نظّم نادي القراءة بمؤسسة أروقة للثقاقة والعلوم، في منتداه الراتب بمدينة بحري، جلسة حوار حول كتاب «لم تكن الحرب خياري» للكاتبة إبتسام حمد النيل الجاك، الصادر حديثاً عن دار عزة للنشر في (78) صفحة من القطع المتوسط، تحدث فيها عدد من النقاد، فيما أدار الجلسة الأستاذ عماد الدين بابكر. بداية تحدث الأستاذ الشاعر حاتم الكناني عن شكل الغلاف الخارجي والعناوين الداخلية بشكل عام، و قال: «لا يوجد تجنيس لهذا العمل»، وأضاف أن عنوان الكتاب «لم تكن الحرب خياري» يفصح عن مكنون النص، ومقدمة الكتاب تجهض البحث عن المضمون، وأكد أنه لا مبرر لكتابة المقدمات في الأعمال الأدبية، ويرى أن الراوية أخذت زمناً خطياً في الرواية، وشخصياتها باهتة وذات ملامح غير واضحة، إضافة إلى ضعف الوصف وانعدام الحوار، وخلص إلى القول إن ضعف اللغة في هذه الرواية أجهض كل الرؤى والأفكار بداخلها، وحولها إلى مذكرات طازجة دون أن نطلق عليها رواية. أما الدكتور أحمد الصادق، فأشار إلى أن «لم تكن الحرب خياري» نص غير متناسق، ولا يصمد أمام النقد، وأضاف أنه نص عصي على التجنيس، ووصف هذا الكتاب بأنه مجرد مادة خام تحتاج إلى التشكيل من جديد، ويرى أن التيمة الرئيسية في هذا العمل هي الحرب، وقال «هي واحد من الموضوعات التي دفعت العديد من الكتاب إلى مزالق الكتابة فيها»، وأكد الدكتور أحمد الصادق أن الكاتبة إبتسام حمد النيل تناولت موضوع الحرب بصورة ضعيفة في اللغة والأسلوب، كما أشار الأستاذ حاتم، بالإضافة إلى انعدام الحوار، مشيراً إلى أن الكاتبة استخدمت في روايتها ضمير الأنا، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة على النص، وقال إن هذا التناول شائع أكثر في كتابة القصة القصيرة وليس الرواية. وفي مداخلات الحضور أشار الأستاذ عز الدين ميرغني إلى أن الكتابة هي كتابة مدرسة واقعية تسجيلية، وقال إن عدم كتابة اسم «رواية» على صدر الغلاف هو من الأخطاء الكبيرة جداً، ونفى الأستاذ عز الدين ميرغني أن تكون الكاتبة قد عاشت بالجنوب، بالرغم من تناولها لموضوع الحرب، مشيراً إلى ضعف وصف المكان واللغة، ويرى أن كثرة الفصول في هذه الرواية أضرت كثيراً بها، لانقطاع حبل السرد. وأكد أن الرواية «لم تكن الحرب خياري» تخلو تماماً من منطق السرد، طارحاً في هذا الصدد عدداً من الأسئلة حول تحولات البطل، ووصفها بأنها غير منطقية وغير مبررة. وذكر الأستاذ محمد سليمان دخيل الله أن الكتاب فيه ملمح لكتابة القصة والرواية، للارتباط بخط درامي واحد من البداية حتى النهاية، وأضاف أن العلاقة بين الشخصيات لم تكن متجذرة، ويرى أنه بغض النظر عن ضعف الرواية إلا أن الكاتبة أسهمت في إضافة جديدة إلى المكتبة السودانية. فيما قال الأستاذ صديق الحلو إن الكاتبة لم تصنف منتوجها، هل هو «رواية» أم «مذكرات سيرة ذاتية»، وأشار إلى أن الأحداث تسير بوتيرة واحدة، وكذلك الشخصيات تنمو دون أن تختل ملامحها، أما اللغة فقال إنها وظفت لتجاري الحكي، مما خدم بنية السرد. وخلص الأستاذ صديق الحلو إلى القول إن الكتاب «لم تكن الحرب خياري» هو أقرب إلى كتابة التقارير اليومية. أما المحتفى بها؛ الكاتبة إبتسام حمد النيل، فقالت إنها تحس بأنها قد دخلت التاريخ، لأن هناك مجموعة من النقاد تناولوا عملها بالنقد والتحليل، وأضافت أنها في حاجة إلى هذا النقد، واعترفت الكاتبة بأن لديها مشكلة لغوية؛ إملائية ونحوية، ولكنها قالت إنها قادرة على الكتابة الإبداعية، ولا تتقيد بأي قوانين ومعايير في كتابة الرواية، بل تفضل أن يكون لها أسلوبها الخاص وطريقتها المختلفة. وعن رؤيتها لانعدام الحوار، قالت الكاتبة: «ظني أن البطل هو الذي يخلق الحوار وهو الذي يحاور نفسه»، مشيرة إلى أنها لا تبحث عن القواعد التي يكتب بها الآخرون الرواية.