الخرطوم - طلال إسماعيل/ تصوير - علم الهدى حامد اعترفت أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية بفشلها في التنبؤ بقيام الانتفاضات الشعبية شمال القارة، مما أدى إلى الإطاحة بالرئيسين التونسي زين العابدين بن علي، والمصري محمد حسني مبارك، وتدخل قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) لإجبار الرئيس الليبي معمر القذافي على التنحي. وكشف الأمين التنفيذي للجنة الأمن والمخابرات الأفريقية (السيسا)، إسحاق مويو، في مؤتمر صحفي أمس (الجمعة) بقاعة الصداقة، عن خطأ وفشل استخباراتي في تقييم حجم الأخطار في شمال أفريقيا، ووصف تطوراتها بالمفاجئة للجميع، ودعا إلى الإقرار بالفشل وعدم مقدرة أي أحد على أن يتنبأ بما حدث. وتشهد قاعة الصداقة اجتماعاً منذ اليوم السبت (للسيسا) ويخاطب الرئيس عمر البشير في العاشرة من صباح الاثنين القادم الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثامن لمديري الأمن والمخابرات بأفريقيا، الذي يناقش التطورات في القارة ومكافحة الإرهاب وقضية دارفور، وتقارير عن (5) أقاليم أفريقية بالواقع الحالي والمسائل الإدارية (للسيسا)، ويختتم المؤتمر أعماله بخطاب لنائب الرئيس علي عثمان ومؤتمر صحفي مساء الثلاثاء المقبل. وأشار إسحاق إلى أن المؤتمر سيخضع الانتفاضات للتحليل والتأمل الأمني، وإرسال رسائل تحذيرية وإنذار مبكر للاتحاد الأفريقي لمنع الصراعات والنزاعات وحلها بعد تقديم المعلومات إليه. وقال: «كانت قضية مياه النيل تشكل تهديداً للقارة الأفريقية عند تأسيس (السيسا) ولكنها اختلفت قليلاً عما كانت عليه الآن، وسنتطرق إليها إذا وصلت إلى درجة عالية من الخطورة، وحالياً تتعامل الآليات الدبلوماسية مع ملف مياه النيل». من جانبه قال رئيس اللجنة العليا لاجتماعات (السيسا)، اللواء حنفي عبدالله- أحد قيادات المخابرات السودانية - إن المؤتمر لم يخصص كل جلساته لتناول تأثير الانتفاضات الشعبية في القارة الأفريقية، ولكنها إحدى النقاط التي ستطرح في المؤتمر، وإن توصيات ودروس وعبر المؤتمر ستقدم للقيادات للاستفادة منها، ووصف وضع أفريقيا بالمستقر وقال إن لكل دولة ظروفها الخاصة بها. وأشار حنفي إلى مشاركة (43) دولة في المؤتمر واعتذار (7) دول أخرى ومشاركة مصر بمستوى قيادي يغيب عنه مدير عام المخابرات المصرية لظروف خاصة به. وكشف عن لقاءات جانبية لقيادات المخابرات بخلاف جلسات المؤتمر لمناقشة قضايا أمنية.