{ يترقب جميع عشاق الكرة، وتشرئب أعناقهم وهم يتحلقون أمام شاشات التلفزة لمتابعة مباراة اليوم بين المريخ والهلال في الأسبوع الثاني للممتاز.. وسنترقب مع الجميع واحداً من السيناريوهات السابقة لمثل هذه المقابلات والتي لا تخلو من الكر والفر وكل ملامح العك التي هي أبعد ما تكون عن كرة القدم التي تعرفها شعوب العالم من حولنا..!! { اطلعت، لماماً، على الصحف الرياضة أمس.. وهربت منها سريعاً خوفاً من الإصابة بداء الكراهية والفوضى التي سار كل حرف في اتجاه تشجيعها وترسيخها بين (الغلابا) من أبناء شعب السودان الذين انحدرت في دواخلهم المعاني الحقيقية للتنافس الرياضي وكرة القدم ووصل لأسوأ الأشكال..!! { عناونين الإصدارات، الحمراء والزرقاء، حملت التأكيد على أن الأحمر فائز والأزرق أيضاً فائز.. ورمى كل جانب باللائمة على الحكام، حتى قبل أن تبدأ المباراة، وتوعدوا بعضهم البعض بالويل والثبور وعظائم المصائب لدرجة الفجور..!! { الإصدارات الحمراء اتهمت الهلال بالتهرب من القمة بطلب التأجيل.. وذات الاتهام وجهته الصحف الزرقاء للقبيلة الحمراء.. في إشارة عميقة أكدت أن كل طرف يمارس الخوف من الطرف الآخر ،مع العلم بأنها كرة قدم يا عالم.. كرة قدم..!! { والمثل الذي يقول: جات تتكحل (طبزت) عينها.. جات تتصور طلعت (شينة) انطبق على العديد من الإصدارات التي ومن هول الخوف وسيطرته على المسؤولين عن قيادتها التحريرية ما عادوا يدركون أو يعون ما يكتبون..!! { تحول لاعب مثل سيف مساوي إلى بطل.. يفتخر المريخاب بغيابه عن المباراة المقامة اليوم، وبالمقابل صار فقداً مهماً ربما ينسب إليه الهلالاب سبب الخسارة إذا ما حدثت.. مع العلم أن مساوي ما هو إلاّ فرد في فريق تضم قائمته 28 لاعباً..!! { ذهب البعض لأبعد من التشكيك في الحكام، وسرحوا بخيالهم المريض، كلٌ يؤكد من جانبه أن إمكانيات فريقه تؤهله لإلغاء الفريق الآخر، وإنزال هزيمة ساحقة.. ونسوا، وهم يكتبون بذلك الأسلوب، أنها كرة قدم.. كما أنها مباراة بين المريخ والهلال، حيث تغيب التوقعات نسبة لتقارب المستوى، في السوء، بين الفريقين..!! { الكراهية والفوضى التي تحدثت بها الإصدارات الحمراء والزرقاء أمس ستتواصل اليوم، وتكون الصفحات قابلة للمزيد من عبارات البغض والتشجيع على الفوضى، والسير في اتجاه سكة الانفلات والتعصب.. { ستتحول الخرطوم اليوم، وابتداءً من الثامنة مساء وحتى العاشرة والنصف، إلى مدينة صامتة.. وللأسف فإن الشكل الذي ستأتي عليه المباراة لا ولن يخرج عن سابقاتها في كل الأشياء السلبية.. وافتقار أبجديات الكرة.. ولن نستبعد المزيد من السقوط للاعبين والإداريين والمدربين، خاصة وأن الفهم بين أفراد كل تلك الفئات عن مثل هذه اللقاءات لا يتعدى أنها مباريات لممارسة الحقد والكراهية والفوضى.. { وعلى الرغم من أن المعطيات لا تبشر بشيء إيجابي إلاّ أننا نتمنى ونتطلع لمتابعة مباراة رفيعة المستوى.. ينصرف خلالها لاعبو الفريقين للكرة بعيداً عن الشحن والتفلت والخروج عن إطار الخلق الرياضي القويم. { من عجائب التعليق على الدوري الممتاز لهذا الموسم ما قاله المعلق على مباراة الخرطوم وجزيرة الفيل مدني في الأسبوع الأول عن النجم عبدالحميد السعودي.. فقال من بين ما قال: طبعاً عبدالحميد لاعب المريخ (الماضي)..!! { وفي مباراة الأمل وهلال الساحل بعطبرة علمنا، بواسطة المعلق، أن المسطبة العجيبة، التي توجد في استاد بورتسودان، قد انتقلت إلى استاد عطبرة.. كما أن جمهور الأمل يمارس (النشوة والانتشاء على المدرجات التي هي على غير العادة فارغة)..!! { التعليق على المباريات أصبح ينافس فرق الكوميديا في بلادي..!!