} ما زال عقار وعرمان يلوحان بفزاعة التمرد الشامل من دارفور غرباً إلى جنوب كردفان والنيل الأزرق والشرق وكأن هؤلاء يملكون مفتاح كل هذه المناطق وينصّبون أنفسهم أوصياء على شعوبها وقد فشلوا في كافة ثوراتهم التي خاضوها وشعاراتهم التي رفعوها وتجارب الحكم التي مارسوها، فلم يستطيعوا فعل شيء في زمن الحرب غير دعم الجيش الشعبي في معاركه ضد حكومة الخرطوم حتى استكمل بهم مسيرته وأقام دولته ولفظهم دون أن يوفق أوضاعهم ويمنحهم حقوقهم وتركهم يواجهون ذات الأوضاع التي حملتهم على التمرد وقد أضاعوا سنوات عزيزة تتجاوز العقدين من الزمان قدموا فيها للحركة الشعبية عشرات الآلاف من القتلى ومن الجرحى والنتيجة صفر كبير. } ولم يستطع هؤلاء فعل شيء وهم يحكمون ولايتين كاملتين في جنوب كردفان والنيل الأزرق وكانت الأموال تجري بأيديهم ويكنزونها داخل خزائنهم فكان الواحد منهم يتحرك إلى الخرطوم بمئات الملايين من الجنيهات كنثرية شخصية له فيعود بدونها ثم يعاود الكرة مرات عدة حتى أتلفوا أموال المهمشين واستولوا عليها وحولوها إلى مصالحهم الخاصة وبناياتهم ولياليهم ومنهم من يركب سيارات الهمر وهو في ذات الوقت زعيم المهمشين وهكذا مرت السنوات ولم يقدموا لنا نموذج السلطة التي تنحاز لقضايا المهمشين وتبدل حالهم إلى الأفضل وتعوضهم عن السنين التي حرموا فيها من كافة الخدمات وعلى النقيض من ذلك كانت تجربتهم مع الحكم هي الأسوأ وقد زادت المهمشين تهميشاً وحرمتهم حتى من الذي كان يقدم لهم ولم نشهد طيلة حكم الحلو في جنوب كردفان وطيلة حكم عقار في النيل الأزرق مشروعاً تنموياً واحداً في كافة مجالات الصحة والتعليم والمياه والكهرباء وحتى معايش الناس لم تشهد جهوداً مثمرة بذلها هؤلاء لأجل محمد أحمد المسكين المهمش في الجبال وفي النيل الأزرق. } ما يعجز عنه الذين يرفعون شعارات مناهضة التهميش يفعله المتهمون بالتهميش وهم ينطلقون بمشروعات التنمية والخدمات لأهلهم في الجبال وفي النيل الأزرق حتى أحدثوا تحولاً كبيراً تغيرت بفضله الحياة ونهضت في تلك المناطق ففي جنوب كردفان أحدث مولانا هارون ما يمكن أن نصفه بالمعجزة ويشهد بذلك كل أبناء النوبة ويشهد به الأعداء قبل أصدقاء هارون وفي النيل الأزرق تتمدد الطرق ويتواصل العمل في تعلية خزان الروصيرص بفضل جهود تقوم بها الحكومة الاتحادية وفي المقابل ليس لعقار ما يقدمه غير التهديد بالحرب وفزاعتها والتبشير بالعنصرية والشعارات الخاوية التي لم تحمله يوماً واحداً ليفعل خيراً لأهله. } المعركة تجاه هؤلاء هي ليست معركة الحكومة لوحدها ويجب أن يعرفوا أولاً أن الشعب بكافة قطاعاته جاهز ليحاربهم وليدافع عن الوطن مهما كلف ذلك من ثمن وأن المعسكرات ستفتح وستمتلئ عن آخرها بالمجاهدين ما دامت الحرب في مواجهة هؤلاء فرض عين وواجباً وطنياً مقدساً والشعب يرى بأم عينه المؤامرات التي يسعى بها هؤلاء وهي تهدف لتقسيم البلاد وتغيير بنية النظام وتنفيذ أجندة إسرائيل التي جندت لذلك كافة إمكانياتها وقدراتها وقد قال الإسرائيليون ذلك صراحة وإن المجتمع الإسرائيلي العالمي كله يعمل لأجل خدمة مشروعات إسرائيل في السودان عبر جنوب السودان سابقاً وعبر هذه المناطق لاحقاً حتى لا يجد السودان الفرصة ليستجمع أنفاسه ويبني دولته بموارده الهائلة حسب إفادات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي وبالرغم من ذلك ما زال هناك من أهل الصحافة ومن السياسيين من يطالب بالهدنة مع هؤلاء ومنحهم الفرصة كاملة (ليبرطعوا) من جديد وفي ذات الوقت يمنحون عرمان فرصة جديدة ليواصل ذات الأدوار القذرة لتضيع كل التضحيات التي قدمها الشمال من أجل السلام والاستقرار والأمن وهو يفقد ثلث أراضيه وثلاثة أرباع نفطه وعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى لنعود من جديد لنبدأ رحلة تضحيات جديدة مع عرمان وعقار والحلو ربما تكون خاتمتها الوطن بحاله إن ركبنا مركبهم مرة أخرى فالحرب أفضل لنا من سلام هو في الحقيقة فخ آخر.