اعترفت أجهزة الأمن والمخابرات الافريقية ال»سيسا» بوجود أخطاء استخباراتية لفشلها في توقع الثورات والانتفاضات الشعبية في شمال افريقيا، وقالت انها تفاجأت بمجريات الاحداث في تونس ومصر وليبيا. وأقر الأمين التنفيذي لمؤتمر السيسا، اسحق مويو، في مؤتمر صحفي بالخرطوم امس، بان الانتفاضات الشعبية ببلدان شمال افريقيا كانت مفاجأة للسيسا، وزاد «يجب ان نقر بوجود خطأ استخباري في تقدير حجم الاخطار» ، وتابع «منطقي الى حد كبير اننا فشلنا في ترتيب بيتنا في ما يتعلق بالوضع ويجب ألا نلقي اللوم على الآخرين». واعلن مويو ،ان مؤتمر السيسا الذي سينطلق اليوم بمشاركة 43 دولة افريقية تحت شعار «نحو دور فاعل للسيسا في السلم والأمن الافريقي» ، تأتي فعالياته في وقت تمر فيه القارة الافريقية بتحولات دقيقة من خلال انتفاضات شمال افريقيا. وقال الأمين التنفيذي ، ان مؤتمر السيسا يتطلع الى تقديم مقترحات من خلال تحليل المعلومات التي ترد اليه، باعتباره مصدر آلية معلوماتية لمفوضية الاتحاد الافريقي لاعتمادها في فض النزاعات . ونفى مويو ان تكون لمنظمة السيسا خطط لتتحول الى حلف عسكري كحلف شمال الاطلسي «الناتو»، قائلا ان الحلف لديه جوانب سياسية وعسكرية، واضاف «لن نتحول الى حلف عسكري ما لم نضطر للقيام بهذا التحول». وأعرب مويو عن قلق السيسا تجاه التوترات في شمال افريقيا والنزاعات الافريقية الاخرى واثرها على استقرار الدول وأمنها وبنيتها التحتية واشار الى ادراك السيسا لخطر الاجندة الاجنبية التي تهدف بعض الدول لتحقيقها من وراء تلك النزاعات. وكشف ان السيسا تعكف الآن على تقديم المعلومات الاستراتيجية والفنية حول الأزمة الليبية التي تساعد في حل القضية. وقال، ان قضية مياه النيل اصبحت في فترة من الفترات مهددة للسلم والأمن الافريقي الا انها الآن تحظى بآليات دبلوماسية قطعت شوطاً كبيرا تجاه حلها. واضاف ان قرار وحدة السودان او انفصاله كان خيارا أصيلا للسودانيين لا ينازعهم فيه أحد، كما ان السيسا لا تنظر للسودان حاضرا او مستقبلا كمهدد للأمن الافريقي. من جهته ، قال رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، مدير المخابرات في جهاز الأمن السوداني اللواء عبدالله حنفي، ان المؤتمر يحظى بمشاركة 43 دولة افريقية واعتبره من أميز المؤتمرات نسبة للمشاركة الواسعة . وكشف عن ترتيبات الحكومة وجهاز الأمن الوطني لدعم استقرار جنوب السودان، واضاف «رغم الجرح العميق جراء الانفصال الا اننا نتطلع الى وحدة في المستقبل وان يكون خيارهم المقبل الاتحاد مع الشمال». واكد حنفي ان الوضع في السودان مستقر وآمن، وقال ان لكل دولة ظروفها التي ادت الى قيام الانتفاضات، مشيرا الى ان الدور الاساسي لاجهزة الأمن المحافظة على أمن المواطنين والبلاد . واوضح ان مصر ستشارك بمستوى رفيع من قادة الاجهزة الأمنية ،وكشف عن اعتذار سبع دول من المشاركة في المؤتمر لظروف خاصة بهم . ويخاطب الرئيس عمر البشير الاثنين المقبل الجلسة الافتتاحية لاعمال المؤتمر الثامن لاجهزة الأمن والمخابرات في افريقيا. ويبدأ المؤتمر أعماله علي مستوى الخبراء اليوم وغداً بقاعة الصداقة ويخاطب نائب الرئيس جلسته الختامية يوم الثلاثاء القادم.