تشهد مدينة كادوقلي بجنوب كردفان هدوءاً حذراً، وسمع أمس (الجمعة) دوي إطلاق نار متقطع، في حين نقلت «مرايا إف إم» أن مطار عاصمة الولاية قد تم إغلاقه أمام الملاحة الجوية، ما أجبر إحدى المروحيات التابعة للأمم المتحدة على الهبوط اضطرارياً خارج المطار. وأعلنت الأممالمتحدة (الجمعة) أن ما بين ثلاثين وأربعين ألف شخص فروا من كادوقلي جراء المعارك الجارية بين القوات المسلحة والجيش الشعبي منذ أيام. وقالت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في تصريح صحافي نقلته رويترز إن ما بين (30) إلى (40) ألف شخص فروا من كادوقلي منذ بدء الأحداث. وفي سياقِ ذي صلة، قالت بعثة الأممالمتحدة في السودان إنها ستدعم وجودها على الحدود بين الشمال والجنوب على الخط الحدودي بين ولايتي واراب والوحدة والولايات الشمالية. وأكد المنسق الإقليمي للبعثة في جنوب السودان، ديفيد غريسلي، عقب جولة على عدد من المقاطعات بولايتي الوحدة ووراب، أكد لراديو مرايا أن الغرض من هذا التدعيم هو خلق نظام للإنذار المبكر قبل وقوع أي اشتباكات بتلك المناطق. وطالبت (الحركة) بإيقاف إطلاق النار بجنوب كردفان، ودعت إلى عقد اجتماع عاجل لمؤسسة الرئاسة يضم الرئيس البشير ونائبيه ورئيس الحركة الشعبية بشمال السودان مالك عقار، وإيقاف الحملات الإعلامية باعتبارها ضارة وتصب في إشعال الفتنة وتأجيج الأزمة. وقال القيادي ب(الحركة) محمد المُعتصم حاكم ل(الأهرام اليوم) أمس (الجُمعة) إن (الحركة) لن تعود للحرب، لافتاً إلى أن أحداث جنوب كردفان ستضر بأمن واستقرار الشمال والجنوب، داعياً من سمّاهم الحكماء في المؤتمر الوطني إلى السعي لحلول سلمية للأزمة تحوطاً من التدويل. ووصف مستشار رئيس الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان قمر دلمان الموجود في جوبا أوضاع المواطنين بجنوب كردفان بال(كارثية)، وطالب بمحاكمة والي الولاية أحمد هارون و(10) من منسوبي حزب المؤتمر الوطني واتهمهم بالتورط في أحداث الولاية، وأعلن سيطرة (الحركة) على ثلاث مناطق بالولاية، ووجود القائد عبد العزيز الحلو وكافة مساعديه بالولاية للدفاع عن مكتسبات الاتفاقية وحقوق المواطنين. وأكد أن المنظمات الحقوقية تعمل الآن في إعداد ملف توثيقي لما أسماه الجرائم التي اُرتكبت خلال اليومين الماضيين توطئة لتقديمه إلى المحكمة الدولية، واتهم دلمان قيادات المؤتمر الوطني بالولاية بالتورط في الأزمة، وسخر من أنباء تتحدث عن اعتقال أو إصابة الحلو، وقال إن القائد عبد العزيز الحلو يدير شؤون الولاية، وإن كافة مساعديه موجودون معه بالولاية للدفاع عن مكتسبات الاتفاقية وحقوق كافة القبائل.