عيساوي: البيضة والحجر    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    ماذا قال دكتور جبريل إبراهيم عن مشاركته في مؤتمر مجموعة بنك التنمية الإسلامي بالرياض؟    الصليب الأحمر الدولي يعلن مقتل اثنين من سائقيه وإصابة ثلاثة من موظفيه في السودان    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    انجاز حققته السباحة السودانية فى البطولة الافريقية للكبار فى انغولا – صور    والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    شاهد بالفيديو.. في مشهد خطف القلوب.. سيارة المواصلات الشهيرة في أم درمان (مريم الشجاعة) تباشر عملها وسط زفة كبيرة واحتفالات من المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأهرام اليوم في (جمعة الفرح) مع أوائل الشهادة السودانية
نشر في الأهرام اليوم يوم 25 - 06 - 2011

الخرطوم ، أم درمان، كسلا : طلال، الخاتم، زواهر، نهال ، نقد الله مصطفى
لم يضعوا لأنفسهم حدوداً، تجاوزوا كل الحدود التقليدية وصوبوا سهامهم بعيداً نحو النجوم، فسقطت في أحضان القمر، على نوره اعتلوا مدرجات النجاح الأزلية؛ الصبر، المثابرة، المسؤولية، التفاؤل، الثقة بالنفس، فاستطالت رؤوسهم إلى السماء فلامستها واقتربت السماء من رؤوسهم فتوجتها بالنجاح، ولسان حالهم يقول:
النجاح أمل هفت إليه قلوب الناس في الزمن التليد
أمل له غور القديم كما له سحر جديد
في أجواء الترقب والتوجس وطول الانتظار، بزغت نجاحاتهم وعلت جبينهم مفردة تهفو إليها الأفئدة ترسم على جبينهم رمز السعادة.
(الأهرام اليوم) تجولت في بساتين التفوق فكان القاسم المشترك بينهم صناديد وأصحاب مسؤولية وهمم عالية.
{ الأول من كسلا!!
} جمع غفير من مواطني كسلا هرعوا بعد إعلان نتيجة الشهادة السودانية أمس، وإعلان تفوق الولاية في شخص ابنها النابغة «طه يعقوب إبراهيم ميرغني»من مدرسة «الإعتصام النموذجية»؛ هرعوا صوب حي الدرجة، يتقدمهم الوالي محمد يوسف آدم وعدد من الوزراء ومعتمد كسلا الأستاذ حسن الشريفي الذي ذبح ثوراً ابتهاجاً بهذا النجاح الباهر لمحليته، كما توافد المعلمون والأصدقاء والجيران ابتهاجاً بهذا النجاح الباهر.
يعقوب إبراهيم ميرغني، والد المتفوق طه، عبر عن سعادته وفرحته الكبيرة بنجاح ابنه وإحرازه المركز الأول على نطاق السودان، وأهدى النجاح إلى حكومة الولاية وأسرة التعليم ومعتمد كسلا، وذكر أن ابنه كان مطلعاً منذ طفولته ومهتماً بالتعليم، وكان يحافظ على صلواته الخمس ولم يتوقع أن يكون ابنه أول السودان، وكشف أن والدته لم تكن موجودة في السودان، بل كانت في دولة إيطاليا وأنها ظلت تهتم به وتوفر له البيئة المناسبة، وكانت دائما تتمنى أن يكون ابنها أول الشهادة السودانية، وقال: «ظللنا نتناقش عن أن ابننا سوف يكون في ال(10) الأوائل في السودان»، وأضاف: «وفي اللحظة التاريخية وعندما أعلن أن الأول من ولاية كسلا كان بجواري طه في تلك اللحظه وأعلن اسمه وقمت باحتضانه وهللت وكبرت بهذا النجاح».
أما خالته مدينة محمود آدم فقد أعربت عن سعادتها وفرحتها وتمنت أن تكون والدته بجواره، وقالت إن الأسرة استقبلت الخبر بفرحة عارمة وكانت تثق تماماً في طه لاهتمامه بالعلم وتطلعه لأن يكون دائماً في مقدمة الطلاب، وشكرت كل من هنأ ابنهم النابغة، وأشارت إلى أن والدته التي تعمل موظفة بمنظمة إيفاد في مأمورية بإيطاليا.
الخال بهاء الدين بشير مضى يحدثنا عن طه قائلاً إنه ورث النجاح من أسرته، وأشار إلى أن خاله الدكتور أوشيك أبوعائشة اختصاصي المخ والأعصاب، وقريبه البروفيسور محمد عمر أكاديمي، وكان من أوائل الشهادة، وأضاف أن جذور الأسرة من منطقة أروما.
{ (الأهرام اليوم) تحاور طه من غرفة التفوق
في دردشة مع الابن النابغة طه يعقوب ومن داخل حجرته التي ظل يداوم فيها على القراءة قال ل(الأهرام اليوم) إن شعوره لا يوصف في هذا اليوم التاريخي في حياته وإنه فخور وسعيد جداً بأن يكون أول الشهادة السودانية من ولاية كسلا، وأهدى نجاحه إلى حكومة الولاية ووزارة التربية والتعليم وأسرة مدرسة الاعتصام وأسرته الصغيرة والده ووالدته، وقال: «كنت متوقعاً أن أكون ضمن الخمسة الأوائل وليس الأول»، وكشف عن أنه كان يركز على الامتحانات السابقة ويقوم بحلها ومراجعتها، وكان يهتم بمراجعة الدروس بانتظام وكان يراجع الامتحانات مع والدته، وكان يهتم بمادتي الكيمياء والحاسوب، وإنه يحب الجنوح إلى الجانب الثقافي والجانب الرياضي، خاصة في لعبة البينغ بونغ، ويهتم بكرة القدم ويشجع الهلال منذ طفولته، وكشف أنه من أسرة هلالابية. وتمنى لكل الناجحين على مستوى السودان وعلى مستوى الولاية خاصة التقدم والنجاح.
{ ود «وراق» عريس خيلاً بيجن عرقوس:
في الشيخ مصطفى الأمين النموذجية تدافعت جموع الصحفيين حول شاب غض يتصبب عرقه من رهق الاستفسارات التي يرد عليها بكل رزانة، كانت نظرة إلى محياه تلخص للرائي كيف يأتي التفوق ولكن لا بد من الغوص داخله، اسمه «علي سيف الدين إبراهيم وراق»، وصفته أول الشهادة السودانية ولاية الخرطوم، والثاني على مستوى السودان، بعد حصوله على نسبة بلغت (98.4%). جلست إليه (الأهرام اليوم) لتميط اللثام عن بعض ما خفي من أسرار نجاحه. (علي) يقف على ترسانة قوية من النبوغ والتفوق الأسري، والده الدكتور سيف الدين اختصاصي الأمراض النفسية والعصبية غرس فيه الثقة بالنفس التي عزا إليها (علي) نجاحه وقال: «هي ضرورية لأي نجاح»، الأمر الذي لم تعترض عليه والدته الدكتورة إيمان علي التلب اختصاصي الأمراض الجلدية حين قالت: «ربما يكون بتخصصه في المجال النفسي خلق للأبناء سمات الناجحين والمتفوقين». وقال علي إن والده قدوة له لكن بمسافات بعيدة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، وحصوله على هذه النتيجة أمر لم يستبعده والده الذي قال إنه متفوق منذ صباه الباكر وكان ثالث شهادة الأساس.
{ شفرة النجاح:
(علي) يذاكر في الفترة المسائية لمدة ثلاث ساعات ولا يسهر أبداً ولكنه يستيقظ باكراً، وقال إنه استفاد إيجابياً من علاقته بأصدقائه لأنه يختارهم من الناس المحترمين والجادين، وأضاف: «تقريباً كل المدرسة أصدقاؤه»، الأمر الذي أكدته والدته قائلة: «(علي) خدوم ويحب الناس وهو يعرف كل الجيران أكثر من إخوانه الكبار، وبكل الموازنات تحققت لعلي رغبته في دخول كلية الطب بجامعة الخرطوم». وقال: «إن هدفي من دراسة الطب ليس مادياً وهناك مجالات كثيرة يمكن أن تحقق أرباحاً لكن هدفي إنساني لمساعدة شخص يحتاج للعلاج وأخفف عنه ألمه بقدرة الله سبحانه وتعالى»، إلا أن والد (علي) يرى أن «في دخول كلية الطب تعباً وإرهاقاً ولا يعيش فيه الشخص لنفسه لكن هي رغبته ولا يمكنني حرمانه منها». (علي) لم يشغل نفسه كثيراً بمتابعة الفضائيات ولا المسلسلات وهو لا يتذكر أي برنامج تلفزيوني بعينه ولكن لديه علاقة ب(الفيسبوك). دلفنا معه إلى السياسة وأية شخصية أثرت فيه وتعجبه، فقال (علي): «أعفوني من هذا السؤال»، كما قال: «أشجع الهلال من غير تعصب». وفي نفس الوقت أعرب عن حزنه لانقسام السودان.
في تلك الأثناء دخلت جدته حفيظة محمد علي التي كانت تهتف وتردد «يا حافظ يا حفيظ»، قالت إن (علي) «ما فيهو كلام» وهو مثل أبيه هادئ ومؤدب ورزين، خدوم في كل شيء لإخوانه في اللبس والمراسيل، يستدرك (علي): «في السنة الأخيرة هم كانوا تحت أمري أنا «أرسلهم» ويساعدونني في المذاكرة لهم جزيل الشكر».
جاء رأي شقيقه الأكبر إبراهيم سيف الدين مؤيداً لعدم دراسته بكلية الطب قائلاً: «دراسة الطب «عمر طويل».وتقاطعنا رزان سيف الدين لتقول: «أخي يمتلك صفات نادرة وتفوقه ليس أكاديمياً فقط بل تفوق بدرجة أكبر في الجانب الإنساني فهو طيب القلب وحنون لدرجة أنه قد يبكي إذا غضب من شيء أو أغضب أحداً دون قصد».. وتواصل: «دائماً ما تعتمد عليه كل الأسرة في أكبر الأمور وأصغرها لأنه يتمتع بقدر عال من المسؤولية تجاه نفسه والآخرين».
{ مدارس مصطفى الأمين.. التفوق علامة:
كان وكيل مدرسة الشيخ مصطفى الأمين النموذجية بنين ياسر محمد صالح يراجع النتائج المشرفة التي أحرزها طلابه، قال ل (الأهرام اليوم): «لدينا (18) طالباً ضمن قائمة المئة الأوائل في نتائج الشهادة السودانية أحرزوا نسباً تتراوح ما بين 98% إلى 96% ومن ضمن طلاب المدرسة في العشرة الأوائل علي سيف الدين إبراهيم محمد الثاني على مستوى السودان، ومحمد ياسر عباس محمد علي العاشر على مستوى السودان».
علمنا أن من بين المتفوقين في هذه المدرسة كل من همام نجيب الخير عبد الوهاب الذي أحرز المركز الحادي عشر مشترك على مستوى السودان، وعلاء حسن شمت عبد الله الذي أحرز المركز التاسع والعشرين مشترك، أحمد عمر سعيد فضل الله الذي أحرز المركز الواحد الثلاثين مشترك مع محمد أمين صبري أحمد، ومحمد أحمد النور الحاج الذي أحرز المركز الواحد والثلاثين مشترك أيضاً ومعهم عمر عثمان محجوب أحمد.
وأحرز المركز الثامن والثلاثين مشترك كل من الطاهر عبد الرحمن الطاهر عبد الرحيم، ومدثر بابكر الجيلي عمر، واشترك في المركز الرابع والأربعين مجتبى أحمد السعيد محمد وعمر مصطفى أحمد محمد مدني، وفي المركز السابع والأربعين عمر مخلص محمد خير عثمان، وفي المركز الثالث والستين مشترك محمد تاج السر سيد أحمد الشيخ، وفي المركز السادس والسبعين إبراهيم أحمد التجاني عبد الرحمن وفي المركز الرابع والثمانين مشترك أشرف محمد أحمد عبد الله ومحمد عباس الطاهر العباس، وفي المركز الثالث والتسعين أمجد محيي الدين عوض محمد بنسبة 94.9%.
{ أحمد يقاطع «اسبيستون» لتحقيق مراده:
ارتسمت على ملامحه علامات واضحة ضد الخجل فكان يمشي بخطى ثابتة وبطيئة ونظراته متجهة نحو الأرض، وبذات القدر تكررت مشاهد الفرح والدموع بمنزل ثالث الشهادة السودانية أحمد مدثر حسن فتحدث ل(الأهرام اليوم) قائلاً: «كنت أتوقع هذه النسبة بعد الجهد الكبير الذي بذلته طيلة السنين التي قضيتها بغرفة الدراسة ممتنعاً عن كل شيء كنت أمارسه سابقاً ككرة القدم ومشاهدة «اسبيستون»» ويواصل أحمد حديثه: «لم أكن أحمل «موبايل» لأنني واثق أنه في مثل هذه المرحلة ضرر لي بالإضافة إلى أنني أجد أنه يشغل الطالب بمثل هذه الأشياء في هذه المراحل من الحياة كالاهتمام بالأغاني والتعامل مع الفيسبوك..».
وجاء رأي انتصار جمال الدين مؤيداً لرأي ابنها «أحمد» بأن تفوق أو فشل الأولاد يرجع للآباء والأمهات وتواصل: كنت أعمل مدرسة ولكني تخليت عن العمل وتعمدت الجلوس في المنزل للتفرغ لمتابعة أولادي والحمد لله على قدر الجهد المبذول كانت النتيجة، وتصف ابنها أحمد قائلة: من دون أخوانه هادئ الطبع وخجول لدرجة كبيرة.أما والده الأستاذ مدثر حسن، وهو معلم الفيزياء والرياضيات بالمرحلة الثانوية، فقد قال عن ابنه إنه لم يدفعه يوماً للمذاكرة، بل هو من تلقاء نفسه يعرف مسؤوليته تماماً ولابد من غرس المسؤولية في الأبناء منذ نشأتهم الأولى لأن ذلك يفيدهم في مستقبلهم، ولابد للطالب أن يعد نفسه للسنة الثالثة، قبل المدرسة يقوم بحفظ المواد التي تحتاج حفظ ثم بعد ذلك يتابع مع الأستاذ لأن «علوق الشدة لا ينفع»، وأضاف لابد أن تكن رغبته داخلية لأن «المحرش ما بدق» ويجب على الآباء ألا يضغطون على الأبناء.
{ من الشيخ مصطفى الأمين تفوق كذلك الطالب محمد أحمد النور وحصل على نسبة 96.1% . قال إنه يذاكر في اليوم (6) ساعات. وقال إن والده في طريقه إليه من مدينة كوستي حيث يعمل تاجراً وقال إنه يحب قراءة الرواية وكرة القدم ويكتب الشعر.
{ مدرسة بشير محمد سعيد النموذجية - الاجتهاد والإخلاص:
هناك كانت الفرحة تعم الأركان، يقول مديرها سليمان إسماعيل سليمان، إن (14) من طلابه ضمن قائمة المائة الأوائل من بينهم اثنان في قائمة العشرة الأوائل وهم: أحمد مدثر حسن، الثالث على مستوى الشهادة السودانية بنسبة 97.7%، والمعتصم بالله الباقر، السابع على مستوى الشهادة السودانية، والحادي عشر يس إبراهيم الطاهر، والخامس عشر عبد الحميد إبراهيم، والثامن عشر إبراهيم الشيخ، والاثنين والعشرين منذر محمد علي، والتاسع والعشرين موسى عباس حسن والخامس والخمسين خالد مهدي أمين، والثالث والستين مشترك منذر أحمد يوسف ومحمد حيدر إبراهيم، والسادس والسبعين مشترك عبد الله خالد عبد اللطيف ومحمد إبراهيم أحمد وأسامة علي آدم بنسبة نجاح بلغت 95.1% ، ويقول مدير المدرسة بأنه لم يكن يطلب من طلابه النجاح بل كان يحثهم على الاشتراك في المركز الأول على مستوى السودان.
{ خايف أخذلك يا أمي:
لم يكن عثمان إبراهيم ثالث الشهادة السودانية مشترك حضوراً حين إعلان النتيجة، وبالرغم من غياب جسده إلا أن روحه كانت حاضرة وتجسدت في فرحة أسرته به. فكانت والدته آمنة زكريا في انتظارنا خارج المنزل والفرحة تملأ عينيها لتقول قبل أن نسألها «هو توفيق من الله»، وبعد أن انتقلنا إلى داخل المنزل وجلسنا تحدثت عن نجاح ابنها قائلة: عثمان هو أصغر أبنائي وكنت متوقعة هذه النسبة لأنه كان شخص منظم جداً وكان يذاكر «6» ساعات متواصلة في اليوم، ولم يأخذ أي حصص إضافية فكان اعتماده الأول والأخير على ما يأخذه في المدرسة، وتمضي مواصلة قبل إعلان النتيجة بفترة كان الخوف يملأ قلبه وقرر السفر إلى لندن وقال لي: «خايف أخذلك يا أمي وأخذل أساتذتي»، ولكني في قرارة نفسي كنت واثقة من نجاحه لأننا لم نتركه فكنت أذهب للمدرسة كل (15) يوماً للمتابعة، بالإضافة إلى مراقبته في أداء فروض الدين كالصلاة والصوم وحتى التطور التكنولوجي تعامل معه باعتباره سلاح ذو حدين ك«النت» على سبيل المثال، فكان يدخل موقع التربية والتعليم والمعارف. وقبل أن نخرج من منزل عثمان بمنطقة الحتانة جاء صوته من لندن عبر الهاتف ليقول ل(الأهرام اليوم): «كنت نائماً وأيقظوني على هذه الفرحة، إنني الثالث على مستوى الشهادة السودانية، هذا أحلى شيء أن تصحا وتجد نفسك ناجحاً».
وتسأله (الأهرام اليوم) بماذا كان يحلم قبل أن يستيقظ عقب إعلان نتائج الشهادة السودانية فيرد ضاحكاً: «حلمت بأنني اتسلم شهادة جامعية في برمجة الحاسوب وأنني أقوم بتصميم برنامج».وحول الرياضة يقول عثمان: «في الصفين الأول والثاني كنت أشجع المريخ ولكن حالياً ليس لدي اهتمامات بالكورة».ويخص (الأهرام اليوم) بسر اجتماعي بأنه يريد أن يفاجئ أسرته بخطوبته وإكمال نصف دينه على الرغم من أنه لم يحدد شريكة حياته بعد.
{ التلفزيون خارج الحسابات:
لم يشأ محمد ياسر عباس الانتظار في بيته لحين إعلان النتيجة، فكان حضوراً في مدرسته الشيخ مصطفى الأمين حين إعلانه عاشراً للشهادة السودانية بنسبة 98.3%. فقال ل(الأهرام اليوم): «كنت جاهزاً لحضور المؤتمر متوقعاً نفسي في المرتبة الأولى ولكن شاءت الأقدار خلاف ذلك والحمد لله على كل شيء» ويواصل والفرحة اكتلمت بقدوم عمته سمية عباس وبناتها ليحتفوا بجواره في غياب والديه خارج البلاد، ويواصل: «لم أكن أساهر للمذاكرة ومنعت نفسي بلا ضغوط من الأسرة عن كل ما يمكن أن يكون سبباً لتراجعي كالتلفاز وغيره، بالإضافة إلى ثقتي الكبيرة أن تحديد زمن معين للدراسة يقوم بتسهيلها، بالإضافة إلى المراجعة اليومية بعد انتهاء اليوم الدراسي والمتابعة مع المدرسة والأساتذة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.