{ أعود اليوم لمعانقة القراء بعد غياب طويل دام شهراً كاملاً في مصر المحروسة (أم الدنيا).. تلك المدينة التي تربطني بها روابط وجدانية عميقة وهي في دواخلي واحات من الضوع.. والضوء.. والجمال! القاهرة هي الذكريات والفن والجمال والحب.. وهي العذراء التي تلوي (...)
ذهبت بخطوات متثاقلة نحو غرفتي الصغيرة التي دفنت فيها كل ملامح طفولتي.. ونصبت فيها ذكرياتي ملاذاً كلما عصفت بي الهموم.. وعلى الجدار تُعلَّق صورة كبيرة مزدانة بإطار موسم بالحزن.. في عينيها ابتسامة لم تُغيِّر ملامحها السنوات.. أحسست بقطرات حرى تنزل من (...)
مسكين أنا
مسكين أبوي.. مسكينة أمي
وبرضو أختي كمان أخوي
لكن.. ورغمك يا شقا.. برضو راكزين زي بلد..
الليل سرح فيها ومشى
وساوم عيونها وحسَّنها
ولا اتبدلت .. لا استسلمت.
هاشم صديق مبدع بقامة وطن، ظل لأكثر من أربعين عاماً يصافح اسمه مسامعنا وهو كاتب شامل (...)
اتجهت الصحافة الفنية بكل ثقلها إلى الرياضة في بادرة غير مسبوقة، تجعلنا نتساءل لماذا يهاجر الكاتب الفني إلى الرياضة؟ هل الوسط الفني أصبح طارداً لهذه الدرجة، أم أن المجال الرياضي أصبح جاذباً وبراقاً؟ وحتى نستطيع الإجابة عن هذا السؤال، نعتقد أن الصحافي (...)
عام آت وآخر أرسل إشارات الوداع
عام رحل بكل أفراحه وأتراحه ومباهجه وتناقضاته.. عام شهد جرحاً غائرا في خاصرة وطننا الحبيب.. وفقد جزء عزيز ألا وهو الجنوب، فما زال ينزف في الحنايا والدواخل. على مستوى الفنون بصفة خاصة عاشت بلادنا الفعاليات والمهرجانات (...)
الفنان الشاب طه سليمان لا يختلف اثنان على موهبته بصوته الطروب وإمكانياته الهائلة فهو يعرف تماماً كيف يحقق النجاح، ولكن تلاحظ أن طموحه الزائد أوقعه في المحظور. فتارة نراه يهدد مستمعيه بالقنابل، وتارة أخرى ب(كاتبني وين عند ياتو شيخ)، وثالثة يغض مضاجع (...)
ها هو العام الرابع ينقضي ولا تزال الجراح ساخنة.. العصافير لم تعد تشدو كسابق عهدها.. الأماسي تتوشح عباءة من اللون الرمادي.. شموس الصباحات باهتة الضياء..والسنابل ما عادت تهمس في آذان الفراشات التي خاصمت كل زهرة ووردة، كل ذلك لأن الرحيل مُفجع.. الغياب (...)
الصراع في الوسط الفني أضحى عنواناً ثابتاً، وما تقدمه الصحف السيارة يعتبر جزءاً بسيطاً مما تطفح به الدواخل.
الفنانون يتنازعون في سبيل أغنية ضاعت ملامحها، والشعراء تآكلت قوافيهم من جراء النزاعات، وفي المسرح وصل الأمر أن تشابكت ممثلتان معروفتان على خلف (...)
{ لبيت دعوة كريمة وصلتني من وزارة الثقافة الاتحادية بمعية الفنانين وليد زاكي الدين وشموس ومحمد حسن حاج خضر، وقد تخلف الفنان محمود عبدالعزيز بعد الموافقة لأسباب غير معلومة، في حين أن فرقته الموسيقية وصلت ضمن البعثة المتوجهة إلى مدينة الجنينة حاضرة (...)
{ نثر علينا آخر زفة بحنجرة مكتظة بالفرح.. يشبه زفة العصافير وهي تزيل غَبَش الصباح .. يُغني فلا يشبهه أحد..أغنياته عامرة بالخضرة والبهاء.. مفرداته موغلة في الأناقة والصفاء.. موسيقاه تصوُّفٌ صادقٌُ في محراب الصدق والجمال.. منذ سنين وهو يملأ الدنيا (...)
الفنان الإنسان أحمد شاويش.. عرفناه مخرجاً مميزاً بإذاعة أم درمان له كل مؤهلات الفنان الشامل فهو يدرك ما يفعل في كل مسيرته الإبداعية يمضي على برنامج لا يعرف الاختلال.
اسمه أحمد عثمان شاويش من مواليد مركز مروي تربى في عطبرة حتي المرحلة الثانوية وقد (...)
{ ما هذا الذي يحدث في وسطنا الفني والصحافي تحديداً في ساحة الغناء؟!
ولماذات تدهورت لغة التخاطب والحوار لهذا الدرك السحيق؟
كيف ولماذا تحوّل بعض الفنانين والفنانات من كائنات رقيقة ووسائط للمحبة والأحاسيس والشعور النبيل إلى أشخاص غلاظ لا يتخيرون اللفظ (...)
{ إن من يحبه الله يعجل به بالرحيل إليه.. لذا رحل عن دنيانا الفنان العندليب الأسمر زيدان إبراهيم الذي لمن لا يعرفه رحل يحمل قلبه بين يديه.. سخريته المعهودة وأدبه الجم وابتسامته التي لا تفارق شفتيه.. زيدان تجربة فنية مختلفة من نوعها.. وكانت أغنياته (...)
{ ها هي الحياة تمضي بعجلة لا تعرف الفتور.. وهاهي الأيام تجري وخلفها العمر يركض ويدور، والناس في كل فلك يسبحون.. هاهي الحياة تمضي والقدر فيها يصفعنا كل يوم وخد العمر أعياه الذبول. والكل غافل بل في الغي يعمهون.. أليس الموت هو هادم اللذات؟ أليس الموت (...)
المبدعون وشعراء بلادي يحترقون مثل شمعات الشتاء.. تذوب عصارة أفكارهم وهم يقدمون الإبداع والجمال والظلال.. وأذكر أن الشاعر الراحل إسماعيل خورشيد كان يجوب أم درمان راجلاً وكان يقطع مساحات التعب وابتسامته العذبة مرسومة على شفتيه، ومات فقيراً مُعْدماً (...)
{ الأقدار المحضة.. والظروف القاهرة هي التي جعلت (الباشكاتب) محمد الأمين (يتألم شوية) تحت ضغط المرض وهواجسه، وسيتوجه قريباً فناننا الكبير إلى عاصمة الضباب (لندن) لإجراء عملية (فتاق) تعرض لها مؤخراً في ذات مكان العملية الجراحية التي أجراها العام (...)
الفنان محمود عبدالعزيز علامة فارقة في مجال الأغنية الشبابية عبر أداء جاد ومتوازن بعمق التطريب والمتعة ولديه (إستايل) خاص يحاول أغلب الفنانين الشباب السير على هداه.
٭ وما يربطني بمحمود ليس علاقة صحافي بفنان إنما هي علاقة منذ نعومة أظافرنا حينما كنا (...)
مازال تلفزيون السودان يواصل التردي والتخبُّط خلال برامج رمضان بصورة تدعو إلى الرثاء من هذا النمط التقليدي الذي يميزه دون سائر جميع تلفزيونات العالم والاعجاب الذي يميزه بعبقريات المسؤولين من الذين توصلوا إلى هذا الحال لايكلفهم إلا الجلوس في مكانهم (...)
الأستاذ عبدالباقي خالد عبيد استميحك عذراً لطرق عمودك المقروء (آراء فنية حرة) وإليك بعض الكلمات المضيئة عن حياة الراحل المقيم (أبو شلة) ..
غادر دنيانا في الأيام الفائتة المطرب المبدع بهاء الدين عبدالرحمن الشهير بأبو شلة.. المعروف أن بهاءالدين من جيل (...)
الأستاذ الإذاعي عوض بابكر من الكفاءات النادرة في مجال البحث والتنقيب والتوثيق واستطاع أن يقدم برامج ناجحة ظلت أصداءها عند الجمهور وفي ذاكرة ووجدان المستمع السوداني.
عوض بابكر عرف بتلقائيته وأسلوبه السهل البسيط برغم غزارة علمه فهو بحر من التراث يجعلك (...)
{ مع اقتراب موعد حلول شهر رمضان المعظّم يبدأ السباق المحموم بين القنوات الفضائية الكل يسعى لإثبات نفسه ويحسب لنا انطلاق بعض القنوات الجديدة إضافة إلى عودة بعض القنوات المتوقفة عن البث للعمل مجدداً ولكن الكم الهائل من القنوات يزيد من حدة المنافسة (...)
الفنان الراحل سيد خليفة تمر ذكراه العاشرة هذه الأيام دون أن تجد الاهتمام بها وبما قدمه للأغنية السودانية.. فهو صاحب موهبة فذّة.. وصوت فطري متوهّج بالجمال والروعة، ويتميز بالنداوة، صوت ريان ممتلئ بالتطريب ينساب اللحن من حنجرته سلساً ولا يكلف نفسه (...)
{ فنان يحرق نفسه على ترانيم أغنياته يأبى أن تنكسر له غابة الأبنوس.. وأن تتشابك عناقيد الباباي.. لأنه يجثو على حافة الوله يبكي زمن العظماء في توجُّس وخوف، جاء وجاءت قبله معالم حزن فكان للأغنية طعم الأناناس ولون اللارنج ورائحة المسك!! هو في ذاته جريح (...)
{ إحساس مرير ينتابني كلما رأيت مبدعاً من مبدعي بلادي.. فحالهم يغني عن السؤال.. والراصد لهؤلاء المبدعين وهم يعانون شظف العيش والفاقة وذل الحاجة يقول يتألم ويتحسر..
{ حزين أنا جداً على حال المبدعين في بلادي وأتساءل باستمرار هل نحن لا نجيد الاحتفاء (...)