{ إحساس مرير ينتابني كلما رأيت مبدعاً من مبدعي بلادي.. فحالهم يغني عن السؤال.. والراصد لهؤلاء المبدعين وهم يعانون شظف العيش والفاقة وذل الحاجة يقول يتألم ويتحسر.. { حزين أنا جداً على حال المبدعين في بلادي وأتساءل باستمرار هل نحن لا نجيد الاحتفاء بأبنائنا المبدعين في كافة المجالات؟ { ولماذا يحتفى بنا الآخرون في نفس الوقت؟! { الغربة مريرة والمناخ الملائم للإبداع يعطي الإنسان المبدع قدرة على التواصل مع جمهوره، وهذا الجمهور يصبح بلا مبدعين حينما تتنصل الدولة عن دورها المنوط في دعم مسيرة أهل الأبداع والمتابع لا يحسب أن المناخ الإبداعي متوفر في ظل الركض المحموم بحثاً عن لقمة العيش وتوفير أبسط المقومات لحياة حرة شريفة. { أسعد وأشعر بالحسرة عندما يبرز المبدع السوداني خارجياً في كافة المجالات مثل الفيتوري، محمد المكي إبراهيم، تحية زروق، نعمات حماد، يوسف الموصلي، سعيد حامد، الصلحي، التاج مكي، الطيب عبدالله، عزمي أحمد خليل، عمار السنوسي، الطيب عبدالماجد، عزالدين عبدالماجد، تماضر شيخ الدين، هبة المهندس، أسامة الشيخ، الزبير نايل، الزبير عثمان الطيب، المعز عمر بخيت، وغيرهم من المبدعين الذين ينتشرون في الفيافي ويوفر لهم كل ما من شأنه أن يجعلهم أكثر قدرة على العطاء. المبدعون هم رسل الجمال وهم الذين يبشرون بقيم الحق والخير والجمال وهم الذين يعكسون ثقافات بلادنا وفنونها وتراثها، فالسودان الآن في ظل المعاناة التي يعيشها المبدع والإعلام المضاد يحتاج للمبدعين ليبشروا بأطروحات التوجه الحضاري، فالمطروح الآن جوهر فكرته ثقافية والعالم الخارجي يريد ثقافتنا والتمازج الاجتماعي في السودان لا يتحقق إلا بالعمل الثقافي والإبداعي فلنلتفت للمبدعين وأن ينزل قانون رعاية المبدعين لأرض الواقع وأن يفسح المجال للإبداع حتى نضع حداً لنزف الهجرة للخارج وهروب المبدعين بحثاً عن حياة كريمة أفضل.