويلة جداً وانفجر الشعب الآن، وقال «ارحل يا ريِّس كفاية كدا». وعن التنازلات التي قدمها الرئيس مبارك طالباً إعطاءه فرصة لتسليم الحكم بعد الاطمئنان على وضع مصر، يقول محمد إن الرئيس طيلة الثلاثين عاماً كان يقول قرارات و«ما بنفذهاش» ولو لم يفعل الشعب ما فعله فلن يذهب، وإذا كان هو وطنياً فلا بُد من أن يتنحى. { لا بديل لمبارك سوى ابنه جمال ويتساءل حسن عطا من أبناء القاهرة الكبرى قائلاً: «إن (30) سنة كفاية على الريِّس ماشي لكن مين اللي حيمسك بعدو»؟ فأنا أعتقد أنه لا بديل لمبارك سوى ابنه جمال على الأقل جمال «شبعان»؛ فالذي يريد أن يتولى الحكم يريد في الأول أن يملأ معدته ثم بعد ذلك يلتفت إلى الشعب. الذي نحن فيه هو ابتلاء من عند ربنا ولو الريِّس يحب مصر «ما يتنحاش». { يجب أن يتنحى وعلى العكس تماماً يرى حسام يوسف من أبناء المنصورة أن البرادعي أفضل بديل لحسني مبارك الذي يجب أن يتنحى - على حسب رؤيته - اليوم قبل الغد لأنه لم يعمل لمصلحة البلاد. { لن نجد أفضل منه ويقول «محمد»: أنا لا أريد لمبارك أن يذهب لأنني لن أجد من هو أفضل منه؛ فقد عمل من أجل مصر أشياء كثيرة، وهذه فتنة من بعض الجهات التي استهدفت شباباً ثائراً، فنحن نعيش في كنف مبارك طيلة ثلاثين عاماً، وإذا كان لا بُد من بديل لمبارك فلا يوجد أفضل من النائب عمر سليمان أو عمرو موسى. { «ولا ساعة» ! وبرفض تام يقول فؤاد المصري «من مدينة نصر»: أنا أرفض أن يجلس مبارك على كرسي الرئاسة مرة أخرى ولو ساعة واحدة؛ فقد عانينا ما عانينا طوال حياتنا فكيف يعيش الشعب المصري وكيف يعاني؟ هذا ما لا يعرفه إلا الذي عاش معه، هنالك بطالة، جوع، فقر، أناس تعيش في المجاري وتشرد، إلى آخره من المآسي فأنا لماذا تركت بلدي وجئت لكي أتغرب في البلاد الأخرى؟ لأن كل الأبواب سُدت في وجهي. تخيَّل أن تُسد في وجهك أبواب وطنك وتُفتح أبواب بلاد أخرى! { مبارك الأسد الأكبر في قلب أفريقيا ويشيد سليم علي محمد علي «من القليوبية» بالمظاهرات التي قامت في يوم 25 يناير واصفاً إياها بالشيء الجميل والحق المشروع في أن يطلب الشعب حقوقه ويريد إصلاحات. أما ما حدث في يوم جمعة الغضب فهو أمر مرفوض؛ في وجهة نظره، فهؤلاء المتظاهرون أجيبت كل مطالبهم وطلب منهم الريِّس إعطاءه فرصة فماذا يريدون؟ فالريِّس فعل من أجل مصر الكثير ونحن لا نريده أن يذهب لأنه إذا ذهب فسوف تخرب البلاد؛ فحسني مبارك أفضاله على الدول العربية كلها وهو الأسد الأكبر في قلب أفريقيا. الذي فعله مبارك لم يفعله رئيس آخر وإذا كان هذا رأي مليونين فهناك (80) مليوناً يريدونه، فيكفي أننا عشنا في أمان طيلة سنوات عهده، فهو حارب من أجل الوطن. وما يحدث الآن هو مكيدة وفتنة من البرادعي وأمثاله، وإذا كان لا بُد من بديل فلا يوجد أفضل من عمر سليمان أوعمرو موسى وأنا أعتقد أن الرئيس لن يتنحى بالساهل ولن يترك البلاد إلا لما «تنضبط». { (80%) يريدونه ويوافقه الرأي محمد متولي السيد القليوبية ويقول: مبارك حقق لنا بطولات كثيرة وعشنا معه في حرية وإذا كان هنالك 20% لا يريدونه فإنه يوجد 80% يريدونه. والريِّس ليس كما يعتقد البعض أنه لا يريد أن يترك الحكم حباً فيه بل لأنه يريد أن ينهي هذه الفوضى. وأنا أري أن أفضل بديل هو عمر سليمان أو عمرو موسى ولكني أتمنى أن يظل هو ممسكاً بزمام الأمور. { انتهى عهد مبارك وبتفاؤل كبير يقول حسن جمعة «من بولاق الدكرور» إن عهد مبارك خلاص انتهى وأنه سوف يكون هناك عهد جديد أكثر إشراقاً، ومهما كانت النتائج ومهما كان الرئيس القادم فهو أفضل من مبارك الذي ظل موالياً لأمريكا طوال حياته وماذا كانت النتيجة؟ أمريكا في حد ذاتها تطلب منه أن يتنحى حقناً للدماء بعد أن أصبح بالنسبة لهم ورقة خاسرة. { أغلق معبر رفح ويقول علي السيد عطية «من حدائق القبة» إن لكل ظالم نهاية؛ ولا أنسى يوم أن قام بإغلاق معبر رفح في وجه الفلسطينيين حتى يرضي إسرائيل وترك الرجال والنساء والأطفال يموتون، وعلى كل حاكم ظالم أن يعيد تقييم سياسته لأن كبت الشعب يولِّد الانفجار. { يستاهل التكريم وأخيراً يعتذر محمد سلامة «من القليوبية» للرئيس حسني مبارك ويقول له «معليش على اللي بيحصل من الشعب، دا أنت تستاهل التكريم أحسن».. إننا لا نريد أن يذهب ويترك مصر فنحن لم نشعر معه بغربة فقد فعل معنا أشياء كثيرة وجميلة وجعل مصر قِبلة العالم، ولدينا مثل في مصر يقول: «ما تعرفش فضل أمك إلا لما تجي مرات أبوك».