أعلنت مفوضية استفتاء جنوب السودان أمس وسط إجراءات أمنية مشددة النتيجة النهائية للاستفتاء والتي حُسمت لصالح الانفصال بنسبة 83.98% مقابل 17،1% للوحدة بنسبة تصويت بلغت 58.97%. واعتمدت رئاسة الجمهورية رسمياً أمس نتيجة الاستفتاء عقب تسلمها النتيجة النهائية من قبل المفوضية. وأصدر المشير عمر البشير رئيس الجمهورية مرسوماً جمهورياً قبل بموجبه النتيجة واعترف بدولة الجنوبالجديدة. وقال البشير عقب تسلمه للنتيجة بالقصر الجمهوري من رئيس المفوضية راضون عن ما جاء في النتيجة باعتبار أنها لبت رغبة أهل الجنوب، مشيراً لمواصلة الجهود لحين الفراغ من قضايا ما بعد الاستفتاء، وتعهد بإنفاذ ما تبقى من بنود اتفاقية السلام الشامل. وفي الأثناء أعلن مجلس الوزراء في اجتماعه الطارئ الذي عقده أمس برئاسة البشير موافقته على نتيجة الاستفتاء التي رجحت خيار الانفصال، وأعرب البشير عن أمله في أن يكون إعلان نتيجة الانفصال حداً فاصلاً بين الحرب والسلام لا بين الوحدة والانقسام، داعياً لضرورة إبرام اتفاقيات بين الجنوب والشمال تقضي بكفالة حرية الحركة والعمل والتملك بجانب تحويل الحدود لجسر تواصل لا فاصل بين البلدين، مؤكداً مواصلة الشراكة بين الطرفين في المرحلة المقبلة للتنسيق في المجالين الأمني والسياسي. وأكد البشير أن الانفصال لن يؤسس لسابقة لدول الجوار الأفريقي قاطعاً بقدرة الدول الأفريقية على حل مشكلاتها عبر الحوار والتفاوض. وأكد البشير خلال مخاطبته للقاء الحاشد لطلاب الحزب بالمركز العام بالخرطوم امتلاك الدولة لوثائق وخرط تثبت تبعية مناطق حدودية منها جودة وكاكا التجارية للشمال وأبان أن الوثائق أثبتت تبعية حفرة النحاس للشمال حسب وقوعها شمال خط (14) من بحر العرب الأمر الذي اعتبره تأكيداً لتبعيتها لولاية جنوب دارفور وليست بحر الغزال وجدد الرئيس تمسك الحكومة بمشاركة المسيرية في استفتاء أبيى وأضاف لن نكون جزءً من أي اتفاق يستثني المسيرية وقطع الطريق أمام مقترح الجنسية المزدوجة وقال لن تكون هناك جنسية مزدوجة لافتاً النظر إلى أن تصويت الجنوبيين بنسبة 99% للانفصال يؤكد خيارهم لتكوين دولتهم المستقلة. ورفض البشير بشدة أي محاولة لفرض حل لمشكلة دارفور سواءً من الأممالمتحدة وأمريكا ومجلس الأمن وبريطانيا مشيراً إلى التزام الحكومة بتنفيذ استراتيجية سلام دافور مبيناً أن الخطة تعتمد على تفريغ معسكرات النازحين وتقديم الدعم التنموي والخدمي متهماً المنظمات اليهودية باستخدام المعسكرات كمعرض لاستقطاب الدعم الغربي باسم نازحي دارفور وتحويله لدولة إسرائيل مشيراً إلى أن عدد المنظمات الصهوينية بلغ (165) منظمة وأوضح البشير أن خطة الحكومة ترتكز على جمع السلاح من أيدي المواطنين وحفظ الأمن ومحاربة الحركات المسلحة مؤكداً التزام الحكومة بدفع التعويضات وتحقيق العدالة في الإقليم. ووضف البشير تحالف المعارضة بالواهمين مؤكداً أن غالبية أهل الشمال مؤتمر وطني بنسبة 90% وقال إن لم نكن حكومة مسؤولة لأخرجنا قواعدنا للتصدي للمتظاهرين الذين لا يتعدون 10% من الشعب وأضاف «حينها لقالت المعارضة« يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم قبل أن يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون» وأكد الرئيس اهتمام الدولة بتوفير الدعم عبر التمويل الأصغر لمحاربة العطالة وتشغيل الخريجين كاشفاً عن إصدار الرئاسة لتوجيهات للنبك المركزي لتوفير 12% من الدعم للتمويل الأصغر لتشغيل الخريجين. وأكد بروفيسور محمد إبراهيم خليل رئيس المفوضية أن عمل المفوضية مستمر إلى نهاية الفترة الانتقالية مشيراً إلى أن الاستفتاء كان صحيحاً وصادقاً وشفافاً بشهادة المراقبين الدوليين. وقال خليل في المؤتمر الصحفي لإعلان النتيجة بقاعة الصداقة مساء أمس لسنا سياسيين وليس لدينا أجندة ولا دخل لنا بخياري الوحدة والانفصال بل نصبو لديمقراطية صحيحة. ومن جانبه رحب الاتحاد الأوربي بالتزام حكومة السودان بقبول نتائج الاستفتاء، وأكد مواصلته لدعم الجهود التي يبذلها الطرفان للتوصل إلى اتفاق بشأن جميع المسائل المتعلقة والمتبقية من اتفاقية الشمال والجنوب في تقرير الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان ودعم التنمية في الدولتين. ومن جهته قال هايلي منكريوس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان إن هذا اليوم تاريخي بالنسبة للسودان وأفريقيا. وشكر منكريوس الرئيس السوداني ونائبه سلفاكير لحكمتهما وشجاعتهما لتقبل النتائج وأضاف أن الوحدة كانت أفضل من الانفصال ولكن كان لا بد من أن يكون القرار الصحيح بالوسائل الديمقراطية. ولم تتمالك القيادية بالحركة الشعبية إخلاص قرنق نفسها عند إعلان النتائج النهائية وأجهشت بالبكاء بصوت عال مما اضطر لإخراجها خارج القاعة وقابل بكاءها زغاريد إحدى النساء الجنوبيات فرحاً بالانفصال وهتاف من جنوبي وحدوي بأن السودان أباً للجميع وشهد إعلان النتائج حضوراً من الوزراء والسفراء والمنظمات الدولية وقيادات الحركة الشعبية.