تباينت ردود أفعال الحضور من قيادات القوى السياسية في احتفال إعلان النتيجة النهائية للاستفتاء أمس (الاثنين) التي جاءت مؤيدة للانفصال بنسبة (%98.83)، ففي الوقت الذي أقبل فيه السياسيون من قيادات الأحزاب الجنوبية على بعضهم البعض بالتهانئ وأخذ الصور التذكارية انخرطت قيادية شمالية سابقة بالحركة الشعبية في موجة عويل أثناء تلاوة كلمة ممثل الجامعة العربية، الأمر الذي أدى إلى أن يقطع الأخير كلمته لتعود الأمور إلى نصابها بعد إخراج رجال الأمن القيادية خارج القاعة. وفي الأثناء اعتبر رئيس لجنة حكماء أفريقيا؛ ثامبو أمبيكي، تجربة نجاح الاستفتاء أنموذجاً لدول القارة في حل مشاكلها بالطرق السلمية، وأكد تضامن الاتحاد الأفريقي مع شعبيْ جنوب وشمال السودان، وقال إن الرئيس المشير عمر البشير ونائبه الأول الفريق سلفاكير سيحققان آمال الشعبين وسيعملان على المساعدة في تطوير دول القارة. من جانبه عبر رئيس المفوضية؛ البروفيسور محمد إبراهيم خليل، عن أمله في أن تسود الروح التي أسهمت في إنجاح الاستفتاء الحوار المتصل بالقضايا العالقة. وأشاد خليل بالحكومتين الاتحادية وحكومة الجنوب، والشركاء الدوليين لإسهاماتهم في دعم العملية، وأضاف أن الرئيس البشير قبل النتيجة بروح طيبة وعالية. وفي ذات السياق أعلى هايلي منكريوس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة من قيمة احترام اتفاقية نيفاشا لحقوق شعب الجنوب، مذكراً بتثبيت الاتفاقية لمبدأ السلام. وفي ذات الاتجاه أكد نائب رئيس المفوضية شان مادوت على أهمية بناء علاقات اقتصادية وبيئية واجتماعية بين الدولتين، وأشار إلى أهمية توطيد النسيج الاجتماعي باعتباره ينم عن رغبة الطرفين. وأشار مادوت إلى أهمية لعب دولة الجنوب دوراً وصفه بالأساسي في عملية سلام دارفور. كما أصدرت بعثة الاتحاد الأوروبي بياناً أثنت فيه على السلوك السلمي في عملية الاستفتاء من قبل الأطراف السودانية كافة. وأضاف البيان أن الاتحاد يحترم نتيجة الاستفتاء باعتباره انعكاساً حقيقياً لرغبات شعب الجنوب. وأعلن عن استمرار دعمه لجهود طرفي الاتفاقية للتوصل إلى اتفاق حول المسائل المعلقة في ترتيبات ما بعد الاستفتاء، وأعلن الاتحاد الأوروبي اعتزامه تكثيف الحوار مع الأطراف السودانية لتعزيز الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، معلناً استعداده للقيام بدور في دعم التنمية بالدولتين.