رغم أن الحكومة السودانية قد كشفت امس عن هوية ضحايا الاعتداء الاسرائيلي على سيارة فى بورتسودان ، فان ملابسات العملية لازال يلفها الغموض،وبينما ينتظر الرأى العام السوداني الكشف عن تفاصيل جديدة عن الاعتداء الغاشم،اعترفت اسرائيل للمرة الاولى بمسؤوليتها عن العملية،وجاء ذلك على لسان ضابط مخابرات اسرائيلي قال لمجلة «تايمز» الأمريكية، إن إسرائيل هي التي شنت الهجوم الذي وصف بالغامض في السودان. ونقلت الصحيفة عنه قوله إنها ليست المرة الأولى، وذلك في إشارة إلى الهجمات التي نفذتها بالسابق.ويأتي ذلك بالتزامن مع ما كشفته دوائر اسرائيلية بان إستهداف الضحايا تم بواسطة طائرة بدون طيار، من نوع شوفال التي باستطاعتها الوصول إلى مسافة تقارب أربعة آلاف كيلومتر دون التزود بالوقود، وتبلغ حمولتها الصاروخية نحو طن.وقالت الدوائر الاسرائيلية ان من استهدفتهم العملية بالاغتيال هم مسؤول التسليح فى حماس عبد اللطيف الاشقر وضابط اتصال ايراني يعمل فى تنسيق العمليات مع الحركة. لكن الحكومة السودانية جابهت هذه الادعاءات بالتكذيب والنفي ،وخرجت وزارة الخارجية مرة أخرى أمس وعبر المتحدث الرسمي بإسمها لتنفي تلك الإدعاءات حيث نفى خالد موسى « بأن يكون أحد المستهدفين من عملية العدوان الجوي على بورتسودان هو عضو حركة حماس عبداللطيف الأشقر. وزاد بأنه لا يوجد أي عنصر أجنبي في السيارة المستهدفة . ولكي تبرهن الحكومة على صحة ما اعلنته فقد كشف موسى النقاب عن هوية المواطنين السودانيين اللذين تم اغتيالهما بواسطة إسرائيل ، وأعلن عن هويتهما وهما عيسى أحمد هداب من قبيلة الأمرأر وسائقه الشخصي أحمد جبريل . وأضاف « التحريات التي أجرتها السلطات الرسمية كشفت أن السيارة المستهدفة كانت مملوكة لمواطن سوداني قبل انتقال ملكيتها الى عيسى أحمد هداب . الا ان الحكومة لم تفصح عن وجود صلة لضحايا الغارة بعمليات التهريب الدولية للسلاح،بخاصة وان التقديرات الاولية لاسباب الاعتداء ذهبت الى تورط الضحايا بعمليات تهريب محتملة. وكانت مصادر فلسطينية قد اشارت الى احتمال تصفية المدعو عبد اللطيف اشقر، الذي خلف قيادي آخر اغتيل فى دبي هو محمود المبحوح ، في الغارة التي نفذت بالثلاثاء على سيارة بورتسودان، الا ان قريباً للرجل نفى ذلك تماما، واكد ان الاشقر بخير ويتواجد الآن خارج الاراضي الفلسطينية .ونفى النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني في غزة اسماعيل الأشقر الانباء التي تحدثت عن إصابة واستهداف ابن اخيه عبد اللطيف الأشقر في قصف سيارة بورتسودان من قبل طائرات اسرائيلية. وأكد الأشقر بحسب موقع «الرسالة نت»المقرب من حماس أن ابنهم عبد اللطيف بخير ولم يصب بأذى، وأن الانباء التي تحدثت عن إصابته لا أساس لها من الصحة. والى ذلك نفى ايضا نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق في تصريحات لوكالة سما الفلسطينية ان يكون ضحايا واقعة بورتسودان فاسطينيين،اوان تكون لهما علاقة بحركة حماس. كما نقلت الوكالة عن مصادر ايرانية في دمشق ان الشهيدين لا علاقة لهما بايران كذلك. وتأكيدات المصادر الفلسطينية بان الاشقر مازال حيا ويتواجد فى دولة عربية، قد يدعم ما نقلته مصادر فى الخرطوم للصحافة امس الاول بان الغارة الاسرائيلية قد تكون اخطأت هدفها. ولكن لم تفصح هذه المصادر عن طبيعة الاهداف التى يمكن ان تدفع باسرائيل للمغامرة باختراق المجال الجوي السوداني، الا ان تصريحات وزير الخارجية السوداني علي كرتي امس الاول للصحفيين حملت معها تكهنات بوجود ما يثير اهتمام اسرائيل واجهزة امنها فى البلاد ، اذ وصف كرتي العملية بانها» مخطط اسرائيلي يستهدف عصافير كثيرة»، وحديث وزير الخارجية السوداني يتفق مع ما نقله موقع اسرائيلي بان إسرائيل نفذت الغارة في بورتسودان بعد حصولها على معلومات قيمة من مهندس فلسطيني، نجحت فى اختطافه في منتصف فبراير الماضي من اوكرانيا ونقلته الى اسرائيل . ويثير الحضور المكثف للقيادات الفلسطينية والاسلامية فى المشهد السوداني، اهتمام اجهزة مخابرات عديدة من بينها بطبيعة الحال الموساد . وحظيت زيارة العقل المفكر لحماس خالد مشعل الاخيرة الى الخرطوم، باهتمام بالغ من اجهزة الاعلام الاسرائيلية، .غير ان كرتي يقول ان اسرائيل تريد ان تسرب للمجتمع الدولي ان السودان يدعم حركات مصنفة عند الآخرين بانها ارهابية،وهو ما سيفسد حال نجاحه حسب كرتي فرص رفع اسم السودان من القائمة الامريكية للدول الراعية للارهاب. وافضت تداعيات الحادثة الى ان يوجه مجلس الوزراء السوداني بمراجعة اجراءات التأمين الجوي وتطويقها بما يكفل تأمين الأراضي السودانية. وشدد المجلس على ضرورة إكمال عمليات التحري بكل ماتقتضيه من إجراءات داخلية وخارجية،و ملاحقة المعتدين وفقاً للقوانين الدولية والوطنية . وأكد المجلس في جلسة برئاسة نائب الرئيس علي عثمان محمد طه، عقب إستماعه لتقرير من وزيري الدفاع والداخلية ، أن مثل تلك الإعتداءات لن تثني السودان حكومةً وشعباً، عن الوقوف مع كافة القضايا العادلة عربياً وأفريقياً ودولياً واكدت أن السودان يحتفظ بحقة الكامل في الرد .