الفنانة التشكيلية فاطمة ابنعوف واحدة من المبدعات اللائي يعرفن كيف ترسم الفرشاة موسماً للدهشة والأمنيات.. تغذي فكرتها الجمالية بنضج متوثب رغم أنها في البدايات.. في غاليري (أروقة) ببحري جعلت عنوان معرضها (وجوه متقاطعة) لتؤكد أن فلسفة التعبير تحتاج (لبورتريه) بصري وعقلي في آن واحد.. التقيناها وهي تغمس أدواتها في أحبار الروعة فخرجنا منها بهذه الحصيلة: { من أنت؟ أنا فاطمة ابنعوف أحاول أن أعبر عن ما بدواخلي في خربشات على الورق الأبيض وبالألوان الزينية والاقرليلك. { لاحظنا أنك تعتمدين على الألوان في التعريف بما تعكسه اللوحة؟ نعم أنا أعتمد على الألوان في تحديد الرؤية على انعكاس الضوء والخلفية وأنا أعتمد على الاقرليلك كثيراً لأنها أسهل وأقرب للمشاهد. { التشكيل فيه غموض لا يمكن أن يقرأه المشاهد العادي؟ نحن دائماً ما نحاول أن نقرب الصورة، بحيث يستطيع أن يقرأها ويعرف فحوى الرسالة. { (وجوه متقاطعة) هي فلسفة للرسامين العالميين أمثال تسلفادور دالي.. ماذا تريدين أن تقولي عبر فلسفتك أنت؟ وجوه متقاطعة حاولت أعبر فيها عن الوجوه التي تتغير وتتبدل بين الحين والآخر وهي إسقاط لما يدور بالمجتمع الكبير الذي يضمن الخير والشر والنقاء والزيف.. حاولت أن أعبر بذلك من خلال أشكال تراثية عميقة. { علمت أنك درست تصميم ديكور ما علاقة ذلك بالتشكيل؟ أنا درست بكلية الخرطوم للفنون التطبيقية والتشكيل يضم التصيم الداخلي والنحت والمعمار والمنسوجات وغيرها من الفنون المختلفة.. أنا دراستي كانت بين المعمار والفنون الجميلة ولكنني كنت لا أميل للمعمار باعتباره معروفاً وبعد ذلك رجعت إلى الفنون وهذا لم يكن بعيداً عن دراستي. { الغاليري الأخير الذي كان بأروقة هل هو أول معرض لك؟ هذا المعرض سبقته معارض كثيرة ولكن ميزة هذا المعرض أن هنالك (قاب) كبيراً بين هذا المعرض والمعارض الأخرى.. الفكرة كانت رأي زملائي التشكيليين. { التشكيليون دائماً ما يعانون من عدم وجود منابر لاستعراض فنهم؟ نعم نعاني نحن التشكيليين من عدم وجود صالات نعرض فيها لوحاتنا وأعتقد أن الحكومة لها دور كبير في تلك المشكلة. { ولكن الحكومة.. عملت (إتيليه الشارع) أو التشكيل على النيل؟ نعم هنالك معارض تشكيل مفتوحة تقام كل سبت على النيل ولكنها خلطت ما بين الهواية والاحتراف ولم تحقق المتنفس الحقيقي للتشكيليين. { التشكيل السوداني يتقوقع محلياً فقط؟ اعتقد أن السبب الأساسي هو الإعلام.. وأذكر أن معرضاً يابانياً لرسوم الأطفال يشارك فيه كل فناني العالم ودائماً ما يكون الفائز فناناً تشكيلياً سودانياً وكثير من الزملاء الكبار فازوا بجوائز عالمية مثل علاء الدين الجزولي وسيف اللعوتة ولم تكرمهم الدولة.. وحتى كبارنا أمثال الصلحي وشبرين اشتهرت أعمالهم بعد أن هاجروا خارج السودان. { ما طموحاتك؟ طموحاتي أن أصل إلى الصالات الكبيرة وأسعى جاهدة للوصول إلى العالمية. { إلى أي مدرسة تنتمين؟ أنا لم أتاثر بمدرسة معينة لأن هذه المدارس تجاوزها الزمن.. ولكنني أميل إلى التجريد. { ماذا عن أسرتك؟ هل تشجعك؟ أنا أصلاً من الشمالية وأسرتي ساعدتني كثيراً في توفير الأجواء واستفدت من دعمهم، خصوصاً والدتي وشقيقتي الكبرى التي كانت تهوى التطريز. { لاحظت خلال معرضك أنك تجلبين الأشجار الصغيرة ما السر في ذلك؟ أنا أحب الأشجار وأعتقد أن السودان به مقومات النجاح من التربة والمياه وكما أنني قصدت أن أهب شقيقي المتوفى صدقة جارية مثل الأشجار.