{ بعض أفضل الأصدقاء والصديقات، الذين يرون بداخلي شيئاً يحاولون فيه معي أن يكون جيداً، وربما ليكون حسناً، فيقومون بإرسال رسائل أقل ما توصف به أنها مغذية للروح والجسد، رغم ارتباطها بالجمعة فقط كيوم مفضل وخاص، إلا أنها تبقى لي طوال الأيام مقهى يومياً أزوره لتناول قهوة وشاي الروح حتى لا تروح في زحمة الحياة وأضيعني في دوامات الآخرين.. هذي سبع من رسائلي للحياة بعدد الأسبوع، أترون فيها شيئاً جيداً لكم؟ { رسالة اولى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) صدق الله العظيم. جرب العمل بهذه الآية ولاحظ الفرق، فإذا أساء إليك شخص بكلمة فلا تردها فتصبح عشراً. لما عفوت ولم أحقد على أحد أرحت نفسي من هم العداوات وإني أحيي عدوي عند رؤيته لأدفع عني الشر بالتحيات وأظهر البشر للإنسان أبغضه كما أن حشي قلبي مودات { الرسالة الثانية: أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله ويخصب عندي والزمان جديب وما الخصب للضيف أن تكثر القرى لكنما وجه الكريم خصيب (هذا كرم المخلوق للمخلوق، فما بالكم كيف يكون كرم الخالق للمخلوق)؟ { الرسالة الثالثة: لا تجزع من الشدة فإنها تقوي قلبك وتذيقك طعم العافية وتشد أزرك وترفع شأنك وتظهر صبرك.. لا تيأسوا من روح الله ولا تقنطوا من رحمته ولا تنسوا عونه فإن المعونة على قدر المؤونة.. و: دع المقادير تجري على أعنتها ولا تنامن إلا خالي البال ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال { الرسالة الرابعة: قال الفضل بن عياض رحمه الله (إذا قيل لك هل تخاف الله فاسكت. فإنك إن قلت: لا، كفرت، وإن قلت: نعم، كذبت! فالخوف من الله يحبس النفس عن المعاصي ويقيدها بالطاعات).. إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهبا ولجّ عتوّا في قبيح اكتسابه فكله إلى صرف الليالي فإنها ستدعو له ما لم يكن في حسابه فكم رأينا ظالماً متمرداً يرى النجم تيهاً تحت ظل ركابه فعمّا قليل وهو في غفلاته أناخت صروف الحادثات ببابه فجوزي بالأمر الذي كان فاعلاً وصب عليه الله صوت عذابه. (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى). { الرسالة الخامسة: عن سليمان بن صرد قال: )كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم، ورجلان يستبان فأحدهما أحمرّ وجهه وانتفخت أوداجه فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم تذهب عنه ما يجد). الغضب نفخة من نفخات الشيطان ليسيطر به على صاحبه فيفقده اتزانه ليقول ويفعل ما يوبقه في دينه ودنياه.. تمالكوا اعصابكم وقولوا سلاما. { الرسالة السادسة: في غمرة الدعوات الصاعدة اليوم إلى العرش أدعو (اللّهم اجعل نطقنا ذكراً وصمتنا فكراً ولا تجعلنا ممن أطال الأمل وأساء العمل. ولا تحرمنا بقلة شكرنا، ولا تردنا بقلة صبرنا، ولا تطردنا بكثرة غفلتنا واجعلنا يا رب ممن سمع القرآن فدنا، وسمع الحكمة فوعى، واتبع الصراط فنجا، فإنا لرحمتك من الراجين ولكتابك من القارئين ولفرائضك من المؤدين ولك من الداعين ولقسوة قلوبنا من الواجلين. (اللّهم آنس فؤاد من يعزّ علي بذكرك، وعافهم واعف عنهم بفضلك، اللّهم كن لهم حبيباً ولدعائهم مجيباً واجعل لهم وإيانا من رحمتك نصيباً يا أرحم الراحمين). ونتبع خطى موسى عليه السلام بدعائه لهارون أخيه (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ). { الرسالة السابعة: جاء في حديث قدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن الشيطان قال وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم. فقال الرب (وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني). فبحق جلال وجهه وعظيم سلطانه أن يغفر لي ولكم ولسائر المسلمين.. وأن يجعل عملنا متقنا ودعاءنا مقبولاً.. جمعة مباركة .