أقرت الحكومة بوجود صعوبات بالغة في الحصول على معلومات حقيقية عن أوضاع السودانيين في ليبيا حتى أمس منذ اندلاع الأحداث. وأعلنت الخارجية عدم تمكنها من إجلاء الجالية السودانية بسبب صعوبات بالغة في الاتصالات بعد انقطاع شبكات الهواتف في ليبيا، ونبهت إلى أن الأوضاع حتى الآن غير واضحة. في الوقت ذاته دفع مواطنون وأسر سودانية بشكاوى وبلاغات للوزارة طالبوا فيها بإجلاء بعض السودانيين في بنغازي وسرت في طلبات استغاثة للخارجية بالتدخل السريع عبر الجهات المختصة لإيجاد حلول لأوضاعهم التي رسموا لها صورة وصفوها بالسيئة والخطيرة وقالوا إن بعضهم لم يغادر المنازل منذ ستة أيام خوفا من التعرض للقتل. في الأثناء كشفت الخارجية بحسب المتحدث الرسمي عن حصولها على معلومات مؤكدة حول ضلوع بعض الحركات المتمردة في دارفور وعناصر من الحركات الدارفورية في الأحداث الجارية في ليبيا لكنها أمسكت عن تحديد اسم الحركات والعناصر. ونبه المتحدث الرسمي للخارجية خالد موسى للصحفيين أمس الثلاثاء أن الجالية السودانية بريئة تماماً من مثل الممارسات التي تعرض لها الشعب الليبي. وأدانت الحكومة التصرفات التي صدرت من تلك المجموعة باعتبار أن ما يحدث في ليبيا قضية داخلية، إلا أن موسى اعتبر ما حدث طبيعيا بسبب التوجهات السياسية لتلك الحركات. وأضاف «نرجو ألا يؤثر ضلوع هذه العناصر على أوضاع السودانيين وحماية أمن وممتلكات الجالية»، وأردف «لدينا نقاط اتصال ونحاول الوصول للسودانيين». في الأثناء أقرت الخارجية بتلقيها بلاغات وعدد من المذكرات والاستفسارات من سودانيين. ونبه خالد لإمكانية تواصل أسر السودانيين مع غرفة الطوارئ والإدلاء بالمعلومات وتزويد الغرفة بها داخل ليبيا حتى يتم التنسيق مع القنصلية في بنغازي وطرابلس، وأكد أن الآلية تدرس سبل معالجة أحوال الجالية ونقل وترحيل الراغبين من أفراد الجالية إلى السودان متى ما استدعى الأمر ذلك لحماية أرواحهم، وابلغ مواطن سوداني قدم طلب استغاثة رسمي لوزير الخارجية أمس حصلت (الأهرام اليوم) على نسخة منه أنهم تلقوا تأكيدات من الخارجية بدراسة مقترح باستئجار بواخر وإرسالها لبنغازي بعد أن دُمرت المطارات بالكامل لنقل السودانيين الذين يقدرون ب(150) ألفا حسب احصائيات غير رسمية. في السياق أكدت الخارجية عدم تأثر الجالية السودانية في البحرين في بالأحداث.