رفضت الحكومة مطالبة مجلس الأمن لها بسحب القوات المسلحة من أبيي، وطالبته بدعم وساطة الاتحاد الأفريقي لحل الأزمة، وجددت تمسكها ببقاء الجيش بأبيي لحين الوصول إلى اتفاق نهائي، وكشف وزير الخارجية؛ علي كرتي، عن مجهودات قادتها الحكومة بمعاونة بعض الأصدقاء أدت إلى إجراء تعديلات على مسودة بيان مجلس الأمن المتصل بالقضية، ورأى أن المسودة كانت مرصعة بالإدانات والتخريف حسب قوله. وقال كرتي في مؤتمر صحفي أمس (السبت) عقب مباحثات مع الوفد المصري الذي يترأسه وزير خارجية مصر؛ نبيل العربي، إن من صاغوا بيان مجلس الأمن يعيشون بعقلية الماضي، لكن السودان نجح في (إزالة كثير من الألغام في البيان) ليخرج بمطالبة الحكومة بالانسحاب من أبيي دون إدانات، منوهاً إلى أن المجلس لم يأت بجديد، وطالبه بدعم وساطة الاتحاد الأفريقي، ووصف الوسيط الأفريقي تامبو أمبيكي (بالنزيه) الذي يراعي مصلحة كل الأطراف، مستشهداً بطرحه لعدة مقترحات وافقت عليها حكومته ورفضتها حكومة الجنوب. يشار إلى أن مجلس الأمن الدولي أدان في بيان مساء أمس الأول (الجمعة) سيطرة القوات المسلحة على أبيي وطالب بانسحابها فوراً، ودعا جميع الأطراف إلى السماح لمنظمات الإغاثة بالوصول إلى المناطق المتضررة من القتال، وعودة النازحين. وأعرب المجلس في بيانه عن قلقه من أن يؤدي ذلك إلى تجدد النزاع بين الشمال والجنوب قبل الإعلان رسمياً عن قيام دولة الجنوب في 9 يوليو المقبل.