كشف الطبيب الشرعي عن آثار اغتصاب قديم وحديث وحروق قاسية وجدها عند تشريحه لجثة الطفلة (رماح محمد عبد الواحد) ذات الست سنوات، التي تغطي الحروق حوالي (72%) من مساحة جسدها نتيجة للتعذيب الشديد القاسي الذي تعرضت له على يد المتهمين وأحدهما خالتها؛ التي تقيم معها بالمنزل. وكشف مدير مشرحة أم درمان، الدكتور جمال يوسف، عند مثوله للأدلاء بإفاداته أمام المحكمة الجنائية العامة بدار السلام برئاسة مولانا سليمان خالد موسى، بأنه يمارس الطب الشرعي منذ (9) سنوات، وسبب وفاة الطفلة المجني عليها هو الهبوط الحاد بالدورة الدموية والصدمة المؤلمة بسبب الحرائق المتعددة والاغتصاب حسب تشريحه للجثة وتحريره للتقرير المودع كمستند اتهام، وفي توصيفه للجثة والآثار التي وجدها بأنها لطفلة قمحية اللون شعرها أسود شاحبة، وعند فحصها والكشف عليها وجد آثار لجروح ملتئمة بمعنى أنها قديمة بمنطقة الجبهة والوجه، بالإضافة إلى آثار خدوش أظافر حديثة بالخدود والعنق وأخرى بالعضد وحروق وتغطي سائر جسد المجني عليها من الدرجة الثالثة والرابعة والخامسة بالأيدي والفخذين والساقين، بالإضافة لآثار اعتداء جنسي حديث وقديم وعليه تم التوصل إلى أن سبب الوفاة هو الهبوط الحاد بالدورة الدموية والصدمة المؤلمة بسبب الحرائق المتعددة والاغتصاب، وأكد الطبيب الشرعي بأن جميع الحروق على الجثة حديثة ما عدا الملتئمة، وعن حداثة وقدم وقوع الاغتصاب أفاد بأنه قديم وأنه تكرر وأنهم أرسلوا عينة أخذوها للمجني عليها للمختبرات الجنائية وجاءت النتيجة تفيد بعدم وجود أي سائل بالعينة. وعرف الصدمة المؤلمة بأنها تعني التعذيب وهي الموت من شدة الألم والقسوة في التعذيب لأن الحروق من الدرجة الثالثة والرابعة والخامسة تحدث ألماً شديداً، مؤكداً بأنهم شرحوا الجثة في نفس يوم وصولها إلى المشرحة عند الساعة الرابعة عصراً. وعند مناقشته بوساطة ممثلي الدفاع عن المتهمين الأستاذة أسماء عبد اللطيف والأستاذ حسن الطاهر، أضاف الطبيب الشرعي، بأنه وجد آثار عنف على جثة الطفلة المجني عليها تمثلت في الخدوش الحديثة بالأظافر الموجودة بالعنق والخدود، كما أن الاعتداء القديم الذي تمت إعادته حديثاً يعتبر عنفاً كاملاً ويمكن للطب الشرعي أن يثبت واقعة الاغتصاب حتى ولو مضى عليها (40) يوماً، كما أن السحجات والخدوش الموجودة على الجثة حديثة، وعن سبب الحروق بالجثة أفاد بأنها تعادل نسبة (72%) من مساحة الجسم وهي الحروق الحديثة فقط، حيث لم يتم تقدير الحروق القديمة الملتئمة التي تعرضت لها (رماح) وحسب تقرير التشريح فإنه لا يوجد أي حريق في منطقة الحوض. وأضاف الطبيب الشرعي بأن الجثة كانت شاحبة ولا توجد بها دماء، وحسب تقرير الأدلة الجنائية فإنه لا توجد أي سوائل في العينة المأخوذة من المجني، والثابت أنهم وجدوا اعتداء حديثاً وقع على المجني عليها (رماح). وعليه حددت المحكمة جلسة لاستجواب المتهمين.