محمد وداعة: الجنجويدي التشادى .. الأمين الدودو خاطري    شركة توزيع الكهرباء تعتذر عن القطوعات وتناشد بالترشيد    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    بايدن يعين"ليز جراندي" مبعوثة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط    مصادر: البرهان قد يزور مصر قريباً    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    دبابيس ودالشريف    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اضبط..!! مزارع دواجن تمارس الذبيح «كيري»..!!
نشر في الأهرام اليوم يوم 01 - 03 - 2011

مزارع عشوائية تتخذ من المناطق الطرفية للولاية مواقع لها لتمارس الذبيح «كيري» بلا رقابة صحية أو بيطرية. فقد تأكد ل«الأهرام اليوم» أن عمليات الذبح تتم ليلاً بلا ضوابط، وتأكد أيضاً ل«الأهرام اليوم»، بعد أن شهدت إحدى عمليات الذبيح، أن من يؤدون هذه المهنة لا تنطبق عليهم المواصفات المطلوبة، الفراخ تُذبح وتُرمي أرضاً. وكانت المفاجأة عندما شاهدنا عبوات بلاستيكية فارغة تحمل اسم شركة معروفة في قطاع الدواجن واللحوم تحمل ختماً حرارياً من وزارة الثروة الحيوانية. ازدادت شكوكنا وتساءلنا لماذا تتم عمليات الذبيح ليلاً؟ تجاهلوا الرد على سؤالنا لكنهم أكدوا أن الذبيح يستمر ثلاثة أيام متتالية يتم خلالها ذبح «300» فرخة يومياً. ليبقى سؤالنا: كيف تقبل شركات لحوم معروفة التعامل مع مزارع عشوائية بلا ضوابط؟!
غياب الرقابة!
بين غياب وزارة الثروة الحيوانية والأطباء البيطريين «دواجن تُذبح كيري» ونفايات تُرمي في العراء. من المسؤول عند هذا؟ وما هي ضوابط المزارع؟ وما هي شروط المسالخ؟ وكيف يتم وضع الختم الحراري على الأكياس قبل التعبئة؟ وما هو دور الطبيب البيطري؟ ومع كل تلك التساؤلات يظل الفاعل محل ثقة ويظل المفعول به متضرراً لا محالة.
ولكشف الستار عن المستور ننقل لكم أحداث ما دار في إحدى المزارع التي اتخذت من الطرق العشوائية سبيلاً لكسب عيشها.
بداية القصة
كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية ظهراً عندما أتى إلى مكاتب الصحيفة الطبيب البيطري «م» طالباً مقابلتي. التقيت به وجلست معه ليدخل في تفاصيل ما أتى إليه قائلاً: بصفتي طبيباً بيطرياً وأمتلك مزرعة دواجن هنالك مشكلة تؤرقني كثيراً وهي أن هنالك عدداً كبيراً من مزارع الدواجن تقوم بذبح فراخها بطريقة عشوائية أو بمعنى ذبح «كيري»، الأمر الذي يتسبب في إحداث الضرر للمواطن. ولاحقاً علمت «الأهرام اليوم» أن بجبل أولياء بؤرة للذبح الكيري والمزارع العشوائية ومن بينها مزرعة لوزير سابق..!!
لم أتردد ثانية في الذهاب والتأكد بنفسي وفعلاً رتبت جيداً لتلك الزيارة بحيث تكون بطريقة مفاجئة وغير متوقعة واستعنت بزميلي من قسم الأخبار ليرافقني. صعدنا عربة الصحيفة عند الساعة الرابعة وفي تمام الخامسة كنا أمام مستشفى الأمل بجبل أولياء حينها غادرنا عربة الجريدة واستأجرنا «ركشة» واتجهنا غرباً حيث مزارع من بينها مزرعة لوزير سابق..!!
مشاهدات داخل المزرعة
عند ولوجنا داخل المزرعة كان المكان شبه خالٍ عدا عدد من البراميل وعربة «دفار» كانت تقف قرب أحد المخازن وعدد من الأقفاص الخالية وعربة «بوكس». توقفت برهة وسرعان ما تبادر إلى مخيلتي أننا وصلنا متأخراً وأن أوان عملية الذبيح قد انتهى أو أنها لا توجد من الأساس. إلى أن خرج عدد من العمال تجاوز عددهم العشرة كانوا يتناولون وجبة الغداء داخل المخزن فتقدمهم واحد حاملاً في يده «سكيناً» كبيرة الحجم واستلقى جوار شجرة «نيم» بالقرب من المخزن واتجهنا نحوه وبعد أن رحب بنا قلنا له نريد شراء كمية كبيرة من الدجاج استعداداً لمناسبة زواج ولكن شرطنا أن يُذبح أمامنا ونراه فاستنكر طلبنا وبدأت عملية الشك تراوده وقال لنا نحن نذبح أثناء الليل فقط من الساعة الثامنة مساءً وحتى الساعة الثالثة صباحاً ولكن هنالك دجاج متوفر في الثلاثة تمّّ ذبحه أمس وطلب منا انتظار الطبيب البيطري فاتصل به وطلب منه المجيئ وفي تلك الأثناء أخذنا «ندردش» معه لاستعادة ثقته بنا وكنا نتحدث عن الأسعار وقلنا له إننا قصدنا المزرعة لانخفاض أسعارها بخلاف المراكز، وفعلاً نجح مخططنا، ثم طلبنا منه تفسيراً وافياً عن عملية الذبيح ولماذا يتم اختيار الليل للقيام بالمهمة؟ فأجابنا أن عملية الذبح تستمر لمدة ثلاثة أيام فقط يتم فيها ذبح (3000) فرخة في اليوم الواحد وتباع الواحدة بقيمة (11) جنيهاً ويتم توزيع جزء على المراكز والآخر يسلم طلبيات لأشخاص بعينهم. ولم يُبدِ تفسيراً لاغتنامهم الليل للعمل وكان الابتسام خير وسيلة للهروب من ذلك السؤال الصعب.
الطبيب لم يكن طبيباً..!!
وها قد أتى الطبيب، أفصحنا له عن مقصدنا فاصطحبنا إلى الثلاجة لنرى كمية الدجاج الموجود بداخلها، وقال لنا إنه وفقاً للإجراءات السليمة لا يحق لنا الدخول دون أن نرتدي الزي الواقي. وفعلاً كانت الثلاجة أشبه بحاوية صغيرة مليئة بالجوالات الكبيرة والصغيرة إحداها معبئة بالدجاج والأخريات منها مليئة بالدجاج المقطع ومعبأ داخل أطباق صغيرة وجوارها ميزان صغير. فقمنا بشراء عينة من الدجاج الذي كُتب عليه «ذبيح إسلامي» وبه اسم الشركة والديباجة والختم، ثم انتقلنا بصحبة الطبيب إلى غرفة كبيرة بها ميزان كبير وطاولة بها أكياس شركة «م» وبها أختام الوزارة قبل تعبئتها بالدواجن، سرعان ما انتبهت إلى أن تلك الأكياس المختومة والفارغة تؤكد انعدام الإشراف والمتابعة من قبل الأطباء البيطريين، ودار سؤال في مخيلتي وهو كيف خُتمت تلك الأكياس ومن الذي ختمها؟!
واصلنا حوارنا مع الطبيب وتحدثنا معه عن طبيعة هذا العمل وعن دور الوزارة وحال المزارع الأخرى. قد يكون وقع بالفعل في الشرك فرمى بنفسه عندما اعترف إنه خريج إنتاج حيواني، واتضح لنا حينها إنه لم يكن طبيباً، وواصل حديثه قائلاً لا دور للوزارة تجاهنا ولا أحد منهم يأتي لزيارتنا، وأضاف أن كل المزارع الموجودة جوارهم أو في تلك المنطقة خالية تماماً من الأطباء البيطريين، الأمر الذي أجبرنا على الإصرار على مشاهدة عملية الذبيح وأخيراً استجاب لطلبنا وأمر بالبدء وفعلاً صعد العمال إلى «الدفار».
طريقة الذبيح
اتجه العمال إلى الحظيرة وأتوا بالفراخ واتجهوا إلى البوابة الرئيسية جوار المخزن بالقرب من البراميل، خرج اثنان منهم يرتديان جوالين من الخيش مفصلة على أجسامهما وأتيا بحديدة كبيرة وضعاها في الوسط وقام بقية العمال بإنزال الفراخ على الأرض وانقسموا إلى مجموعتين: مجموعة دخلت إلى المخزن وأخرى وقفت جوار البراميل التي تحتوي أحدها على ماء ساخن ويحتوي الثاني على ثلج وملح ومجموعة انتظرت خارجاً تمسك عشر دجاجات وتقوم بربطها وتعليقها على إحدى القوائم الحديدية ويقوم الذباح بذبحها ورميها على الأرض مباشرةً بالقرب من مكب نفايات المزرعة. وفي دهشة واستغراب لما رأته أعيننا سرحت بتفكيري ودارت تساؤلات عدة في مخيلتي: هل هذا ما كنا نأكله؟ وهل كل الفراخ تُذبح بذات الطريقة؟ وما الضرر الذي يمكن أن تحدثه تلك الطريقة؟ وماذا وماذا...؟! ثم استجمعت قواي ولملمت أفكاري وعدت أدراجي ونحن ننتظر إلى حين إتمام العملية بالتقاط الفراخ من على الأرض ومرورها بالبراميل وعندها قاموا بإدخالها إلى المخزن. حاولت جاهدة أن أسترق النظر داخل المخزن لم أستطع سوى رؤية عدد من مشمعات البلاستيك الشمسية ملقاة على الأرض بطريقة متساوية ومنتظمة أشبه بمائدة رمضان، ثم مُنعنا من الدخول لمشاهدة ما يحدث بالداخل فانتهت رحلتنا بسلام داخل منطقة جبل أولياء وعدنا إلى الخرطوم والدهشة تملأ أعيننا وظلت التساؤلات التي نحملها بلا أجوبة..!!
الأمراض ومخلفات الدواجن
طبيب بيطري - فضّل حجب اسمه - قال ل«الأهرام اليوم»: في السابق كنا نستورد بيض الكتاكيت من الخارج وبعد وصوله إلى الخرطوم نذهب لاستلامه كان يقابلنا مختصان: أولهما مختص بالحجر البيطري وآخر مسؤول عن المواصفات والمقاييس، فيتم التفتيش على البيض ومطابقته للمواصفات شكلياً وليس ما يحتويه البيض فلا يأخذون عينة من البيض لفحصها في المعامل لمعرفة ما إذا كان حاملاً أمراضاً، مع العلم أن هنالك أمراض تنتقل من الأم إلى بيضها مثل «السامونيلا» وفي البلدان الأخرى مقارنة مع السودان هنالك قرار تفرضه وزارات الثروة الحيوانية يقضي بأن يأخذ صاحب المزرعة أو البضاعة عينة من البيض ويرسلها إلى المعامل الخاصة بالدولة لتقوم بعملية الفحص ومعرفة ما إذا كان البيض مريضاً أو خالياً من الأمراض وبعدها يتم استكتاب المالك تعهداً فإذا اتضح أن البيض به مرض بعد التحليل يتم تسليمه للوزارة لإبادته وهذا الإجراء يعد إجبارياً. ويواصل الطبيب البيطري حديثه: أما في السودان فالاهتمام ينحصر في الشكل متجاوزاً الأساسيات لعدد طبقات البيض وغيرها، وبعد إنتاج الكتاكيت واستخراج المخلفات يرمي كل صاحب مزرعة مخلفاته في المكان الذي يراه مناسباً؛ منهم من يرميها في العراء ومنهم من يرميها مع النفايات الأخرى دون الاهتمام بخطورة الأمراض التي يمكن أن تسببها باعتبار أنها بقايا عضوية معرضة للتعفن ونقل الأمراض وخصوصاً أنها أحياناً ترمى بالقرب من المنازل. وواصل: بصفتي طبيباً بيطرياً وأمتلك مفقساً تعاونت مع عربة النفايات بصورة رسمية ويأتون إلى المفقس بصورة راتبة ولكن أين تُرمى تلك المخلفات؟ علماً بأن مخلفات الدواجن تؤخذ مع بقية النفايات بذات العربة! ويمضي في حديثه: أنا أمتلك مجموعة كبيرة من الكتاكيت تتجول بين بورتسودان وعطبرة ونيالا وكوستي وغيرها ولا أذكر يوماً أنه تم أخذ عينة بين فترة وأخرى لتحليلها لضمان سلامة القطيع والمفقس.
الذبيح الكيري
وواصل الطبيب البيطري حديثه قائلاً: أغلب مزارع الدواجن لا تمتلك مسالخ سواء أكانت في بحري أو أم درمان أو جبل أولياء أو غيرها، ولهذا فهي تذبح دجاجها بطريقة عشوائية «كيري»، علماً بأن كل مؤهلاتها لا تتعدى عشرة عمال وعدد من البراميل، بالإضافة إلى اتفاق هذه المزارع مع شركات كبيرة فتأخذ منها الأكياس وتعبأ فيها الدواجن مثل شركة «م» للإنتاج الحيواني وغيرها من الشركات وكل هذا يتم في غياب تام من الوزارة والأطباء. وختم الطبيب حديثه بتساؤلات: أين الوزارة من هذا؟ وماهي مواصفات الذباحين وعملية الذبيح؟
شروط المسالخ اليدوية والآلية
حددت وزارة الثروة الحيوانية الشروط الفنية والصحية التي يجب أن تتوفر عند ترخيص مسالخ الدواجن الخاصة بعد اجتماع اللجنة الفنية المشكلة لهذا الغرض، بحيث يجب أن يكون لكل مسلخ آلي مدير فني طبيب بيطري متفرغ بموجب عقد مصدق من نقابة الأطباء البيطريين وتكون مهمته الإشراف على تطبيق إجراءات الأمان الحيوي وضمان عزل المسلخ عن الوسط الخارجي لتحقيق سلامة المنتج النهائي وأن يُحاط مبنى المسلخ بسور لا يقل ارتفاعه عن مترين وأن يبعد المسلخ عن مداجن الجدات والأمهات مسافة لا تقل عن (2000) متر وعن مداجن البياض والفروج والمفاقس مسافة لا تقل عن (1000) متر، كما يجب أن تكون المياه المستخدمة نظيفة وخالية من المسببات المرضية وصالحة للاستعمال وأن يتم اتباع مبادئ الصحة العامة والنظافة والوقاية الفردية بالنسبة للعاملين وأن يتم نقل المخلفات إلى معامل تصنيع الدواجن المرخصة حصراً بطريقة آمنة ضمن سيارات مبردة محكمة الإغلاق أو أن يتم التخلص من الفضلات بطريقة فنية. وبالنسبة للمسالخ اليدوية يجب أن تخضع للإشراف الفني البيطري من قبل أطباء بيطريين يتم التعاقد معهم عن طريق نقابة الأطباء البيطريين تكون لهم نفس مهام المدير الفني بالمسالخ الآلية، على أن يكون الإشراف على ثلاثة مسالخ يدوية ضمن منطقة واحدة كحد أقصى وألا تتجاوز طاقة الذبح اليومية مجتمعة (10) آلاف طير وأن يتألف مبنى المسلخ اليدوي من غرفة إدارة مستقلة وصالة تصنيع متصلة بمكان استقبال الطيور ومجزأة إلى قسم للذبح والتنظيف والسلخ وقسم مبرد للتجويف والتوضيب والتقطيع ومنفصل عن قسم الذبح والسلخ.
داخل الثروة الحيوانية
وضعنا تلك التساؤلات على طاولة وزارة الثروة الحيوانية بولاية الخرطوم، التقت «الأهرام اليوم» بمسؤول الإعلام، الناطق الرسمي باسم الوزارة؛ الأستاذ سعيد أحمد سعيد، الذي قال إن ولاية الخرطوم تنتج 90% من حاجة البلاد في مجال الدواجن، تشمل إنتاج الكتاكيت وتربية الأمات وإنتاج الفراخ اللاحم وبيض المائدة ويتميز الإنتاج في الولاية بالنمط الحديث والحظائر الحديثة التي تعمل على أحدث أجهزة التكنولوجيا، وقامت حكومة ولاية الخرطوم بحماية القطاع عن طريق وقف أي استيراد للفراخ من الخارج ودعم مدخلات الإنتاج وفتح الاعتمادات والمنافسة بين الشركات لتوفير الإنتاج. وعن توقعات الإنتاج والاحتياج في الفراخ للعام 2011م، بلغ معدل الاستهلاك للفرد في العالم (11.4) والمحلي (5.5) والاحتياج بالطن (30800) والمتوفر بالطن (25000) والزيادة المتوقعة (5.800). ومضى مواصلاً: شركات الفراخ المسجلة لدى الوزارة التي تقوم بذبح فراخها في مسالخ تابعة لها لا تتجاوز ال(12) شركة وهي شركة داجن والدجاج العربي ومزارع شبيكة وشركة أكوليد والشركة السودانية الكويتية وشركة القارص وشركة الساير وماثيو للإنتاج الحيواني والخليفة غندور والزوايا وكنج جكن.
ختم حراري
وعن دور الوزارة في مراقبة مسالخ الدواجن والطريقة السليمة لذبحها أكد الناطق باسم الثروة الحيوانية أن عملية الذبيح يشرف عليها طبيب بيطري ويقوم بعمل ديباجة صحية على أكياس التعبئة بعد الفحص على الإنتاج والتأكد من الجودة وخلو الفراخ من أي أمراض مهددة لحياة الإنسان. ومضى مواصلاً: لا يحق لأية شركة ممارسة عملها في غياب البياطرة المشرفين من الوزارة لضمان إجراءات السلامة وحتى العمال الموكلين بهذا العمل لا بُد أن تتوفر فيهم شروط معينة وهي أن يكونوا مؤهلين ومدربين على العمل وأن يرتدوا زياً موحّداً مكوناً من «أبرول» وقفازات كمامات. وواصل: مسالخ القطاع الحديث ظلت تحت إشراف كامل من الوزارة عن طريق الأطباء البيطريين للتأكد من سلامة الإنتاج، وهنالك ضوابط لتلك المسالخ؛ ففي ولاية الخرطوم أكبر نظام تم استحداثه للأمن الحيوي على مستوى العالم وهو أن تُبعد المسالخ عن المساكن بمسافة تقدر ب(50) كيلو وكل مزرعة تبعد عن الأخرى مسافة كيلومترين وذلك لضمان عدم انتقال الأمراض. ولضبط عملية الذبيح وضمان سلامته قامت الوزارة هذا العام بعمل ختم حراري داخل أكياس التعبئة وهذه الأكياس لا تتم فيها التعبئة ما لم يتأكد الطبيب البيطري من ملاءمة الذبيح فتصل الفرخة إلى الكيس بعد مرورها بأكثر من أربع مراحل: المراقب البيطري والمشرف البيطري ومشرف الجودة ومشرف المواصفات وفي النهاية يتم حفظ الإنتاج في ثلاجات مبردة ومنها إلى مراكز التسويق.
الوزارة تؤكد وتنفي..!!
وعن المزارع التي تذبح بطريقة عشوائية أقر مسؤول الإعلام بالوزارة بتقصير الوزارة قائلاً: المسؤولية مسؤولية الوزارة، والإنتاج التقليدي أو العشوائي له ضوابط وأية مزارع يفترض أن يكون لها تصديق من الوزارة وما عدا هذا فلا علم لنا به بخلاف القطاع العام والمسالخ المعروفة. ومضى مواصلاً: تتعاون الوزارة مع حماية المستهلك في تنظيم إبادات جماعية للحوم الكيري بمراقبة العربات بعد خروجها إلى المراكز ولا يتم هذا عن طريق زيارات مفاجئة إلى المزارع. وواصل: اللحوم الكيري لا تتم تعبئتها في أكياس رسمية – (هنا استنكرتُ هذا الرد وقلت إن الشركات المسجلة لدى الوزارة ولديها مسالخ لا تتعدى ال(12) شركة وشركات الدواجن أكثر من (30) شركة معروفة، إذن أين تنفذ هذه الشركات عملية الذبيح ومن المشرف عليها)؟ فلم أجد إجابة واضحة على هذا السؤال، ورد: هذه ليست إحصائية نهائية للشركات وأنا خريج إعلام ولست بيطرياً..!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.