عندما بزغت الشمس من خلال السحب الكثيفة طلعت على هذا الكوكب الصغير الأرض، فإذا هو مغطى بقليل من برك موحلة قدر لها في ما بعد أن تتطور فتتحول إلى المحيطات المترامية الأطراف في مشارف الأرض. هو شمس - شاب نحيل يحمل فكراً وأعباء ضخمة على أكتافه وهموماً وآمالاً وطموحات جيل فريد متفائل، جيل نشط من أنصار التجديد والتغيير ممثل الفكر المستنير عن طريق الطرح القائم على الحوار وتبادل الأفكار، دكتور شمس الدين يونس حاصل على عدة شهادات وكرم من عدة جهات وشهادة الدورة التدريبية العالمية في تقنيات مسرح بريشت، يعمل أستاذاً بكلية الدراما جامعة السودان، نشرت له العديد من الأعمال كما ترجم عدداً منها. عندما تسلم إدارة المسرح القومي جاء بحماس فجمعنا شباباً ورواداً للتفاكر حول عودة المسرح إلى ازدهاره ورونقه وجمهوره الذي طالما غاب عنه. وعودة العروض المسرحية الجيدة، وعروض بمواقف اجتماعية حية نابضة يجسدها فنانون أمام جانب مهم من المجتمع الذي يمثله الجمهور بكل ما يترتب على ذلك من طرح مهم. قام بوضع إستراتيجية وتخطيط لم يكتمل تنفيذه فشتان بين حذق التخطيط وبطولات المعركة الحية التي تضم عدداً من المحساربين بتوحد يحملون السلاح ضد الظلم والحرمان. همه مشاركة المسرحيين في حل قضاياهم حتى لا يقتصر دورهم على تلقي السلبيات والانفعال الذهنيين، وإنما يتجاوز ذلك إلى الانجذاب الفكري للآراء المهمة حتى يتحول هذا الانجذاب إلى انتماء فكري ثم إلى حركة وتنمية. لم شمل المسرحيين بتخصيصه ركن رمزي كدار تضمهم يلتقون فيها يتحابون ويتحاورون ويتواددون. سعى في جلب الدعم من المؤسسات الحاضنة للفعل الثقافي فكانت عدة فعاليات أهمها مهرجان الخرطوم الذي أعاد الجمهور للمسرح. ممثل السودان في الهيئة العربية للمسرح إن المسرح العربي أصبح يعاني من الإشكالات التي أفرزها تدني مستوى حرية الإبداع والتغيير وما تمر به الشعوب العربية من أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية كانت نتيجتها الحتمية ما نشهده الآن من ثورات وانتفاضات بسبب الكبت والقهر والظلم. الهيئة العربية للمسرح تدهور المسرح العربي في العقد الأخير كثيراً فكان لابد من استحضار جديد وإحداث ثورات توازي الثورات السياسية في سبيل إنقاذه للارتقاء بهذا الفن والابتعاد عن الإسفاف وتغييب العقول لكي يحافظ على ملامحه العربية ويتوحد في اللغة، وبعد أن اكتشف المسرح العربي الشرعية الثقافية ظهرت دعوات تنادي بالبحث عن قالب مسرحي يكون نابعاً من صميم التراث العربي قادراً على مخاطبة طبقات الشعب وآداء مضامينها الخاصة، وقد كانت هذه الدعوات في بداية الأمر خافتة الصوت إلا أنها برزت سافرة ومطبقة نظرياً وتطبيقاتها كانت لها القدرة الحلمية القومية والنظرة التأملية الموضوعية، وقد كان على رأس هؤلاء الدعاة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي لاهتمامه بالحركة الفنية والأدبية في العالم العربي ومتابعته لكل جديد منها وإعجابه بالمسرح وتعبيره عن أحاسيس وتجارب شعب الإمارات من خلال الدراما. فكروا في تنفيذ مشروع طموح يأملون من خلاله تحقيق الوحدة العربية، وهو مشروع مسرحي يناقش قضايا المنطقة ويعبر عن هويتها بصدق مع ضرورة أن يبتعد المسرح عن السلبيات حتى يستفيق من غيبوبته. وتكوين الهيئة العربية للمسرح جاء بمبادرة من سمو الشيخ سلطان انطلاقاً من قضية مهمة فرضها واقع المسرح العربي في مهرجان تقيمه الهيئة في العاشر من يناير من كل عام وتعقد كل دورة في عاصمة عربية متزامنة ومتداخلة مع اليوم العالمي للمسرح لعدة أهداف أهمها لم شمل المسرحيين في الوطن العربي، بالإضافة إلى الجهود والاستفادة من تراكم الخبرات المسرحية في البلدان الرائدة في مجال المسرح لتأسيس المسرح العربي وتكوين كوادر وطاقات مبدعة وترسيخ المسرح في المجتمعات الأخرى الحاضنة للثقافة والإبداع، وجعل المسرح في أولى أولويات البلدان العربية في تعبيره عن الحياة وتأسيس التكوين الثقافي والمعرفي للأجيال القادمة. ومن خطته تفعيل التواصل مع التجارب المسرحية العربية وتبادل الخبرات ورصد تطور المسرح العربي لترسيخ المسرح في المجتمعات العربية، وقد وضعت الهيئة في أجندتها بنداً يستلزم التنسيق بين الدوائر المعنية في الوطن العربي بين المؤسسات التعليمية والأكاديمية وبين الإعلام الذي يمكن أن يوظف جيداً لخدمة المسرحيين. يمثل الدكتور شمس الدين السودان في الهيئة العربية للمسرح منذ بداية تأسيسه، وقد كان دوره مهماً في معالجة كثير من قضايا الدراما السودانية في سعيها الدؤوب نحو التجديد ومواكبة الحركة الدرامية العالمية المعاصرة، وفي طرح الأفكار العميقة المستلهمة من البيئة السودانية والتعبير عن أوجاع الشخصية السودانية، فالهيئة إذن تعد محاولة لحل القضايا الدرامية وتحقيق المأمول الذي يتطلب حسم العلاقة بين المسرحيين في السياق العربي مما يجعلها مؤهلة لإنجاز الكثير من خلال ممثلي الدول العربية. يقول دكتور شمس الدين في لقاء له نشر في صحيفة الأيام في الخامس والعشرين من مارس 2011م إنني متفائل أن تكون الشارقة قبلة المسرحيين في كل العالم وعلى المسرح الإماراتي أن يوسع دائرة حواراته الثقافية مع المسارح العربية والأفريقية. ومن خلال عضويته في الهيئة حقق عدة إنجازات منها تنظيم اجتماع مع الهيئة ممثلاً في عضوي أمانة الشؤون الاجتماعية والعلاقات الخارجية لاتحاد الدراميين ودعم مهرجان الخرطوم المسرحي ومشاركات عدد من الكتاب والنقاد في عدة ملتقيات كمهرجان المسرح في القاهرة ولبنان، ونشر عدد من الإصدارات لشباب سودانيين وعقد اتفاقية مع كلية الدراما لبعثات طلابية وتمويل المهرجان والاهتمام بالمؤلفات بإصدارات توثق للدراما السودانية التي تكون ضمن عدد من المراجع المهمة عبر موقعها الإلكتروني كخزانة من المعلومات في متناول الجميع للوقوف على رسم مؤشرات حقيقية لمجال المؤلفين لمعالجة ندرة النصوص التي يعاني منها الوطن العربي. نسعد كثيراً بتشريف دكتور شمس الدين يونس، كشمس ساطعة ترسل أشعتها عبر الهيئة العربية للمسرح لترسيخ الدراما في المجتمعات العربية نحو المظلة الأساسية التي منحت إنشاء الهيئة العربية للمسرح خطة عملها على المستوى الإستراتيجي لأهميته في عملية التخطيط الثقافي الإبداعي خاصة في عصر العولمة ثم مساهمته في تأصيل المسرح بإعتباره فعلاً حداثياً والوقوف إلى جانب الإبداع المسرحي الحر وبقاء الدراما كونها تمثيلاً أعلى. الدكتور شمس الدين أرجو أن تركز أشعتك على المسرح القومي لتضيئنا. لنا لقاء