يشكو الثوار الليبيون كثيراً هذه الأيام مما يعتبرونه تقصيراً من منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي تولّت قيادة العمليات العسكرية في ليبيا تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الذي يستهدف أساساً حماية المدنيين الليبيين. وليس الثوار وحدهم الذين يجأرون بالشكوى وإنما تشاطرهم فرنسا. وذهب الثوار الليبيون إلى ما هو أكثر من الشكوى فقد أعلنوا أن منظمة حلف شمال الأطلسي فشلت في مهمتها، وقالوا إن طائرات الحلف لا تفعل شيئاً بينما قصفت قوات القذافي مصراته لمدة أربعين يوماً. وقال عبدالفتاح يونس قائد قوات الثوار إنه بسبب تقصير قوات الحلف فإن الناس في مصراته يموتون وإذا ما استمر تقاعُس حلف شمال الأطلسي أسبوعاً آخر فإنه لن يبقى شيء ولا أحد .. إن الحلف لم يفعل شيئاً. وكانت منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) تولّت قيادة العمليات العسكرية في ليبيا قبل أسبوع، وواضح أن أداءها لم يكن مُقنعاً سواء بالنسبة للثوار الليبيين الراغبين في إزاحة نظام العقيد معمر القذافي أم لفرنسا التي يُقال إنها لمّحت إلى إمكان استخدامها للقوة لفتح ممر يسمح بتوصيل المساعدات الإنسانية من بنغازي معقل الثوار إلى مصراته المحاصرة. وقال وزير الدفاع الفرنسي إننا نريد أن نتأكد ونؤكد وصول المساعدات من بنغازي إلى مصراته وغيرها وأن قوات القذافي لن تستطيع أن تمنع ذلك أنه ليس مخوّلاً لها أن تستخدم القوات البرية في الصراع الدائر في ليبيا. ورغم ما يُعانيه الثوار الليبيون وما يتكبدونه من خسائر فادحة في الممتلكات والأرواح جراء المعارك العسكرية غير المتكافئة التي يخوضونها ضد قوات العقيد معمر القذافي، إلا أن استدعاء قوات برية من منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى ليبيا لحسم الصراع الدائر فيها أمر محفوف بالمخاطر. وإن تحققت للثوار مكاسب من هذا التدخل فإن نتائجها السلبية ستكون أكثر من أن تحصى. وقد يمضي زمن طويل قبل أن تتمكن ليبيا من إزالة آثار هذا التدخل. ولاحل تؤمَن عواقبه! سوى الحل العربي رغم أنه يبدو مستحيلاً، فمصر مشغولة بترتيب أمورها بعد إقصاء الرئيس مبارك .. والعراق محتل، وسوريا تعيش احتجاجاتها ومطالباتها بالإصلاح السياسي .. بل بالتغيير. وبقية الدول المفتاحية في العالم العربي ترصد! وتراقب ما يجري في الساحة العربية وما يختمر في داخلها؟!