دحضت الحكومة بشدة تقارير أجهزة الإعلام الإسرائلية التي قالت إن الغارة الجوية على السودان استهدفت خليفة القيادي الفلسطيني في حركة حماس محمود المبحوح. وقالت وزارة الخارجية إن عملية العدوان الإسرائيلي لم تستهدف الفلسطيني عبد اللطيف الأشقر، في حين بدأت الأجهزة الأمنية بولاية البحر الأحمر في إزالة الغموض عن الحادث عبر شريحة الموبايل التي كان يستخدمها أحد ضحايا العملية، حيث تعرفت السلطات على آخر مكالمة أجراها الضحية مع أحد الأشخاص الذي يشتبه في أن يكون من العملاء الذين ساعدوا طاقم الطائرة في ضبط حركة المجني عليهما على الطريق الرئيسي بين بورتسودانالخرطوم، وحددت شخصاً بعينه على علاقة بعيسى حامد هداب أحد اللذين كانا في السيارة «السوناتا»، وقالت مصادر ل «الأهرام اليوم» إن أحد الضحيتين من تجار الأسلحة المعروفين ويواجه اتهامات قيدت في مواجهته في يوليو 2007م لدى شرطة المنطقة تتعلق بالاتجار بالأسلحة، حيث ضبطت مكافحة التهريب عربة تخصه تحمل كميات من الأسلحة والمفرقعات والذخائر، بينما أكد المكتب الصحفي للشرطة أمس أن الضحيتين هما عيسى حامد محمد هداب من قبيلة الأتمن فرع العلياب ويقيم بمنطقة أريبا وأحمد جبريل حسن عيسى من قبيلة العبابدة ويقيم بحي المطار، وأن العربة التي كانا يستقلانها تم شراؤها من مواطن بولاية الخرطوم. وكشفت الحكومة أمس عن شروعها في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقديم شكوى رسمية ضد إسرائيل أمام مجلس الأمن. وجدّد المتحدث الرسمي لوزراة الخارجية خالد موسى اتهام الخرطوم لتل أبيب بارتكاب العملية، ووصف ما قامت به إسرائيل بالعدوان ويعكس سلوكها السياسي، ودمغها بممارسة إرهاب الدول، وعدّه خرقاً ومخالفة شنيعة لأعراف ومبادئ القانون الدولي، ونوّه إلى أن عملية القصف الجوي على السيارة محاولة يائسة من إسرائيل لتشويه صورة السودان وربطه بالإرهاب والأنشطة غير المشروعة لتعويق التفاهمات التي تمت مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ونبّه موسى إلى أن تمادي إسرائيل في سلوكها العدواني يُعرِّض الأمن الإقليمي للفوضى والخطر، وطالب مجلس الأمن والمجتمع الدولي بالقيام بواجباته واتخاذ الإجراءات الضرورية لكف العدوان الإسرائيلي ضد الدول والمواطنين العُزل. وفي الأثناء أماطت الحكومة اللثام عن هوية الشخصين اللذين تم اغتيالهما في بورتسودان وكشفت التحريات التي أجرتها السلطات والجهات الرسمية أن الشخصين أحدهما يُدعى «عيسى حامد هداب» من مواطني مدينة بورتسودان ينتمي إلى قبيلة «الأمرأر»، والآخر يُدعى أحمد جبريل حسن. من جهتها نفت حركة المقاومة الإسلامية حماس أمس «الخميس»، تقارير إخبارية تحدثت عن مقتل أحد قادتها العسكريين في غارة جوية استهدفته في السودان قبل يومين. وأكد القيادي في الحركة إسماعيل الأشقر لمواقع إليكترونية قريبة من «حماس»، نجاة القيادي في كتائب «القسام» الجناح العسكري للحركة عبد اللطيف الأشقر من الغارة الإسرائيلية. وقال الأشقر وهو عم القيادي المستهدف إن ابن شقيقه كان المستهدف الرئيسي من الغارة الإسرائيلية بجوار مطار مدينة بورتسودان، لكن الله عماهم على حد وصفه.