تسارعت خطى المجتمع الدولي لتضييق الخناق على نظام الرئيس الليبي معمر القذافي بتنفيذ ضربة جوية ضد الزعيم المتحصن منذ أكثر من (40) عاماً في منطقة باب العزيزية بالعاصمة طرابلس، بعد قرار مجلس الأمن الدولي صباح أمس (الجمعة) بمنح تفويض أوسع من فرض حظر جوي من أجل حماية المدنيين. وأعلنت واشنطن عزمها صراحة على إسقاط نظام القذافي بعد أن تلقت ضوءاً أخضر من جامعة الدول العربية والقوى الغربية لتقود المنظومات العسكرية المشاركة في تنفيذ القرار الأممي. وفي السياق حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس، القذافي من أنه سيواجه عواقب قد تشمل تحركاً عسكرياً إذا لم يلتزم بمطالب الأممالمتحدة بوقف إطلاق النار. وأضاف أوباما في كلمة بالقاعة الشرقية في البيت الأبيض: «كل الهجمات على المدنيين يجب أن تتوقف». وقال الجيش الأمريكي أمس (الجمعة) إن الولاياتالمتحدة ستنشر سفناً برمائية إضافية في البحر المتوسط في إطار خطط إدارة أوباما للرد على العنف في ليبيا. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن الجهود الدولية ضد الزعيم الليبي معمر القذافي تستهدف إسقاطه، لكن التحرك سيكون «خطوة بخطوة»، ويبدأ بوقف العنف ضد المدنيين، وزادت: «سوف نواصل العمل مع شركائنا في المجتمع الدولي للضغط على القذافي كي يرحل ولدعم الآمال المشروعة للشعب الليبي». وفيما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إن الحلف يستكمل خططه لاتخاذ «العمل المناسب» في ما يخص ليبيا؛ قالت كلينتون إن الولاياتالمتحدة وشركاءها سيسعون إلى تأمين الموقف في شرق ليبيا، حيث طلب مركز قيادة المعارضة المسلحة في بنغازي مساعدة المجتمع الدولي. وفي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قال مسؤولون إنهم مستعدون للتحرك لتنفيذ الأوامر بشأن ليبيا، لكنهم رفضوا مناقشة العمليات العسكرية المحتملة. ونقلت رويترز عن مصدر دبلوماسي فرنسي أمس قوله إنه قد يتم إرسال طائرات فرنسية وبريطانية لتحلق فوق ليبيا قبل محادثات تعقد اليوم (السبت) كرسالة سياسية إلى الزعيم الليبي معمر القذافي. من جهتها أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنها ستشارك في القمة التي دعا إليها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم في باريس. وتسعى القمة إلى بحث الأزمة الليبية وتبعات القرار الأممي الذي اتخذ الليلة الماضية، ونص على فرض حظر جوي على الأراضي الليبية وتوجيه ضربة عسكرية إلى القوات الموالية للنظام الليبي. وقالت إنها ستلبي دعوة الرئيس الفرنسي لحضور القمة التي ستشارك فيها شخصيات سياسية كبيرة، على رأسها السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ورئيس الاتحاد الأفريقي جون بينغ ورؤساء حكومات بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال والدنمارك وبلجيكيا.